" الوهابيين اهل اللحى و ليسوا اهل السنة "
بقلم \ الداعية الاسلامى : جمال الشرقاوى
[1]
ان الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور انفسنا و من سيئات اعمالنا انه من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادى له و اشهد ان لا اله الا الله تعالى وحده لا شريك له و ان محمد صلى الله تعالى عليه و اله و سلم عبده و رسوله و صفيه من خلقه و حبيبه نشهد انه بلغ الرسالة و ادى الامانة و نصح الامة و كشف الله تبارك و تعالى به الغمة و تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الاهالك { يا ايها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذى تساءلون به و الارحام ان الله كان عليكم رقيبا }
{ النساء -1 - } {يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن الا و انتم مسلمون }
" آل عمران - 102 - " { يا ايها الذين امنوا قولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما } " الاحزاب – 71 -72- " ثم اما بعد
مقدمة
لقد طلع علينا فى السنوات الاخيرة منذ ثلاثين عاما و ربما تزيد قليلا اناس يدعون انهم اهل السنة " الوهابيين " بدأوا بالكتب و المجلات و الجرائد و الانتشار من خلال شرائط الكاسيت المسجلة عليها خطبهم ووعظهم قبل ظهور الفضائيات و انتشارها فى مصر و قد انتشروا جدا فى البدايات رغم تعصبهم الشديد مثل الشيخ عبد الحميد كشك و هو يعد الاب الروحى لهذه الفئة التى اعتمدت على النصوص الدينية كنصوص دون ان تتفاعل مع الواقع سواء كان النص الدينى هو القران الكريم او السنة النبوية الشريفة و سار على هذا النهج الشيخ محمد حسان و هو من تلاميذ الشيخ اسامة محمد عبد العظيم حمزة بمسجد عباد الرحمن فى منطقة الامام الشافعى فى القاهرة و هذا الرجل دكتور فى جامعة الازهر الشريف و رئيس قسم الشريعة و هو يعد الوهابى الاول فى جامعة الازهر و لا غرو فخاله الدكتور الرحل عبد الصبور شاهين الوهابى المتعصب و الذى كان السبب فى نفى الدكتور نصر حامد ابو زيد الى اسبانيا و الشيخ اسامة محمد عبد العظيم حمزة هذا هو استاذ الشيخ محمد حسان و الذى تاثر به كثيرا فى بداياته العنيفة ضد الازهر و ضد شيخه الراحل الاستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوى و ضد الدولة المصرية و الحكومة المصرية و سياساتها حينما كان خطابه الدينى وهابيا عنيفا و بلا خبرة دعوية و قد غيَّر من اسلوبه كثيرا الان و صار خطابه الدعوى وهابيا ناعما و ظهرت عليه خبرة الدعوة و هوشيخ بالتلقى و كذلك الوهابى الذى تاثر بالشيخ اسامة محمد عبد العظيم حمزة هو الشيخ المشهور كسابقه ذائع الصيت محمد حسين يعقوب المتشدد و الذى جاء لنا بالتشدد هو الاخر من السعودية بسبب تلمذته على يد العلامة ابن باز و العلامة ابن عثيميين و الشيخ محمد حسين يعقوب هو شيخ بالتلقى و كذلك من سار على النهج الوهابى الشيخ الاشهر علامة الحديث ابو اسحاق الحوينى و هو شيخ بالتلقى الذى جاء الينا بالوهابية من سوريا بسبب ملازمته الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الالبانى العالم المحدث الشهير " الالبانى الاصل و المقيم بسوريا " \ المرجع موسوعة ويكبيديا تحت عنوان " حياته " \ و كذلك الوهابى المعروف الشيخ محمود المصرى و كذلك الوهابى القديم الشيخ محمد اسماعيل المقدم و غيرهم و تلاميذهم الذين ساروا على نهجهم ملأوا الدنيا ضجيجا و لم يقعدوها منهم من نعرف و منهم من لم نعرف و منهم التلاميذ الصبيان الصغار الذين يملأون الفضائيات بلحاهم و جلابيبهم و حبهم للشهرة و الدنيا فهؤلاء و امثالهم جعلوا من انفسهم فقط على حين غفلة من الناس المنتدبون من الله تبارك و تعالى و المو كلون من رسول الله صلى الله تعالى عليه و اله و صحبه و سلم شخصيا حراس الدين الاسلامى الحنيف و جعلوا من انفسهم التلاميذ الوحيدون الذين تخرجوا فى مدرسة محمد صلى الله تعالى عليه و اله و صحبه و سلم و يحسبون انفسهم انهم المعنون فى الحديث الذى قاله رسول الله صلى الله تعالى عليه و اله و صحبه و سلم " حدثنا موسى بن اسماعيل حدثنا حماد عن قتادة عن مطرف عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ لا تزال طائفة من امتى يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال ] قال الشيخ الالبانى صحيح سند الحديث \ المرجع سنن ابى داود \ فالحديث صحيح و لكن لا ينطبق على هؤلاء لإن هؤلاء الناس قد فتحوا على المجتمعات الاسلامية العربية و المجتمعات الاسلامية الغير عربية بوابات جهنم
" بالإرهاب " الذى يسمونه " جهاد " و بدأوا ينشرون من ورائه الفكر الوهابى و المذهب الوهابى الذى ينسب الى محمد بن عبد الوهاب على انه القران و السنة و هذا الفكر هو اعلى سقف لهم و يا ليت الموضوع يقف عند هذا الحد اى لو كان هذا الفكر هو الذى يقال فى ساحة الحوار و الراى و الاجتهاد فى باب المناقشة و الموازنة مع غيره من الافكار و الموضوعات الاخرى التى يهم المجتمع المسلم دراستها و معرفتها حتى لو لم يكن سيعمل بها و لكن المصيبة الكبرى هو ذلك التحدى من اصحاب ذلك الفكر الوهابى لكل المجتمعات الاسلامية عربية و غير غربية باذاعته و نشره بعنف لتقريره على البلاد الاسلامية على مستوى العالم و خصوصا بعد ظهور الفضائيات ليصبح هذا الفكر الوهابى المتطرف و المذهب الوهابى هو واقع فعلى فى حياة المسلمين فى كل بقاع الارض و نسوا قول رسول الله صلى الله تعالى عليه و اله و صحبه و سلم عن التشدد [ اياكم و الغلو فى الدين فانما هلك من كان قبلكم بالغلو فى الدين ] " تخريج السيوطى حم ن ه ك "عن بن عباس "و " تحقيق الالبانى صحيح فى صحيح الجامع " \ المرجع صحيح و ضعيف الجامع الصغير \ و انك لن تجد على مستوى العالم العربى الاسلامى المتدنى او على مستوى العالم الاسلامى المهمش غير العربى اى جماعة او طائفة من الناس على هذا المنوال الوهابى الا و لهم مسجد خاص بهم و جمهور خاص من الجاهلين و الجاهلات يستمعون لخطابهم الدينى العنيف و العفن و من يحب ان يرى هذا المشهد بوضوح فليذهب الى مسجد الشيخ اسامة محمد عبد العظيم حمزة فى الامام الشافعى فى اى صلاة على مدار اليوم فرغم شهرة الرجل عند مريديه الا انك تجد المسجد خالى من المصلين العاديين فاغلبهم يطلقون اللحى و يلبسون الجلباب القصير ووراء الرجل يصلى بالكاد خمسة افراد او عشرة على الاكثر و هم انفسهم الذين ينامون فى المسجد و هم فئة منغلقة على نفسها لدرجة عدم وضوحهم للناس و لدرجة انك تشك انهم يدبرون امرا ما و العجيب فى الامر ان الشيخ محمد حسين يعقوب قال فى احد دروسه " من يريد ان يرى صلاة كصلاة الصحابه فليذهب الى الشيخ اسامة محمد عبد العظيم حمزة الشافعى فى الامام الشافعى " و لا عجب انه يدعم استاذه و صديقه فى التشدد و التطرف و قمة تنفيذ السنة عند هؤلاء " الوهابيين " الرجوع للعهد النبوى بغض النظر عن الواقع المعاش فهذا الواقع لا يعنى لديهم شيئا كثيرا من بعيد او قريب و اما بالنسبة للمعاملات الاجتماعية فى جميع مراحلها و على اختلاف جميع درجاتها بين الناس فى المجتمع فلا يتقربون لاحد الا لانفسهم و لا يهتمون باحد الا بانفسهم فقط و انما غاية انصراف التشديد فى الدين عند هؤلاء " الوهابيين " تكمن فى المظاهر الخادعة فقط مثل اللحية و الجلباب القصير و المسبحة بل و بعضهم حرمها و قال ان الرسول صلى الله تعالى عليه و اله و سلم كان يسبح بالحصى و اختلفوا هل هى سنة او بدعة !!! و نقاب المراة ظلوا يشددون فيه حتى توصلوا الى فرضيته بغباء منقطع النظير و عدم خروج المراة من المنزل واجب فى نظرهم و لا يجوز خروجها من المنزل و حتى يظهروا للناس انهم فقهاء اضافوا كلمة للضحك على الناس و قالوا لا تخرج المراة من بيتها " الا لضرورة " و كل ذلك و غيره سنناقشه بالتفصيل فى مقالات اخرى تابعة لهذا المقال
[ و البقية تأتى ]
كتبت هذا المقال فى القاهرة \ يناير \ ليلة الخميس
الموافق 17 \ 3 \ 2011 م الساعة 25 و 12 ليلا
جمال الشرقاوى