الوهابيين أهل اللحى و ليسوا أهل السُنة
[3]
بقلم \ جمال الشرقاوى \
فالحكومة تعطى فرصة للأزهريين أن يستعلوا على الأخرين و تعطيهم فرص إعلامية كبيرة وعمل بالوظائف الدينية الحكومية و السفر للخارج بغرض نشر الدعوة و حضور المؤتمرات العلمية وعمل الأبحاث و تعطيهم المكافئات المادية و التبجيل و التوقير و الإحترام وتحشد كل الجماهير لهم و يُحَرم منها أى دارس للدين من غير جامعة الأزهر و لو كان نابه عنهم بل و لا يُقيم الأزهر و لا الحكومة وزنا لكل معاهد الدُعاة و لا يهتمون بالخريجين منها بطول و عرض جمهورية مصر العربية !! فمنهم على سبيل المثال هؤلاء الطلبة الذين يدرسون الشريعة الإسلامية لمدة أربعة سنوات فى معاهد الجمعية الشرعية بإشراف وزارة الأوقاف ومع ذلك تنكرهم وزارة الأوقاف و لا يُدرجون فى أوراقها الرسمية و كذلك الأزهر!! إذن لماذا تترك الحكومة المصرية و الأزهر هذه المعاهد لتدريس الشريعة الإسلامية ؟! و لماذا يأتون الأساتذة الفحول من جامعة الأزهر ليدرِّسون للطلبة فيها طالما هم أبناء غير شرعيين لا للأزهر و لا لوزارة الأوقاف و لا للحكومة المصرية ؟! ومنهم من يدرس سنتين دبلومة فى الدراسات المتخصصة و سيصبح دكتورا فى الشريعة الإسلامية !!! و لا يجد مكانا يؤيه لا فى جامعة الأزهر و لا فى معاهد وزارة الأوقاف و لا حتى فى معاهد الجمعية الشرعية التى تخرَّج منها و هى أيضا من معاقل الوهابيين السلفيين بمعاهدها و مساجدها و لم أعرف هذا الأمر إلا مؤخرا جدا فى أثناء كتابة هذا البحث ومع ذلك لا أحب تشددهم خاصة و قد غدا الأزهر الأن كله مخترق من الوهابيين السلفيين و من صبيانهم مرتزقة الفضائيات ويغلب على مناهجه المنهج الوهابى إلا من رحم الله تعالى و عصم وأقول و الحق يقال ليس كلهم فى " معاهد الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب و السُنة " متشددون فهناك الاستاذ الدكتور المحترم مصطفى زكى أستاذ مادة السيرة النبوية فهو بلا شارب و لا لحية و مثله الأستاذ الدكتور مصطفى ابو الخير أستاذ مادة أصول الحديث و علومه و كذلك الأستاذ الدكتور الفحل فضيلة الشيخ محمد عبد العليم استاذ القرآن و القراءآت و رئيس تلاوة جماعة القران الكريم فى مصر و هم عكس السلفيين من الأساتذة الوهابيين السلفيين المُدَّعون السلفية فهذه الوهابية سُبة فى جبين أهل السُنة الحقيقيين و أهل العلم الأصليين و عارٌ على السلف الصالح وإنهم للأسف على الراجح داخلين فى عدادهم و هذا للحق فقط من أمثال الأستاذ الكتور المختار المهدى الرئيس العام للجمعيات الشرعية الأستاذ بجامعة الازهر و الأستاذ الدكتور الخشوعى محمد الخشوعى أستاذ الحديث بكلية اصول الدين بجامعة الأزهر و الأستاذ الدكتور الهادىء الرقيق المحترم الشيخ عبد البديع ابو هاشم أستاذ التفسير بجامعة الأزهرو الأستاذ الدكتور حسن عبيدوأستاذ التفسير بجامعة الأزهر و الأستاذ الدكتور المتمكن الشيخ مصطفى مراد أستاذ العقيدة فى جامعة الأزهرو عضو هيئة التدريس بالجامعة فهؤلاء يمثلون التيار الوهابى السلفى المتشدد و هناك التيار المعتدل الذى يحافظ على الأصالة مع المعاصرة و هم الأستاذ الدكتورمحمد البطح و هو أستاذ مادة السنن و المبتدعات و الأستاذ الدكتور خالد شاكر أستاذ مادة الدعوة الأسلامية و الأستاذ الدكتور محمد يوسف الشاب المتمكن المتفتح الذى كان قريبا من الطلاب جدا و هو أستاذ لمادة الدعوة الإسلامية و كلهم أساتذة ذوو ثقل فى جامعة الأزهر الشريف حفظه الله تعالى... و أقول للحكومة المصرية و الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف من هذا المنطلق لا تضيِّقوا على غير الأزهريين شكلا و لكنهم أزهريون مضمونا أى لم يدرسوا فى الأزهر و لكن دراستهم و مناهجهم و أساتذتهم أزهرية النشأة و الطابع حتى تجعلوهم يلجأون للطعن فيكم و إمَّا يلجأون لأساليب التحدى و يعملون تحت الارض و يضعون أيديهم فى أيدى الوهابيين السلفيين من مرتزقة الفضائيات و بصفة خاصة أولئك الذين يعملون فى الفضائيات بتمويل سعودى وهابى و هم ليسوا سواء فهم فئتين أو فرعين فئة الدارس الذى لا يجد مكانا و فئة الحاصلين على حسب زعمهم على " إجازة " و هم ليسوا من دارسين الشريعة فى الأصل و هم الأكثر خطرا فى التطرف و التشدد و التنطع و هؤلاء هم الفئة التى أعنيهم بهذا البحث على وجه الدقة أمثال محمد حسان و محمد حسين يعقوب و أبى إسحاق الحوينى و غيرهم من غير الدارسين فهؤلاء الفئات يحسُّون أنهم مكروهون و لا يجدون أى معونة و لا مساعدة من الحكومات فيلجأون لجهات خارجية مثل السعودية الوهابية السلفية تمدهم بالأموال و تنظر لهم بعين الرضا ثم تفرض عليهم منهجا دعويا يشيعونه فى الناس مليء بالعفن وتفرض عليهم خطاب دينى قديم عتيق و عقيم لا يليق بالعصر و لا بمتطلبات هذا العصر بل قد عفا عليه الزمن فيتلقفه هؤلاء المحرومون من كل ميزة يتمتع بها المتخرِّج من جامعة الازهر فيُحدثون فتن هم لا يقصدونها و يشقون صفوف الأمة و إنما هؤلاء المساكين قدغسلت أدمغتهم من الخارج بالمال و الشهرة و الذى أوقعهم فى هذا الغور العميق و ساعد هذه البلاد و الجهات الخبيثة على تجنيدهم و استقطابهم حتى صاروا مبرمجين على ذلك الوضع فى المقام الأول هو حرمانهم من الفرصة الحقيقية للظهور ولجهلهم الحقيقى بالعلم و خاصة العلم الشرعى الصحيح المعتدل و فقدانهم لملكة الإجتهاد و بثقافة العالم المحيط بهم و حرمانهم من ميزات يستحقونها كأقرانهم فى جامعة الأزهر و كذلك عقولهم المعطلة عن الاستقبال الصحيح و بيئاتهم التى تربوا فيها على المالوف من العادات فذهبوا إلى شيوخ مشاهير فى البلاد الأخرى غير بلادهم و هؤلاء الشيوخ لهم ما لهم من التعصب و الأوجاع النفسية التى تربت عليها بلادهم العربية المتخلفة فكريا و أدبيا و شربوا منهم ما شربوا من التعصب و الجهل و التخلف باسم الدين الإسلامى و العقيدة الإسلامية و جاءوا إلينا بخرافات عجيبة و فتاوى منقولة من مقابر الزمان القديم وأفهموا الجماهير الأبرياء المتعطشين إلى فهم دينهم أن هذا هو الدين الحق و العقيدة الإسلامية وفتحوا قنوات فضائية لحسابهم أو بمساعدة البلاد العربية التى رضعوا من شيوخها لبن التعصب و كذلك أصبحوا أصحاب جرائد و صارت لهم شهرة و جاه و مال وكلمة مسموعة فى بلادهم لمَّا رجعوا إليها من رحلة العلم المزعومة و المذمومة و أفهموا الناس أن ما عملوه هو رحلة فى طلب العلم و قد وقف ورائهم أسيادهم من الخارج يساعدونهم و يؤازرونهم بالمال و الأنصار و شتىَ أنواع المعونات و غرهم فى أنفسهم أن الحكومة استخدمتهم " كدمية " فى السبعينات لضرب اليسار المناصر للناصرية بإسلوب مبتدع على يد الرئيس الراحل محمد أنور السادات و قد دفع الرئيس السادات حياته ثمنا غاليا لإن هؤلاء الناس ليس لهم عهدا فهذا هو الإرهاب الحقيقى بعينه وقد ندموا جميعا بعد موت السادات بتسعة و عشرون عاما و ثلاثة اشهر فهم قتلوه فى شهر 9 سبتمبر عام 1981 و نحن الان فى نهاية العام 28 \ 12 \ 2010 كل هذه المقومات التى ساعدتهم على التلقى الخاطىء و الناقص و كذلك خروجهم من مصر فيما زعموه أنه رحلة فى طلب العلم فقد خرجوا بقلة حيلتهم و نقصهم الذاتى و أمراضهم النفسية لأنهم لم يجدوا لهم طموح فى بلادهم بل و ربما أحسوا باضطهاد و يُضاف إلى ذلك فقدان الإحترام الذى كانوا يريدونه من بلادهم و حكوماتهم منذ البداية و بناءا عليه فقد اصبحوا تربة خصبة لزرع بذور التعصب و العناد باسم العلم و أصبحت عقولهم المريضة مرعى خصب لمزيد من الأفكار العقيدية المعقدة التى لا تلائم العصر و فى الواقع أنه إسلوب سهل للشهرة و الإرتزاق إن أى إنسان يستطيع أن يحضر كتابا و يقول ما فيه للناس إذاً فهو ناقل و ربما أن المؤلف صاحب الكتاب كان مخطئا فى أفكاره لمَّا كتب هذا الكتاب أو مات قبل أن يصحح هذا الخطا و ربَّما كتب هذا الكتاب ليلائم زمنه هو و ربَّما لو كان حيَّا الأن لنهر من يشرح الكتاب فى هذا العصر بهذه الطريقة القديمة دون مراعاة لظروف الناس فى عصرناالمعاصر و دون اهتمام بقضاياهم التى فرضت عليهم و لا اهتمام بظروفهم المعيشية ولا بمتطلباتهم و لا بمتطلبات عصرهم و مكانهم لأنه من المعروف عند جميع أهل العلم أن الذى يتبع مذهب دينى لأحد الائمة الكبار رحمهم الله تعالى مثل الشافعى مثلا إذا ذهب لمكان يعيش على المذهب الحنفى أو المالكى أو الحنبلى وهم كلهم أهل سُنة يختلفون فى الفروع بسبب تغيُّر المكان وعادات المكان التى يسمونها الفقهاءالعدول الفحول فى العلم بفهمهم البليغ " الأعراف " أى العُرف الشائع الذى يُقر كل أهل بلد بما هم عليه من
اتباع نهج معين فى العبادة و لكنه يرجع " لأصول الشريعة الإسلامية من قرآن و سُنة " تبعا لتغيُّر ظروف الزمان و المكان رغم أنهم على مذهب يخالف مذهب المكان الذى ذهبوا إليه و هذه صفة المحترمين المتقين من أهل العلم الذين لا ينكرون على الناس عبادتهم و إمورهم الحياتية المستجدة عليهم و تلك هى حرية العبادة و احترام شعائرها من الذين يفهمون دينهم حقا فالمسألة ليست إنكار من أجل الإنكار كما يفعل هؤلاء " الوهابيين السلفيين " ينكرون على الناس إمورا " ظروفا " صعبة جدا فى هذا العصر فى حياة ملأها التناقض و مشاكلا جديدة قد طرأت عليها ليقرروا ما يريدونه عنوة على الناس و قد دخلت كل هذه العوامل المعقدة فى تكوينهم النفسى و صبغت وجدانهم و ضمائرهم حتى صارت العبادة و الشعائر مصبوغة بهذا التكوين النفسى المتناقض المتعنت المريض و لا يعاند فى هذا إلا مُكابرقد غرق فى محيط عظيم من الجهل و يريد للدنيا بأسرها أن تسير معه حيث دار فى ذلك الجهل العميق و إلا كانت الدنيا كلها خاطئة و خاطية من وجهة نظره إن لم تتبعه فى ذلك الجهل المطبق !! فكيف هم يتكلمون عن تطبيق الشريعة بنفس المفهوم و المنهج القديم الأن ؟ فضلا عن وجود لن أقول الشيعة الذين هم شوكة فى ظهر الامة الاسلامية السُنية الأن بل أقول وجود ملل لا تعد و لا تحصى من اليهود و النصارى و طوائف لا يعلمها إلا الله تعالى العليم الخبيرتطالب بحقها فى الحياه و تخشى من تطبيق الشريعة الإسلامية بسبب جهل هؤلاء " الوهابيين السلفيين " و انا لن و لم أقل إنهم أبرياء تماما من بعض ما يحدث للمسلمين فهم لهم ما لهم من الأخطاء و لكن سنتكلم عن ذلك فى مؤلف " المواطنة " إن شاء الله تعالى و الله سبحانه و تعالى لم يفرض فرضا على كل أمة من الأمم أى شريعة لا تتبدل و لا تتغير فقد قال سبحانه و تعالى { و أنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب و مهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله و لا تتبع أهوائهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا و لو شاء الله لجعلكم أمة و احدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون} [ المائدة - 48 - ] و هذا دليل على تغيُّر الشرائع من أمة إلى أمة بل و فى الأمة الواحدة نفسها و هو المسمى بالتجديد أى تجديد الخطاب الدينى و هو أيضا عملية " إحياء " للشريعة ليتسنى للشريعة موافقة العصر ذاته و أمَّا الأية التى يتشدق بها " الوهابييون السلفييون " { فلن تجد لسُنة الله تبديلا و لن تجد لسُنة الله تحويلا } [ فاطر - 43 - ]
البقية المقال القادم
القاهرة 2010 م
جمال الشرقاوى