أسد الشعر العربى ( جمال الشرقاوى )
الوهابيين أهل اللحىَ و ليسوا أهل السنة
( 4 )
دراسة و تحليل بقلم \ جمال الشرقاوى
أعتذر عن مواصلة فكرة المقال و هى عن ( تجديد الخطاب الدينى ضرورة شرعية و تصديت لكشف حقيقة تاريخ اليهود المُزيَّف و هى ضرورة واجهتنا فى البحث من خلال تفسير آية قرأنية شريفة فاستوعبت المقال و سنكمل الحديث عن تجديد الخطاب الدينى لاحقا إن شاء الله تعالى
فى هذا المقال سنحاول إن شاء الله تعالى جاهدين أن نبيِّن أن هؤلاء ( الوهابيين السلفيين ) و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و أتباعهم من العوام و الجهلة أوقفوا التفكير فى النص الدينى أى فى التشريع و الإجتهاد عند قرن رسول الله صلى الله عليه و سلم الأول الهجرى و القرن الذى يليه الثانى الهجرى و القرن الذى يليه أى عند القرن الثالث الهجرى بل و احتكروا لأنفسهم تفسير و شرح النص الدينى سواء من القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة لهم وحدهم و من كان على شاكلتهم فقط و اعتمدوا على النقل فقط من كتب السابقين و عمى بصرهم و عميت بصيرتهم عن رؤية الواقع المُعاش حاليا التى لا تنطبق عليه لا شروح السابقين و لا فتاواهم و لا تقفشهم و لا أى شيء على الإطلاق و منعوا الإجتهاد فى الدين بل و كفروا من اجتهد! حتى تخلف المسلمون بسببهم
وقد وقفنا فى المقال السابق من هذه الدراسات عند قولنا إن الشرائع تتبدَّل و تتغيَّر من أمة إلى أمة و هذا كما هو واضح فى قول الله تبارك و تعالى { و أنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب و مهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله و لا تتبع أهوائهم عمَّا جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا و لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة و لكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون } [ المائدة - 48 - ] و فى هذه الأية الشريفة دليلا على تغيُّر الشريعة و هو { لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا }أى لكل أمة أرسلنا لهم رسول أو نبىِّ معه من الأوامر الإلهية و التكليفات ما يلائمهم و ما يستطيعونه لتستقيم أمورهم مع واقع حياتهم ... و كذلك ثمَّة دليل آخر دامغ فى هذه المسألة و هو { و لقد آتينا موسى الكتاب و قفينا من بعده بالرسل و آتينا عيسى بن مريم البينات و أيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوىَ أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم و فريقا تقتلون } [ البقرة - 87 - ] و هنا السؤال الصعب ... و هو ... لماذا قال الله تبارك و تعالى فى هذه الأية الشريفة { و لقد آتينا موسى }و هنا يتطلب البحث الرجوع لأصول اليهود و هل هم من بنى إسرائيل أم لا ... فبدأ بموسى عليه الصلاة و السلام و لم يبدأها بإبراهيم أو آدم أو نوح أو أى نبىّ آخر عليهم صلوات الله و سلامه جميعا ؟! و الجواب هو ... أن كل الأنبياء السابقين على بنى إسرائيل أو اليهود هم الرسل و الأنبياء الأوائل فإمَّا أن يكون لهم علاقة ببنى إسرائيل و لكن ليس لهم علاقة باليهود مثل موسى عليه الصلاة و السلام الذى ابتلى باليهود و عانى منهم كما ورد فى الحديث الصحيح و هو حديث الإسراء و المعراج قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ " ثم فرضت علىّ خمسون صلاة فأتيت على موسى فقال ما صنعت قلت فرضت علىّ خمسون صلاة قال إنى أعلم بالناس منك إنى عالجت بنى إسرائيل أشد المعالجة و إن أمتك لن يطيقوا ذلك فارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عنك " ] الحديث صحيح فى سنن النسائى ... و قال الشيخ الألبانى صحيح سند الحديث ... و فى هذا الحديث الصحيح الحجة و الدليل على التخفيف و تغيير الشرائع من أمة إلى أمة و بجانب صيانتها لابد من تجديدها و نلاحظ هنا فى هذا الحديث الشريف الصحيح من الذى كان يراجعه سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟! و الجواب ... أنه كان يراجع ربنا سبحانه و تعالى كما فى نص الحديث [ " فرجعت إلى ربى فسألته أن يخفف عنى فجعلها أربعين ثم رجعت إلى موسى عليه السلام فقال ما صنعت قلت جعلها أربعين فقال لى مثل مقالته الأولى فرجعت إلى ربى عز و جل فجعلها ثلاثين فأتيت على موسى عليه السلام فأخبرته فقال لى مثل مقالته الأولى فرجعت إلى ربى فجعلها عشرين ثم عشرة ثم خمسة فأتيت على موسى عليه السلام فقال لى مثل مقالته الأولى فقلت إنى أستحى من ربى عز و جل أن أرجع إليه فنودىَ أن قد أمضيت فريضتى و خففت عن عبادى و أجزى بالحسنة عشر أمثالها " ] الحديث صحيح فى سنن النسائى ... و قال الشيخ الألبانى صحيح سند الحديث ... و صارت الفريضة أى الصلاة خمسة ( 5 ) فى اليوم و الليلة و مع ذلك قال له سيدنا موسى صلى الله عليه و سلم شيخ أنبياء بنى إسرائيل و المُرسل إلى ( اليهود ) الخبير بشئون الناس إرجع إلى ربك فإن إمتك ضعيفة و لن تطيق !!! و لا يقول قائل مثلا فسيدنا إسحاق بن سيدنا إبراهيم و السيدة سارة عليهم الصلاة و السلام هو الجد الرسمى و الشرعى لبنى إسرائيل لأنه أبو سيدنا يعقوب عليه الصلاة و السلام و هو الأب الأول لبنى إسرائيل فهنا نقول لمن يفكر فى هذا الأمر أن بنى إسرائيل بداية من سيدنا يعقوب مرورا بسيدنا يوسف بن يعقوب و إخوته الأسباط الإثنى عشرة ( 12 ) عليهم صلوات ربى و سلامه هم لا يمتون لليهود بصلة و الدليل هو { و إذ قال إبراهيم ربى اجعل هذا البلد آمنا و اجنبنى و بنىِّ أن نعبد الأصنام } [ إبراهيم - 35 - ] و فى هذه الأية نكتة لطيفة جميلة جدا لا يشعر بها كثيرا من الناس و هى {ربى اجعل هذا بلدا آمنا }أى بلد هذا ؟! إنها مكة المكرمة فهذا مطلب من الخليل إبراهيم عليه الصلاة و السلام طلبه من رب العزة سبحانه و تعالى و قد تحقق و أيضا المطلب الثانى { و اجنبنى و بنى أن نعبد الأصنام }و هم المسلمون الذين يسكنون مكة و الذين توسعوا و انتشروا و فتحوا البلدان و نشروا فيها الإسلام و قد تحقق هذا المطلب أيضا على يد سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم ... فهذه دعوة سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام لنفسه و لبنيه و الأبناء تشمل الإبن و إبن الإبن و هو ( الحفيد ) كما ورد فى الحديث الشريف الصحيح [ " ليلة أسرى بى رأيت موسى و إذا هو رجل ضرب كأنه من رجال شنوءة و رأيت عيسى فإذا هو رجل ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس و رأيت إبراهيم و أنا أشبه ولده به ثم أتيت بإنائين فى أحدهما لبن و فى الآخر خمر فقيل لى إشرب أيهما شئت فأخذت اللبن فشربته فقيل لى أصبت الفطرة أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك " ] صحيح فى صحيح و ضعيف الجامع الصغير ... بتخريج السيوطى ق- ن عن أبى هريرة ... بتحقيق الألبانى فى صحيح الجامع ... و نلاحظ فى الحديث قول رسول الله صلى الله عليه و سلم [ و رأيت إبراهيم و أنا أشبه ولده به ] و لكن الحقيقة أن النبى صلى الله عليه و سلم هو حفيد إبراهيم الخليل صلى الله عليه و سلم ... و يُطلق على الحفيد إبن و أبناء إبراهيم هم إسماعيل بن إبراهيم الخليل من هاجر زوجة سيدنا إبراهيم الخليل و إسحق بن إبراهيم الخليل من سارة زوجة سيدنا إبراهيم الخليل و يعقوب بن إسحاق و أولاد يعقوب و هم الأسباط الإثنى عشر ( 12 ) و باقى الذرية و النسل هم الأحفاد و هناك لإبراهيم الخليل أبناء أخرين لكننا إقتصرنا على الأشهر منهم و المعروفون لدى الناس جميعا و هم كانوا عابدين لله تعالى على دين الخليل و ديانة ( التوحيد ) و هؤلاء هم بنو إسرائيل البائدة أو بنو إسرائيل الأصليين و هم الجذور البعيدة لمن كانوا مع موسى عليه الصلاة و السلام و هم اليهود الذين هم أتباع موسى عليه الصلاة و السلام و فى هذا نظر و الله تعالى أعلى و أعلم و لم تنطبق عليهم دعوة إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام لأنهم عبدوا العجل و عبدوا غير الله تعالى و كفروا و لعنوا و الدليل { و إذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده و أنتم ظالمون } [ البقرة - 51 - ] و كذلك [ و جاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون } [ الأعراف - 138 - ] و هنا لا يغتر إنسانا بقول الحق تبارك و تعالى { ببنى إسرائيل } فاللفظ يُقال مجازا فى انتسابهم لبنى إسرائيل كما يقول اليوم مثلا أحد المسلمين أنا فى أنتسب إلى الرسول صلى الله عليه و سلم أو إلى الحسين بن علىِّ مثلا و هو كلام مجازى يُقرِّب الصورة أو الإنتساب مثلا حتى و لو كان الشخص يُنتسب بالفعل للرسول صلى الله عليه و سلم أو إلى الحسين بن علىِّ رضى الله عنهما فهما الجذور البعيدة و هذا هو المقصود من اللفظ فى الأية الكريمة { ببنى إسرائيل } لإن اليهود ليسوا هم بنى إسرائيل بأعينهم الذين كانوا مع يوسف بن يعقوب عليهما الصلاة و السلام فى مصر و من هذه الأية نعرف أن دعوة إبراهيم الخليل لم تصب هؤلاء لأنهم طلبوا من موسى عليه الصلاة و السلام أن يعبدوا غير الله تعالى و كذلك أصابتهم اللعنة { لعن الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان داود و عيسى بن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون } [ المائدة - 78 - ] فإذا كان المقصود بأتباع موسى عليه الصلاة و السلام ( بنى إسرئيل ) و هو قول مجازى كما قلنا لإن بنى إسرائيل الأصليون الأوائل موحدون فكذلك نقول هذا القول على اليهود الذين وصفوا بأنهم ( بنى إسرائيل ) فى عهد داود و عيسى بن مريم عليهما الصلاة و السلام و هما قد جاءا بعد موسى عليه الصلاة و السلام بأزمان بعيدة جدا ... إذن لمن تنتسب هذه الجماعات اليهودية إذن ؟! فهناك رأى يقول أنهم يُنسبون إلى سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام بعدما خرج بقومه الذين آمنوا معه من العراق إلى الشام و تزوج السيدة سارة و أنجب منها إسحاق و إسحاق أنجب يعقوب و يعقوب أنجب الأسباط الإثنى عشرة ( 12 ) فاليهود من نسل هؤلاء الأسباط أبناء يعقوب الذى هو ( إسرائيل ) و من هنا نفهم أن ( بنو إسرائيل ) إسم أطلق على أولاد يعقوب ( إسرائيل ) و ليس على اليهود لأن اليهود كما بيَّنا غضب الله تعالى عليهم و لعنهم و لو كانوا ينتسبون لبنى إسرائيل فهو انتساب مجازى فبنو إسرائيل هم الجذور البعيدة جدا لليهود و إلا فهناك فرقا شاسعا بين نسل موحدون دعا لهم خليل الله تعالى إبراهيم عليه الصلاة و السلام و بين الملعونون المغضوب عليهم الضالين الكافرين الذين أشركوا بالله تعالى و عبدوا غيره { و أكبر دليل أنهم أى اليهود كاذبون فى دعوى انتسابهم لبنى إسرائيل أن دعوة إبراهيم عليه الصلاة و السلام ليست لهم و الحقيقة أنها أصابت أحفاد إبراهيم الخليل و هم المسلمون من سلالة سيدنا إسماعيل عليه الصلاة و السلام فهم اليوم الذين لا يعبدون الأصنام و الموحدون الرافعون راية لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم و الدليل { و إذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا و ارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله و اليوم الآخر قال و من كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار و بئس المصير } [ البقرة - 126 - ] و هذه الدعوة قد أجابها الله تبارك و تعالى لنبيِّه إبراهيم الخليل صلى الله عليه و سلم فى بلاد العرب و خاصة فى المملكة العربية السعودية و هذه الدعوة المباركة كاملة { و إذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إنى جاعلك للناس إماما قال و من ذريتى قال لا ينال عهدى الظالمين و إذ جعلنا البيت مثابة للناس و أمنا و اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى و عهدنا إلى إبراهيم و إسماعيل أن طهرا بيتىَّ للطائفين و العاكفين و الركع السجود و إذ قال إبراهيم ربى اجعل هذا بلدا آمنا و ارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله و اليوم الآخر قال و من كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار و بئس المصير } [ البقرة - 124 - 125 - 126 - ] و انظروا معى بدقة شديدة للأيات { قال إنى جاعلك للناس إماما } و كلمة { الناس } عامة أو نكرة لأنها تشمل كل الناس اليهود و النصارى و المسلمين و بالفعل فإبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام هو الذى نصِّبَ { إماما } من قبل المولى عز و جل و لذلك فإن اليهود يزعمون إن إبراهيم الخليل منهم و النصارى يدَّعون إنه منهم ... و السؤال هو ... ماذا قال الله تعالى... فهل هو منهم ؟! و الجواب ... هو ... { ما كان إبراهيم يهوديا و لا نصرانيا و لكن كان حنيفا مسلما و ما كان من المشركين } [ آل عمران - 67 - ] فالله تبارك و تعالى يقولها صريحة عارية من أى التباس أو غموض أن إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام ليس يهوديا و لا نصرانيا { ما كان إبراهيم يهوديا و لا نصرانيا ) ... فكيف ينتسبون له اليهود و النصارى إذن ؟! و الأدلة كلها متوفرة فى الأية و دليل آخر لعدم إنتسابهم لإبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام ... إذن ما هى ديانة إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام ؟!... و الجواب هو { حنيفا مسلما }و لماذا لم يريد الله تعالى له أن يكون لا من اليهود و لا من النصارى و لا من أى ملة أخرى ؟! و الجواب هو { و ما كان من المشركين } و قال فى دعائه { قال و من ذريتى قال لا ينال عهدى الظالمون } أى أن سيدنا و مولانا إبراهيم الخليل صلى الله عليه و سلم طلب من الله تعالى أن تكون فى ذريته الإمامة فأجابه الله تعالى و لكنه اشترط على إبراهيم الخليل { لا ينال عهدى الظالمين } فهل المسلمين أظلم أم الكفار الذين غضب الله تعالى عليهم و لعنوا و عبدوا العجل و عبدوا البشر و قتلوا الأنبياء بغير الحق ؟!... و الجواب هو... فالمسلم الذى يظلم يتوب و هناك من شذ عن القاعدة لكنها ليس قاعدة عامة فى المسلمين لإن ظلم المسلم لا يرقىَ لدرجة الكفر و لكنها قاعدة عامة فى الملل الأخرى و أهلها الذين لا يعترفون بالله سبحانه و تعالى و لذلك فظلم المسلم دون الكفر أمَّا اليهود و النصارى فقد ظلموا أنفسهم و ظلموا المجتمعات بفعالهم و عنصريتهم و استعمارهم للعالم و استعبادهم للمستضعفين فى الأرض و لفظة { الظالمين } التى وردت فى الآية المقصود بها ( الكافرين ) هذا أولا و أمَّا ثانيا ( الإمامة ) أو ( الأئمة ) هى من صفات المسلمين أم من صفات اليهود و النصارى ؟! فاليهودى يُقال له ( حاخام ) و النصرانى يُقال له ( قسيس ) و المسلم يُقال له ( إمام ) و الله تعالى أراد للأمَّة أن تكون من ذرية إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام و ( الإمامة ) صفة إسلامية بحتة متلبِّثة بالمسلمين و ليست باليهود و النصارى و استثنى الله تعالى ( الأئمة ) جعلها نكرة للخصوص فقال ( إماما ) و جعل ( الظالمين ) عامة مُعَرَّفة بالألف و اللام لعمومها و شمولها لليهود و النصارى و أهل الكفر و الشرك ... و أيضا { و إذ جعلنا البيت مثابة للناس و أمنا و اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } هل هذه الأية فى حق اليهود و النصارى و المشركين و أهل الكفر أم أنها واردة فى حق المسلمين ؟! و الجواب هو .... أنها واردة فى حق المسلمين الحنفاء الموحدون و البيت هو البيت الحرام فى مكة المكرمة و ليس بيت المقدس الذى يحج إليه اليهود و النصارى و المسلمين فقط هم الذين يتخذون من { مقام إبراهيم مصلى } و انظروا معى بوضوح شديد { وعهدنا إلى إبراهيم و إسماعيل أن طهرا بيتىَّ للطائفين و العاكفين و الركع السجود } السؤال ... إلى من عهد الله سبحانه و تعالى ببناء بيته فى الأرض ؟! و الجواب هو ... { إلى إبراهيم و إسماعيل } و البيت هو المسجد الحرام فى مكة و ما هى صفة العبادة فى هذا البيت الذى عهد الله عز وجل لإبراهيم و إسماعيل أن يبنياه و يطهراه بذكره تبارك و تعالى { للطائفين و العاكفين و الركع السجود } هل هذه صفة العبادة عند اليهود و النصارى و المشركين و أهل الكفر أم أنها صفات العبادة عند المسلمين أتباع محمد صلى الله الله عليه و سلم ؟! و الجواب هو ... إنها صفة العبادة عند المسلمين و انظروا { و إذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا و ارزق أهله من الثمرات من أمن منهم بالله و اليوم الآخر } و قد تحققت هذه النبؤة فى البلاد العربية كما قلنا و خاصة السعودية و صارت من أغنى بلاد الدنيا كما هو واضح و المسلمين هم من يؤمن بالله تعالى و يوحده و يؤمن باليوم الآخر و ليس اليهود و النصارى و أهل الشرك و الكفر لأنهم مزقوا شمل العالم و الإنسانية و اتحدوا على المسلمين لتدميرهم و تخريب بلادهم و فتنتهم و إتيانهم من قبل النساء و المال و الشهوات حتى يوقعوا المسلمين فى حبائل الشيطان ثم يقضون عليهم و يبيدونهم و هذه أمنية أهل الكفر و لو كان اليهود و النصارى يؤمنون بالله تعالى و اليوم الآخر ما فعلوا الذى يفعلونه اليوم فاليهود يستكبرون على المسلمين و يحاربونهم بكل وسيلة و النصارى عونا لليهود على المسلمين فى جميع بقاع الأرض و اليهود يعبدون المادة و المرأة و النصارى يعبدون المسيح عيسى عليه الصلاة و السلام و يعبدون مريم عليها السلام !!! { و من كفر فأمتعه قليلا } و أهل الكفر فى الدنيا ينعمون بكفرهم و يشتهون كل شيء و لا يصدهم عن أى منكر أى رادع و لا وازع من دين أو دنيا و هذا هو المتاع القليل { ثم أضطره إلى عذاب النار و بئس المصير } و هذه هى النهاية المحتومة للكفر و أهله ... فهل هؤلاء اليهود و النصارى و المشركين و أهل الكفر هم أحفاد إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام أم الذى يظهر من هذه الأيات أن أحفاده و أبناءه بداية من إسماعيل حتى هذه الأمة المسلمة هى التى ينطبق عيها هذه الأيات ؟! و الجواب هو ... فمن الواضح أن المسلمين هم الأتباع الحقيققيين و النسل الحقيقى لإبراهيم و الدليل هو { إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه و هذا النبى و الذين آمنوا و الله ولى المؤمنين } [ آل عمران - 68 - ] و هذه أدلة على أن المسلمين هم نسل إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام و الذين يتبعون نهجه و ليس اليهود و لا النصارى فهم ليسوا منه نسلا و لا يتبعونه منهجا بقدر ما هذا الأمر هو متحقق فى العرب و المسلمين { ووصىَ بها إبراهيم بنيه و يعقوب يا بنىِّ إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون }[ البقرة - 132 - ] و هنا نرى { ووصىَّ بها إبراهيم بنيه }الذين هم إسماعيل و إسحاق و غيرهما ... ثم { و يعقوب } لإن يعقوب حفيد إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام و الحفيد هو الذى يُطلق عليه الإبن مجازا بالرغم من إنه إبن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام صُلبا و هو الأقرب لإبراهيم الخليل من اليهود و مع ذلك فرَّق القرآن الكريم بين الإبن الصلبى المباشر و الحفيد الذى هو الإبن المجازى ... ثم أشارت الأية إلى { يا بنى } و الكلام من إبراهيم الخليل لكل أبنائه بما فيهم أحفاده { إن الله اصطفى لكم الدين }و هنا نرى المظهر العام و الجوهر للدين الذى يجب أن يحافظوا عليه فيعيشوا به و يموتوا عليه و هو الإسلام { فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون } فهل اليهود و النصارى و أهل البدع و الأهواء و الكفر و الشرك مسلمون ؟! و هل هم على ملة إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام ؟! بالقطع لا ثم لا ثم لا ... و انظروا إلى الأية الشريفة { أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى قالوا نعبد إلهك و إله أبائك إبراهيم و إسحاق و يعقوب إلها واحدا و نحن له مسلمون } [ البقرة - 133 - ] كذلك أبناء يعقوب يشملون أحفاده أيضا و هم بنو إسرائيل الذين يعبدون الله تبارك و تعالى إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب { إلها واحدا و نحن له مسلمون } فهل اليهود و النصارى و أهل الشرك و الكفر و البدع و الأهواء مسلمون ؟! بالقطع لا لأنهم يعبدون ( العزير ) و ( عيسى ) و المال و المرأة و السلطة فهم ليسوا أحفاد بنى إسرائيل و لا يُنسبون لإبراهيم الخليل صلى الله عليه و سلم ... و قد خاطبهم الله تبارك و تعالى بقوله { تلك أمَّة قد خلت لها ما كسبت و لكم ما كسبتم و لا تسالون عما كانوا يعملون } [ البقرة - 134 - ] و هنا نرى شيئا عجيبا فى هذه الأية أن الله تبارك و تعالى يُفرِّق بين اليهود الذى يوجه لهم الخطاب من خلال هذه الأية و بين بنى إسرائيل تماما بقوله تعالى { تلك أمَّة } أى و مقابلها أنتم أيها اليهود أمَّة أخرى !!! و التفريق هنا ليس عنصريا أبدا لأنه فى سابق علم الله تبارك و تعالى أن اليهود سيعملون المنكرات و يمارسون القبائح و يُحرِّفون التوراة و غيرها من أفعال الفجر و الكفر و الشرك و المجون ففرَّق بينهم و بين بنى إسرائيل و الدليل أيضا فى نفس الأية الشريفة { قد خلت } أى جاءت و انتهت و ليس لكم أيها اليهود بها صلة لابتعاد ما بينكم و بينها فى الفعال و النسب و قد جاء تأكيد التفرقة فى الأية الشريفة أيضا { لها ما كسبت و لكم ما كسبتم }أى لها ما لها و عليها ما عليها أى أن بنى إسرائيل ستحاسب على أعمالها كما أنتم أيها اليهود لكم ما لكم و عليكم ما عليكم و ستحاسبون على أعمالكم و الله تبارك و تعالى العدل يقول لليهود { و لا تسألون عمَّا كانوا يعملون } و مقابلها و هم لا يُسألون عن أعمالكم أيضا و من يتدبر هذه الأية الشريفة فقط يرى أن الله تعالى يقطع الصلة و النسب بين اليهود أيام كانوا مع موسى عليه الصلاة و السلام متحدين و بين بنى إسرائيل نهائيا فكيف بالجماعات اليهودية المُشتتة اليوم تتمسح فى بنى إسرائيل و يخترعون لأنفسهم تاريخا مزوَّرا و أمجاد و أجداد وهميُّون و الأغرب أن العالم الأن يصدقهم !!! .... و من هنا نكرر أن اليهود ليسوا هم ( بنو إسرائيل ) لأنه لا دليل علمى يعوَّل عليه فى ذلك الأمر لأن اليهود هم مصدر تاريخهم و نسبهم المزعوم لإبراهيم عليه الصلاة و السلام فهل نصدق قوما كذبوا على الله تعالى و حرَّفوا كتابه و قتلوا رسله و عبدوا غيره ؟! و كذلك ليس لهم قومية واحدة و لا تاريخ واحد حتى تستطيع أن تقول إنهم من نسل هذا أو من بنى ذاك و الذى فعل بهم هذا هو الله سبحانه و تعالى حينما شردهم و شتتهم فى التيه أربعين ( 40 ) سنة و هو أول الخيط فى عدم تجمعهم فى شعب واحد و قومية واحدة و عرق واحد و لا طبيعة واحدة و لا عُرف واحد إنما هم أشتات فى كل شيء { و قال فإنها محرمة عليه أربعين سنة يتيهون فى الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين } [ المائدة - 26 - ] و بعد أن أظهرنا أن اليهود ليس من بنى إسرائيل و إنما بنى إسرائيل جذور بعيدة جدا ليهود موسى و لا يمتون بصلة لجماعات اليهود اليوم و لا للعصابات الصهيونية الموجودة فى إسرائيل التى تحتل فلسطين ثم تشتتهم فى السبى البابلى نعود للأية الكريمة التى اتخذناها دليلا على تجديد الشرائع السابقة على أيدى الأنبياء المتواردين وراء بعضهم { و لقد آتينا موسى الكتاب و قفينا من بعده بالرسل و آتينا عيسى بن مريم البينات و أيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم و فريقا تقتلون } [ البقرة - 87 - ] و نقول بدأت الأية بسيدنا موسى عليه الصلاة و السلام لأنه اهم نبى فى أنبياء بنى إسرائيل و كذلك هو شيخ أنبياء بنى إسرائيل و كتابه السماوى ( التوراة ) هو الكتاب الذى حوى الشريعة الكاملة لبنى إسرائيل ثم { قفينا من بعده بالرسل } فهذا النص القرآنى يدل على توارد الرسل بعد سيدنا موسى عليه الصلاة و السلام و قد كانوا يحكمون بما نزل فى التوراة التى هى بمثابة الكتاب الشرعى الأم للأمة اليهودية رغم ما أنزل على سيدنا داود عليه الصلاة و السلام كتاب ( الزبور ) إلا أنهم كانوا يحكمون بشريعة موسى عليه الصلاة و السلام و قد كان هؤلاء الأنبياء بعد موسى عليه الصلاة و السلام يصححون ما حُرِّف من شريعته على تقادم العهد حتى جاء سيدنا عيسى عليه الصلاة و السلام { و آتينا عيسى بن مريم البينات و أيدناه بروح القدس } و كلمة { البينات } يعنى الدلائل و البراهين التى تبيِّن صدقه بما آتاه الله تعالى و { أيدناه بروح القدس } أى أيدناه بالوحى و كذلك { البينات } و { الروح القدس } تعنى الوحى و ( الإنجيل ) الذى جاء به سيدنا عيسى عليه الصلاة و السلام ليصحح ما اندرس من شريعة موسى عليه الصلاة و السلام و لذلك بوحى الله تعالى أحل عيسى عليه الصلاة و السلام أشياء كانت محرمة أيام موسى عليه الصلاة و السلام و خفف عن اليهود أحكام التوراة القوية { و مصدقا لما بين يدي من التوراة و لأحل لكم بعض الذى حرم عليكم و جئتكم بأية من ربكم فاتقوا الله و أطيعون } [ آل عمران - 50 - ] و قد أحل لليهود السمك و الطير و يُقال أنه أحل كل ما كان محرم عليهم لأن { بعض }كما فى الأية الشريفة تأتى أحيانا بمعنى ( كل ) و هذا دليل على التجديد فى الشريعة الواحدة قبل الإسلام و كذلك فى الإسلام التجديد فى الخطاب الدينى وارد جدا بل هو مطلوب لحياة الناس و هذه الأيات السابقة تدل على ذلك و لكن الوهابيين السلفيين أهل اللحى و ليسوا أهل السنة عارضوا ذلك و ظلوا متحجرين بحجة و اعتمدوا على الأية الكريمة { استكبارا فى الأرض و مكر السيء و لا يحيق المكر السيء إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا و لن تجد لسنة الله تحويلا } [ فاطر - 43 - ] و هذا ما سنتحدث عنه فى المقال القادم ... خاتمة مهمة لابد منها لتعم الفائدة و هى ... ربما لا يهم فى الإنتماء للوطن الواحد و القومية الواحدة أن جميع أشخاص الوطن يحملون جينات وراثية واحدة و لكن الأهم هو الإنتماء للوطن و قوميته بحب و إخلاص حقيقيين و هذا ما فعله الرسول صلى الله عليه و سلم مع الصحابة الذين هاجروا من مكة إلى المدينة حينما آخى بين الأشخاص الأغراب عن بعضهم بصفة عامة بين المهاجرين أهل مكة و الأنصار أهل المدينة و هو ما يشابه الإندماج العرقى رغم عروبة الكل مهاجرين و أنصار و ذلك لتذويب العصبية فيهم فى تكامل تام بين غرباء لا يعرفون بعضهم بعضا و قد تجلى أيضا هذا الإندماج فى مدح رسول الله صلى الله عليه و سلم لانتماء بلال الحبشى و صهيب الرومى و سلمان الفارسى فى بوتقة العرب الإسلامية و من هنا نخلص إلى أن المصير المشترك بجانب الديانة ربَّما ينتج عنه تكوين جماعات تندرج فى كيان واحد يرتبط أيضا بمصالح شخصية واحدة مثل اليهود الذين يرتبطون ببعض على مستوى العالم و تتوحد بينهم اللغة العبرية و العامل الثقافى الواحد و الماضى الواحد و شريعة موسى هو الذى شكل الشخصية اليهودية الشبحية و السبب إنتمائهم لأوطان كثيرة مختلفة و عادات كثيرة مختلفة و أسلوب مختلف فى التعامل و التعايش لسبب انتمائهم لبيئات و مجتمعات مختلفة كثيرة يصعب حصرها و لكن ما أجزم به أنهم ليسوا شعبا واحدا و لا قومية واحدة لكن أيضا أستطيع أن أؤكد أنهم جماعات لها كيان واحد كبير و لكنه مشتت فى جميع أنحاء العالم و هذا ما جعل الحاخام سعيد الفيومى فى القرن التاسع ( 9 ) الميلادى فى بغداد يقول ( إن أمتنا بنى إسرائيل إنما هى أمَّة بشرائعها ) و أعتقد أن كلامه صحيح بل هو مائة فى المائة صحيح و لا يعترضن أحد على تحريف الكتاب المقدس بعهديه القديم و الجديد لأن اليهود قد استمدوا شرائعهم منه على تحريفهم له و اعتقدوا بما فيه على تحريفه و لكن الخطأ الوحيد الذى أجزم به فى كلام الحاخام سعيد الفيومى هو إنتمائهم لبنى إسرائيل لأن هذا الموضوع ليس له أساس من الصحة و إنما هم أى اليهود بتشتتهم و بعدم إندامجهم فى البشر و بكره البشر لهم رغم ما وصلوا له من علو و تقدم و سيطرة على العالم و مقدراته إلا أنهم يحسُّون بالنقص فى ذاتهم و بأنهم نكرة فأرادوا أن تكتمل صورتهم المتسيِّدة للعالم بأنهم ذو أصل عريض و ذو حسب و نسب فى العالم و بأنهم شعب الله المختار فى أيام موسى عليه الصلاة و السلام و ينتمون إلى سلالة الأنبياء من بنى إسرائيل إبراهيم و إسحاق و يعقوب و الأسباط علما بأن نبؤات التوراة كلها للعرب من سلالة إبراهيم و إسماعيل و ليس لليهود إطلاقا و كذلك كما بيَّنا من خلال الأيات القرآنية أنهم لا يمتون لبنى إسرائيل بصلة و بما أنهم ليس لهم وطن واحد يعيشون فيه و قد كتب الله عليهم الذلة و المسكنة فى القرآن الكريم { و إذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مِمَّا تنبت الأرض من بقلها و قثائها و فومها و عدسها و بصلها قال أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير إهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم و ضربت عليهم الذلة و المسكنة و بآءووا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله و يقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون } [ البقرة - 61 - ] فهم وفقا للتلمود الأورشليمى ( بيكوريم 63 ج ) كما قال موسى بن ميمون فى رسالته [ من يعتنق الدين اليهودى فهويته مثل جميع أفراد اليهود الذين ولدوا من أم و أب يهود ( و ينتسبون إلى جدنا يعقوب و أولاده ) ] و هذا أكبر دليل على صحة كلامنا عنهم أنهم يتمسَّحون فى انتسابهم إلى بنى إسرائيل و هذه شهادات حاخاماتهم الكبار إن الذى لم يكن ذات يوما يهوديا أصليا ثم يتهوَّد أى يدخل فى اليهودية و يصير يهوديا يصبح مثل أى يهودى أصلى مولود من أم و أب يهوديين ؟؟؟!!! و الأغرب أن يعقوب عليه الصلاة و السلام يصبح جدا له ... كيف ؟؟؟!!! لن هذه الخرافات إلا عند اليهود و النصارى فقط و الدليل على كره الناس لليهود و عدم تقبل الناس لهم فى أى مجتمعات بسبب كفرهم و قسوتهم و فسادهم العريض فى الأرض و إفسادهم { ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله و حبل من الناس و بآءووا بغضب من الله و ضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله و يقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون } [ آل عمران - 112 - ] أيات دامغة تفضح اليهود و مُسَبَّبَة بأسباب كره الله تعالى و مقته لهم و غضبه عليهم و كذلك كره الناس لهم و قد فضحهم رسول الله صلى الله عليه و سلم [ " إن بنى إسرائيل كتبوا كتابا فاتبعوه و تركوا التوراة " ] صحيح فى السلسلة الصحيحة ... أليس نسبهم إلى بنى إسرائيل فى كتابهم الذى كتبوه بأيديهم ؟! فكيف نصدقهم ... و لكن كون النبى صلى الله عليه و سلم أو حتى يذكرهم القرآن بإسم ( بنى إسرائيل ) فهو ذكر مجازى لهم لأنهم يقولون أنهم من سلالة ( بنى إسرائيل ) فهذا لهم شهرة كقولنا مثلا لرجل مريض جدا يا ( بطل ) أو قولنا لأفقر رجل ( ابو الدهب ) أو قولنا لامرأة لعوب كما فى لغات الإعلام ( سيدة محترمة ) فكلها ألقاب للشهرة و لا تدل على الحقيقة و قد جرىَ العُرف على النداء على الشخص بإسم الشهرة حتى و لو لم يكن إسم الشهرة ينطبق عليه أليس كذلك ... و الأن نأتى على ذكر بعض النبؤات فى الكتاب المقدس التى جعلها الله تعالى للعرب و ليس لليهود و لا للنصارى من إنجيل القديس برنابا - الفصل الثانى و الأربعون و هى سورة البشرى ( قالوا إذا لم تكن مسيَّا و لا إيليَّا فلماذا تبشر بتعليم جديد و تجعل نفسك أعظم شأنا من مسيَّا ؟ أجاب يسوع إن الأيات التى يفعلها الله على يدى تظهر أنى أتكلم بما يريد الله و لست أحسب نفسى نظير الذى تقولون عنه لأنى لست أهلا أن أحل رباطات سيور حذاء رسول الله أى الذى تسمونه مسيَّا الذى خلق قبلى و سيأتى بعدى و سيأتى بلام الحق و لا يكون لدينه نهاية ) و كذلك فى سفر التثنية ( 33 ) ( جاء الرب من سيناء و أشرق لهم من سعير و تلالأ من جبل فاران و أتى من ربوات القدس و عن يمينه نار شريعة لهم ) و كذلك فى إنجيل متى ( الإصحاح 21 \ العدد - 43 - 44 - ) كان عيسى عليه الصلاة و السلام يوجه كلامه إلى بنى إسرائيل قائلا ( قال لهم يسوع أما قرأتم قط فى الكتب : الحجر الذى رفضه البناءوون قد صار هو رأس الزاوية من قبل الرب كان هذا و هو عجيب فى أعيننا لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم و يعطى لأمة تعمل أثماره ) و هذا مؤشر بزوال ملك اليهود و ظهور النجم العربى محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و منتهى و كذلك { ربنا أنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم و ارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون } [ إبراهيم - 37 - ] و الوادى الذى هو صحراء جرداء لا زرع فيها و لا ماء هى ( مكة ) و عن تحقق هذه النبؤة عن ( مكة ) فى التوراة فى نبؤة إشعياء أو سفر إشعياء ( الإصحاح 42 \ العدد - 11 - 13 - ) ( أمَّا عليكِ فيشرق الرب و مجده عيكِ يُرىَ فتسير الأمم فى نوركِ و الملوك فى ضياء إشراقكِ ) و هذا ما حدث و يحدث الأن فى مكة المكرمة و ما لها من حب فى نفوس البشر جميعا و ( أفئدة من الناس تهوى إليهم ) و كذلك تحقق هذه النبؤة فى التوراة فى سفر إشعياء ( الإصحاح 42 \ العدد - 11 - 13 - ) ( إرفعى عينيكِ حواليكِ و انظرى قد اجتمعوا كلهم جاءووا إليكى يأتى بنوكِ من بعيد و تحمل بناتكِ على الأيد ) و هذا بعينه ما حدث و يحدث فى مكة المكرمة الكل يذهب إليها بقلبه للعبادة الرجال يمشين و النساء يُحملن فى الهوادج ... { و ارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون } أيضا هذه النبؤة تحققت كما فى التوراة فى سفر إشعياء ( الإصحاح 42 \ العدد - 11 - 13 - ) ( حينئذ تنظرين و تنيرين و يخفق قلبكِ و يتسع لأنه تتحول إليكِ ثروة البحر و يأتى إليكى غنىَ الأمم ) و هذا ما حدث و يحدث فى مكة اليوم تأتى وفود الحج و العمرة و تنتعش التجارة و الحياة فى مكة و قد امتلئت بالمال من كل ناحية من بقاع الأرض .... فهذه كلها نبؤات للعرب المسلمين من ابناء و أحفاد إسماعيل و إبراهيم الخليل عليهما صلوات الله تعالى و سلامه و ليس لليهود فيها ناقة و لا جمل !!! و لا يسعنا فى النهاية إلا أن نختم بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى [ " عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال ما هذا قالوا هذا يوم صالح نجى الله فيه موسى و بنى إسرائيل من عدوهم فصامه فقال صلى الله عليه و سلم أنا أحق بموسى منكم فصامه صلى الله عليه و سلم و أمر بصيامه " ] صحيح رواه البخارى و مسلم فى صحيحيهما .... فهذه الأمة أحق بموسى و المؤمنين من اليهود ... أللهم اجعل عملى خالصا لك وحدك من دون الخلق جميعا... أللهم أمين
كتبت هذا البحث فى عام 2009 م و مازلت أكتب فيه ... القاهرة \ ديسمبر \ الإثنين 19 \ 12 \ 2011 م الساعة 12 ليلا \ جمال الشرقاوى \ كاتب صحفى \