اسد الشعر العربى (جمال الشرقاوى)
إلى ثالث امرأة فى حياتى
بقلم / جمال الشرقاوى /
غاليتى : مدام ( س )
لقد مرت سنين طوال .
لم أراكى منذ تزوجتى .
سنين قد تعبت يا غاليتى من عدها تقرب ... بل تزيد على الخمس عشرة عاما ... فمنذ تركتنى وحيدا فى سكرات العشق و ليس معى فى رحلة الوحدة و ليل الحزن غير الدموع ... فكنت دائما يا غاليتى أحس و أشعر بافتقادك و كنت أتمنى أن لم تكونى قد تزوجتى لنظل معا عاشقين أبد الآبدين و خلد الخالدين ... و لكن دائما يا غاليتى تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ... فبعد خمسة عشر عاما أو تزيد مات الزوج فى وسط الطريق و ظللتى فى شمس العمر تبكين بالأطفال وحيدة و صار ليلك أطول من ليل الشتاء القارس القاسى .... ترى هل يا غاليتى أسعدنى ذلك النبأ ؟! و هل إعتبرتها أنا فرصة مثلا لنعيد تلك الأيام الخوالى مرة أخرى و لو بالزواج ؟! هنا يا غاليتى لا أستطيع الإجابة على هذه التساؤلات التى دارت فى نفسى فذلك ما سوف تجيب عنه الأيام القادمة و تكشفه الأقدار المجهولة ... فكل شيء قد تغير تماما قبل خمسة عشر عاما ... و لكن كل ما بوسعى أن أقوله لكى ... لقد مرت سنين طوال دون أن تجدينى و دون أن أجدك فربما تعودت أخيرا على ذلك الأمر ... فمعذرة فلن أقول لكى بعد هذه السنوات الطوال عزاء ... لكنى أقول لكى تحملى و اصبرى و صابرى على قدر الله و مشيئته و اشكرى الله كثيرا الذى لا يُحمد على مكروه سواه و إياكى أن تأتى ما يشين كرامتك و مستقبل أطفالك الصغار ... معذرة ... فلن أقول لكى بعد هذه السنوات الطوال عزاء ... و لكنى أقول لكى تحملى المسؤلية التى رماها على عاتقك ذلك الرجل ثم رحل ... السلام و ليس الوداع فربما نلتقى فى تلك الدنيا الصغيرة ... و الصغيرة جدا
القاهرة / يناير / الثلاثاء 1 / 1 / 2002 م الساعة 12 ليلا / جمال الشرقاوى / كاتب صحفى /