لماذا صار الفساد ظاهرة عالمية
دراسة و تحليل بقلم \ جمال الشرقاوى \
قال ربنا تبارك و تعالى { و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مُترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا } [ الإسراء - 16 - ]
فى عالمنا المعاصر تشابكت المسائل أو القضايا الحياتية من جميع جوانبها و تعقدت و السبب التقارب الشديد فى كل شيء فى العالم المعاصر تقارب البشر و تقاربت التخصصات لإن الكل يصب فى الكل ( كل التخصصات ) سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو دينية أو تاريخية أو سواء كانت تخصصات علمية بحتة كعلوم الطب و الفضاء و الزراعة و التخصصات الإليكترونية و غيرهم بكل تأكيد إنفتحت هذه التخصصات على بعضها البعض و أخذت تنهل من بعضها البعض و تستفيد من بعضها البعض فأصبحت كل هذه التخصصات و العلوم بحار و كلها مصبَّات تصب فى بعضها البعض أحدث مكتشف و أحدث إنتاج و صارت تخدم بعضها البعض و كل هذا يتم عن طريق البشر الذين تقاربوا جدا و أصبح العالم بفضل التكنولوجيا ووسائل الإتصالات و المواصلات السريعة ( قرية واحدة ) و تعولم أى ( توحد ) و قد قال الله سبحانه و تعالى { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير } [ الحجرات - 13 - ] فمن الصعب الفصل بين هذه المسائل و التخصصات التى ذكرتها و التى لم أذكرها إلا شكليا فقط فالعلم كله و الفكر كله يصب إفرازه و رحيقه فى بوتقة واحدة هى بوتقة الحياه الإنسانية و خدمتها و بوتقة الإصلاح العام و لذلك لن تقوم القيامة حتى تصبح الأرض أكثر عمارا و زينة { إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مِمَّا يأكل الناس و الأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها و ازينت و ظن أهلها أنهم قادرون عليها آتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون } [ يونس - 24 - ] و كل هذه العلوم التى ذكرتها أو كل هذه التخصصات فكما أنها تخدم بعضها بعضا أيضا يترتب بعضها على بعض جميعا حتى صار الفساد فى التخصص الواحد منها يترتب عليه الفساد فى جميع هذه التخصصات كلها معا فى وقت واحد و من هنا طغى الفساد على وجه الحياه على سطح الحياة العالمية فالفساد العالمى العام هو السبب غير المباشر فى الفساد المحلى الخاص داخل الدولة الواحدة أى أن للفساد جذورا بعيدة و أصبح الفساد الجديد عابرا للقارات بسبب تشابك العلاقات الوثيقة و الصلات المتقاربة و المعاملات الدائمة بين البشر قاصيهم و دانيهم التى ترتبت على التواصل و الإلتحام و خاصة التواصل الإليكترونى السريع و التواصل المذهل بشكل غير مسبوق بين جميع دول العالم قاطبة مثلما ورد فى الحديث الذى يدل على التقارب كما فى لفظه و معناه [ " حدثنا عبد الله بن محمد النفيلى حدثنا عيسى بن يونس حدثنا الأوزاعى عن حسان بن عطية قال مال مكحول و بن أبى زكريا إلى خالد بن معدان و ملت معهما فحدثنا عن جبير بن نفير قال : قال جبير إنطلق بنا إلى ذى مخبر رجل من أصحاب النبى صلى الله عليه و سلم فآتيناه فسأله جبير عن الهدنة فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ستصالحون الروم صلحا آمنا و تغزون أنتم و هم عدوا من ورائكم " ] صحيح فى سنن أبى داود ... و قال الشيخ الألبانى صحيح سند الحديث... و هنا لنا سؤال هو ... من الذى سَهَّل عملية التواصل السريعة جدا و السهلة جدا ؟! و الجواب ... أنه العلم المعاصر التى تيَّسرت سُبُل الحياة بسببه و التى كانت حلم و خيالا بعيد المنال فى يوم من الأيام ... فعن طريق هذا التواصل الرهيب فى سرعته إنتقلت عدوى التقليد من الأطراف الضعيفة فى العالم تقليدا مباشرا أعمى للدول القوية فى العالم و ميزان القوى الأن هو ( الميزان العسكرى ) المتقدم ذو التقنية العالية المُبتكرة و ( الميزان الإقتصادى ) الذى أصبح يمثل نقطة ضعف و فراغ مؤثر و قوية عند الدول الضعيفة التى من الممكن جدا بل و المعقول المنطقى فى هذا العالم الذى يعتمد على الإقتصاد و ( البيزنس ) أن تقع هذه الدول الضعيفة فريسة سهلة فى براثن الإستعمار المُسَمَّىَ ( الإستعمار الإقتصادى ) و السلاح المُستخدم فى هذه الحرب المعاصرة الضروس هو ( سلاح المعلومات ) و من خلال هذه العوامل مجتمعة التى تتلخص فى ( عالم تداخلت فيه كل الإختصاصات العلمية على مستوى الأفراد و الجماعات و الدول ) و ( عالم تقدمت فيه وسائل الإتصالات بسرعة صاروخية على مستوى الأفراد و المجتمعات و الدول ) و ( عالم يعتمد على الإقتصاد القوى الشرس الذى لا يرحم للإنقضاض على الأفراد و المجتمعات و الدول ) و ( عالم يعتمد على التقنية العلمية الرهيبة فى صنع الإسلحة المتطورة ليستخدمها الأفراد و المجتمعات و الدول ) و ( عالم يعتمد على سلاح المعلومات ليذل خصومه أفرادا و مؤسسات و مجتمعات و دولا ) بالقطع هذا العالم لابد أن تنتقل فيه عدوى المناهج العلمية على كافة مستوياتها و المذاهب الفكرية بشتىَ أنواعها و الأبحاث و الدراسات الإستراتيجية الدولية التى تتناول كل شيء عن كل الدول على سطح الكرة الأرضية من حيث القوة و الضعف و موارد الدخل القومى و الصادر و الوارد حتى تتناول هذه الدراسات علاقة الخالق بالمخلوق حتى باتت هذه المعلومات تتصدر إلى الدول الضعيفة مرة أخرى ( بضاعتها ردت إليها ) من قبل الدول القوية فى صورة ملفات استخباراتية شائكة تستطيع أن تقلب الدول رأسا على عقب و تقيم الثوارات أو تنهيها فى ثوانى فى صورة ( فتن طائفية ) أو فى صورة ( احتجاجات و اعتصامات ) أو فى صورة ( فساد عام و خاص فى أرجاء الدولة - سياسى - اقتصادى - إدارى - تعليمى - بيئي - أخلاقى - فنى - عسكرى - أخلاقى - صحى - إعلامى - علمى ) أقول إن هذه الدول المتقدمة القوية فى عالمنا المعاصر تصدر المعلومات التى تعرفها عن أى دولة إلى نفس الدول مرة أخرى لتحدث هزات فى هذه الدول و تتصدع أركانها و بالتالى تضيع هيبة حكوماتها و من هنا تستنجد هذه الدول الضعيفة النامية المتخلفة ( المنهكة ) بهذه الدول القوية صاحبات الحضارة المعاصرة و بالفعل تستجيب الدول القوية لنداء الدول الضعيفة و تعينها فى محنتها ليقوى إقتصادها بأموال لها أغراض تحكمية و هى ( المال السياسى ) الذى يتيح للدول القوية المانحة للمال أن تتدخل فى شئون الدول الضعيفة النامية المتخلفة بطرق كثيرة أهم طريق فيها هو زرع رجال أو عملاء للدول القوية صاحبة ( المنح أو المال السياسى ) فى البلاد الضعيفة من أبناء هذه البلاد الضعيفة نفسها ليكونوا عيونا لهم ( الدول القوية - الإستعمارية ) و أيضا من أهم الطرق المؤدية إلى استعمار الدول الضعيفة بهذا الإسلوب إلى جانب زرع ( العملاء ) هو محاولة السيطرة على ( المطبخ السياسى ) للدول الضعيفة أى محاولة ( السيطرة على من يصنع القرار فيها ) و عندما تكون الدول الضعيفة فى مرحلة انهيار الدولة و الحكومات و عدم ( التوازن الشعبى ) و ( الموت الإكلينيكى للشعوب و الدول و الحكومات ) و تقارب على ( إشهار إفلاسها ) و موتها الفعلى هنا تتدخل الدول القوية مانحة ( المال السياسى ) و تفرض السيطرة الفعلية على الدول الضعيفة المغلوبة على أمرها ( و لا ننسى دور ( العملاء الخونة و الإعلام الفاسد ) أيضا من أبناء الدول الضعيفة الذين هم عونا للدول القوية - الإستعمارية - على بلادهم الضعيفة ) و تفرض على الدول الضعيفة مناهج و خطط للخروج من الأزمة التى تعانى منها و أيضا لكى يتم هذا الأمر لهذه الدول الضعيفة لابد أن تقبل صاغرة الخبراء المتخصصون ( المفسدون ) الذين سيأتون لها من الدول القوية للمساعدة فى الخروج من الأزمة و تقبل صاغرة ذليلة نصائح هؤلاء الخبراء ( المفسدون ) فى كل صغيرة و كبيرة و بالطبع كل الخطط التى يضعها الخبراء ( المفسدون ) الذين جاءوا من الدول القوية هى فى حقيقتها مقترحات أكبر كثيرا جدا من حجم و إمكانيات و مقومات الدول الضعيفة النامية المتخلفة و هذه الدول الضعيفة النامية المتخلفة مضطرة أن تقبل صاغرة ذليلة هذه ( الخطط الإفسادية ) التى تضرها أكثر مِمَّا تنفعها لأنها لا تملك علم أبحاث و لا خبراء و لا مال و لا أقتصاد !!! لذلك تسلم نفسها فريسة سهلة لهذه الدول القوية ذوى ( المصالح الخاصة ) و ( الأطماع الإستعمارية - الإمبريالية ) و أيضا لا ننسى دور ( العملاء الخونة و الإعلام الفاسد ) و الذى يساعد على ( الإصلاحات الكاذبة الوهمية ) الخضوع للبنك الدولى الذى يفرض على الدول المستدينة منه أين تضع تلك المبالغ الخرافية المُقترضة منه !!! فكان من هنا فساد هذه المذاهب و الدراسات و الخطط و الأبحاث و المقترحات و المناهج و التوصيات من الدول القوية و ( الخبراء المفسدون ) فوق طاقة الدول الضعيفة و تأتى هذه الإستغاثة من الدول العظمى نكبة كبرى و طامة عظيمة على رأس الدول الضعيفة و شعوبها أكثر من الأزمة التى تمر بها لأن هذه الدول القوية ( الإستعمارية – الإمبريالية – البراجماتية ) تأخذ و لا تعطى و تسرق من ائتمنها من الدول الضعيفة و تخون أماناتها و هى تعلم و أكبر مثال على هذا هو الأموال المُهَرََّبَة إلى بنوك الدول القوية العظمى من لصوص المليارات فى الدول الضعيفة و هم يعلمون أنها أموال منهوبة و مسروقة من شعوب الدول الضعيفة و مع ذلك رضوا بأن ياخذوها و يتاجرون بها عن طريق مشاريعهم ( غسيل أموال ) كما نسميها فى بلادنا !!! فلماذا لم يردون هذه الأموال إلى مستحقيها ليمنعوا هذه السرقات للشعوب و الدول الضعيفة من قبل حكامها و كبراؤها المستبدين الطغاة لصوص المليارات و البلايين ؟! و أين دور مؤسسة الشفافية العالمية التى صارت عمياء تماما حينما يسرق مؤسسوها الدول الضعيفة و يقبلون مليارات و بلايين الأموال هى من حق شعوب نامية متخلفة مغلوبة على أمرها ؟! و أين ضمير منظمات حقوق الإنسان التى صدعونا بالحديث عنها ليل نهار عن طريق ( العملاء الخونة و الإعلام الفاسد ) ؟! هذا دليل و أمَّا الدليل الآخر أيضا و هو ( الخصخصة ) التى فرضتها الدول القوية ( الإستعمارية - الإمبريالية ) على الدول و الشعوب الضعيفة أليست الخصخصة نصيحة ( الخبراء المفسدون ) فى الغرب أم هى من اختراع ( مهابيل الحكام فى الدول الضعيفة ) ؟! و هل التوصيات و المقترحات و الخطط و المناهج و الأبحاث و الدراسات و المذاهب الإقتصادية هى الآتية إلى الدول الضعيفة هى من عند حكامهم الأغبياء أم من الدول الغربية القوية ( الإستعمارية - الإمبريالية ) و ( خبراؤهم المفسدون ) ؟! و هذين مثالين فقط من ضمن أنواع كثيرة تندرج تحت جنس الفساد الذى هم تسببوا فيه و لا ننسى دور ( العملاء الخونة و الإعلام الفاسد ) و الدليل على وجود الخونة أنهم يبيعون المؤسسات التى يريدون خصخصتها للغربيين حتى لا يُفتضح أمرهم و هم ( الخونة ) يعلمون أن هذه المؤسسات صالحة للعمل و يعلمون أنها أداة من أهم أدوات الدخل القومى و لكنها أفسدت عن عمد لتباع للأسياد الغربيين و بهذا هم يقدمون بلادهم الضعيفة النامية المتخلفة للإستعمار على طبق من الماس بدلا من أن يحافظوا عليها و يصونوها لأنهم سرقوا البلاد مرتين مرة أثناء عملية البيع و الخصخصة مرة و أرسلوا المسروقات للبلاد الغربية عند أسيادهم ليستثمروها هناك و ليس فى بلادهم وسرقوا بلادهم مرة أخرى لمَّا قبضوا ثمن السمسرة حتى ( يرسى عطا البيع فى المزاد على أسيادهم الذين يتواطئون و يخونون من أجلهم ) !!! و كذلك الدليل على أن ( الإعلام فاسد ) فإنه بكل مؤسساته و أجهزته و العاملين فيه يتواطىء و يعمل عملية تجميل لبيع المؤسسات التى هى ملك للشعوب فى ( مزادات علنية ) تحت مسمى ( الخصخصة ) و يشجع عليها و هذا ( الإعلام الفاسد العميل ) قبض الثمن مقدما مرتين أيضا مرة ليعلن ولاءه للأسياد فى الغرب و مرة أخرى ليعلن أن ( السرقة ) ( خصخصة ) و هى فى صالح البلاد اقتصاديا !!!! و هو ما كذبته الأيام و رفضه الشرفاء فى كل مكان و هنا لا أنفى المسؤلية عن الدول الضعيفة و شعوبها لأنهم استكانوا و حاولوا تقليد الخطى الصناعية لدول الشمال القوية فلم يفلحوا لأن مناهج الدول القوية لم تقدم لدول الجنوب الضعيفة بصورة تدريجية حتى يستطيعوا تنفيذها من مستوى أحسن إلى المستوى الأحسن مثلا أو لم تقدم لهم كيف يبدأوا و كيف يصلوا مرحلة مرحلة إلى نهاية البرنامج و إنما قدمت لهم دفعة واحدة كما هى على أشدها عند دول الشمال القوية و هذا مرفوض فلابد أن نبدأ صناعيا من حيث بدأو و لا نبدأ من حيث انتهوا لإن هذا صعب جدا على الدول الضعيفة و الحقيقة أن الدول القوية تفهم ذلك و لكنها ( إستعمارية - إمبريالية ) و أيضا للحق أن هذا سبب هام جدا خفى غير مباشر من أسباب العثرات و الفساد الذى يحدث فى البلاد الضعيفة و بؤرة الفساد هنا أن الأسياد الغربيين و خبراؤهم يستحثون رؤساء و ملوك و عواهل الدول الضعيفة النامية المتخلفة أن يقدموا لهم الخبرات و المال و الفكر ووضع الخطط اللازمة حتى تصبح هذه الدول الضعيفة الفقيرة النامية المتخلفة لديها ( إكتفاء ذاتى ) أى أن الغربيين ( يُطمِّعون ) الدول الضعيفة و شعوبها و عواهلها بالتقدم و المساعدة للحصول على ( إكتفاء ذاتى ) و بالفعل ينجرُّ عواهل الدول الضعيفة للحبل الذى سيلتف حول أعناقهم ( كالخرفان ) و بالتالى يقدمون الغربييون منهجا علميا إمَّا فاسدا و إمَّا لا طاقة لهذه الدول الضعيفة به و من هنا يحدث فساد الدول الضعيفة و كسر شوكتها و لا تحقق شيئا يُذكر أو ذا قيمة حقة و لا ننسى دور ( العملاء الخونة و الإعلام الفاسد ) و ما حكاية الأموال الأمريكية عنا ببعيدة تلك التى كانت تقدمها أمريكا لنظام العميل الديكتاتور الظالم المخلوع حسنى مبارك بدون حساب لدعم الإقتصاد المصرى قد شجعت المسؤلين فى مصر على السرقة !!! و كذلك عندما أعطت أمريكا و تحديدا ( الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ) مبلغ عشرة ( 10 ) ملايين دولار لإنشاء المركز المصرى للدراسات الإقتصادية و كان رئيس هذا المجلس اللص جمال مبارك و الذى حدث أن أعضاء هذا المركز أهدروا المال العام الموهوب لمصر من أمريكا و اتخذوا لأنفسهم أدوارا كبيرة داخل الحزب الوطنى... كل هذا يدل على أن تدخل الدول القوية فى شئون الدول الضعيفة بحجة ( الإصلاح ) يفسد هذه الدول و يشجع على تنامى الفساد فيها كذلك إلى جانب الضغوط التى تمارسها دول الشمال الصناعية القوية على دول الجنوب النامية المتخلفة حتى انمحت من دول الجنوب النامية المتخلفة الصناعة و التجارة و الزراعة و صارت دولا عالة فقط على دول الشمال الصناعية القوية ... فمن هنا صار الفساد ظاهرة عالمية
القاهرة \ نوفمبر \ الأحد 27 \ 11 \ 2011 م الساعة 7 مساء \ جمال الشرقاوى \ صحفى \ وكالة أنباء مصر \