الوهابيين اهل اللحىَ و ليسوا اهل السنة "
[2]
بقلم الداعية الاسلامى \ جمال الشرقاوى \
و منذ ظهور هؤلاء على الساحة الاعلامية فى السنوات الاخيرة منذ ثلاثين او اربعين عاما و هم يدعون انهم اهل السنة - الوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات - فجعلوا من انفسهم فقط على غفلة من الناس حراس على الشريعة الاسلامية ويريدون تطبيق الشريعة الاسلامية فى البلاد العربية و كذلك فى البلاد الاسلامية الغير عربية بدون مراعاة لاهل الملل الاخرى سواء كانوا يهودا او نصارى اومن اى ملة غير اسلامية والتمس لنفسى من الله تبارك و تعالى العذر و لا اطلبه من احد غيره الكبير المتعال فى ذلك الامر العصيب لانى اعرف ان المهاجمين كثيرين و المجاملين و المنافقين اكثر و الحق انا لا احب ان اكون فريسة سهلة لاحد و لا صيدا سمينا و لذلك اقر بموضوع غاية فى الاهمية الا و هو موضوع الساعة فى كل البلاد التى بها مسلمين وديانات مختلفة وهو موضوع \ المواطنة \ وله مؤلف اخر ان شاء الله تعالى ولكن لابد ان يعرف هؤلاء المعاقين فكريا و ادبيا انى مسلم سنى و الحمد لله على نعمة الاسلام و كفى بها من نعمة فحينما اقول لهم انا لانى مسلم سنى و ما نصيب الملل الاخرى من تطبيق الشريعة افضل من ان تقام عليهم الحجج من الخارج و الداخل و يصدمون فى وجوههم من اهل الملل الاخرى بانهم - الوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات - فى جميع اقطار الارض بانهم متخلفين و جهلة و متعصبين تعصب اعمى و ارهابيين و هم كذلك بالفعل الان لانهم يباركون العنف الذى يحدث فى العالم على يد تنظيم -القاعدة- و من مثلها من الجماعات المنبوذة و على اقل تقديرلا يوجهون لوم لهم و لاعمالهم المنكرة فى الفضائيات و لا فى البرمج التى يقدمونها و اذا اخطا احدهم و تكلم عن الارهاب يتكلم عنه بصفة عامة و لا يذكر هؤلاء الارهابيين بشىء لا من بعيد و لا من قريب و لذلك هم مكروهون من جميع الملل و منبوذون فى كل البلاد بل و بكل جهل وتعصب لا يحاولون تعديل افكارهم و شخصياتهم ايضا باسلوب سنى اسلامى معتدل و مقبول ابدا بل على العكس فهم يعاندون و يجادلون و يتكلمون بنظريات فقهية عفا عليها الزمن و يا ليتهم اخذوا منها ما هو ملائم لعصرهم و تركوا ما هو غير ذلك ليكونوا واقعيين حتى لا يحرقوا الناس بجهلهم اكثر مما احرقوهم و
حتى لا يحترقوا هم بنيران تعصبهم و يحرقوا المسلمين بنيرانهم بل هذا ما هو حادث الان وانى احذر المجتمعات و الشعوب الاسلامية من فتنة هذه الشرذمة المتعصبة التى اسمها \ الوهابية السلفية و صبيانهم مرتزقة الفضائيات \ وهؤلاء هم فى الحقيقة اهل اللحى وليسو اهل السنة و ليس معنى ذلك اننا لا نريد او نحلم بتطبيق الشريعة الاسلامية ولكن هذا التطبيق يجب ان يراعى كل الابعاد و كل الاطراف و لا ياتى لحساب احد على حساب احدا اخر حتى ياخذ كل ذى حق حقه فى الحياة الدنيا بدلا من هذا الظلم الواقع فوق رؤوسنا حتى صرنا نقول للميت يا ليتنى مكانك و يوم القيامة يحكم الله تعالى بين الامم و الناس فيما كانوا فيه يختلفون نعم نريد تطبيق الشريعة الاسلامية و لكن هذا المطلب الصعب ليس بالامانى و الاحلام خاصة و هو يخرج من افواهنا بمناسبة و بدون مناسبة و احيانا يلجأ اصحاب الامانى الى الاساليب الملتوية و المؤامرات و التنظيمات من تحت الارض و كذلك باستخدام الاسلحة بحجة اقامة الدولة الاسلامية اوباستخدام الاساليب الاعلامية الخاطئة التى تؤدى الى تاليب الشعوب على الحكومات او الحكومات على الشعوب و الطوائف الاخرى الغير اسلامية على الطوائف الاسلامية و تقيم الفتن التى يذهب ضحيتها الابرياء غالبا و تجعل الكل يضرب بعضه بعضا و يكره و يخشى بعضه من بعض و يتسلح ابناء البلد الواحد والحكومات بعضه لبعض او بالقول البعيد عن الصواب الذى يفهم من كلامهم و الذى يفسر على انه تعطش للدماء من هؤلاء - الوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات - الا وهو - تطبيق الحدود الشرعية- على المخطىء فهذا كله ليس الباب الذى ندخل منه لتطبيق الشريعة الاسلامية و خاصة فى ذلك العصر ومع ذلك نحب ان نقول راينا صراحة دون مجاملة لاحد فالعالم الخارجى ايضا يظلم المسلمين و يتدخل فى شؤنهم على مستوى العالم و يعاملهم معاملة سيئة و لا يترفق بالمسلمين لمجرد انهم مسلمون و نسألهم الترفق بهم و ليتذكروا انهم سيقفون امام الله تعالى يوم القيامة و سيحاسبهم { الله لا اله الا هو ليجمعنكم الى يوم القيامة لا ريب فيه و من اصدق من الله حديثا } \ النساء - 87 - \ و يُسئلون لماذا عذبوا هؤلاء المسلمين الضعفاء و تعدوا على حقوقهم الشرعية التى كفلها لهم الله تعالى و الحقوق القانونية و المدنية التى ابتكروها هم بأنفسهم والجمعيات و المؤسسات الحقوقية التى نادوا بها هؤلاء الذين يظلمون المسلمين فى بلادهم؟ ونريد ان نعرف ما هو المطلوب من المسلمين تحديدا ليرضوا عنهم تلك الدول التى تعامل الرعايا المسلمين معاملة سيئة عندهم ؟ { ولن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم قل ان هدى الله هو الهدى و لئن اتبعت اهوائهم بعد الذى جاءك من العلم ما لك من الله من ولى و لا نصير }\ البقرة -120- \ و من لهؤلاءالمستضعفين فى الارض ان لم تكن الحكومات هى المسؤلة عنهم فمن لهم ؟ انا اعرف ان الله تعالى لهم و كفى به حسيبا و لكن الله تعالى جعل البشر اسبابا فى تسيير الامورهذا على المستوى الخارجى اما على المستوى الداخلى فان الحكومة المصرية هى الاخرى قد ظلمت نفسها و ظلمت الناس فلابد ان تعطى للغير حرية التعبير ووسائله المشروعة فلا فرق بين من تعلم الدين فى الازهر وبين من تعلم الدين فى مؤسسة غير الازهر المهم ان الذى درس تخصصا ما من التخصصات هو الذى له الحق فى الحديث و تفهيم الناس و اما الشيء الذى لا اجيزه و لا احبه و هو اخذ العلم من عالم مشهور و لكنه متطرف او متسيِّب و متساهل فهذا و ذاك ضرر على الناس و الضرر الاكبر ان يتعلم على يد هذين النوعين من العلماء تلاميذ يأخذون علمهم لان هنا يكمن السم الفكرى الزعاف و من هنا تنتشر بذور التطرف و التشدد فى الفكر الدينى او التسيب الدينى و انا لا اعتبر المتشدد و لا المتسيِّب شيخا و لا عالما و لا فقيها بقدر ما هو مريضا نفسيا و عصبيا و عقليا و فى قلبه مرض و الضحايا هم من يصدقون تشدده او تسيبه و اكبر ضحايا هؤلاء هم المجتمعات التى يعيشون فيها و شقيت بهم و بخطابهم الدينى الغليظ القاسى ان كانوا من اهل الشدة و التنطع او خطابهم الركيك المتفكك ان كانوا من اهل التسيب و الانحلال و لكنى احب العالم الفقيه المعتدل بخطابه الدينى المعتدل الذى يساعدنى على الحياه و مواجهتها و مواجهة ازماتها بفكر يستطيع المواجهة بدون تشدد و تنطع و لا بدون تسيب
جمال الشرقاوى
[ صحفى \ وكالة انباء مصر \ ]