أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
لماذا يكرهوننا
(2)
أعداؤنا و أسماؤهم
رؤية تحليلية بقلم \ جمال الشرقاوى\
سادسا ( أسمائهم فى عالمنا المعاصر ) ( الغرب )
و ( الغرب ) المعروف و المشهور و الشائع هو الدول التى أطلقت على نفسها ( دول الشمال ) أى الدول المتقدمة و المتفوقة صناعيا و زراعيا و تجاريا و عسكريا و علميا و لكنهم للأسف متأخرون جدا ( دينيا ) و هى جميع الدول الأوروبية و أمريكا و قد جاءت معنى و دلالة كلمة ( الغرب ) فى القرآن الكريم كما فى قول الحق سبحانه و تعالى ( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتى ربك أو يأتى بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت فى إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون } [ الأنعام ـ 158 ـ ] و هو المعنى الدلالى على ( الغرب ) و سبحان الله العظيم فهو جل فى علاه يقول للناس أن الشمس حينما تشرق من ( الغرب ) فهذه نهاية التوبة و بداية القيامة و ( الغرب ) هنا هو ( الغرب ) المعروف لا المقصود جهة الغرب التى مقابلها الشرق لإن سياق الآية الكريمة تتكلم عن الكفار و المكذبين الذين لا يؤمنون و هذا هو الحال المشهود المشهور لأهل ( الغرب ) و الشمس لو أشرقت أى طلعت من ( الغرب ) و تغيَّر اتجاه دورانها شيئا مصادما للطبيعة الكونية و الفطرة الكونية التى خلق الله سبحانه و تعالى الخلق عليها و لذلك يأبى الله تعالى شروق الشمس من ( الغرب ) و هذا ( الغرب ) فعلا مصادم بأفعاله و تصرفاته و أفكاره الفطرة التى فطر الله تعالى عليها الخلق سواء فى إنكار الإلوهية و الجحود بالربوبية و تحريف الدين و تكذيب الرسل و الأنبياء و إنكارهم و قتلهم و قتل أتباعهم الآن المتمثلين فى المسلمين ( أهل السُنة ) بصفة عامة و العرب بصفة خاصة و أيضا من أفعالهم المصادمة للفطرة كما حكى الله تعالى عنهم { و لقد آتينا موسى الكتاب و قفينا من بعده بالرسل و آتينا عيسى بن مريم البيِّنات و أيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوىَ أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم و فريقا تقتلون } [ البقرة ـ 87 ـ ] و أيضا قال فيهم العليم الخبير { و إذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا و يكفرون بما وراءه و هو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين } [ البقرة ـ 91 ـ ] كما يُضاف إلى ذلك من السعى الجاد الممنهج من ( الغرب ) لتدمير البلاد المسلمة و إهلاك من فيها و إخراجهم من الإيمان بالله تعالى و رسله و غير ذلك مِمَّا يستلزم أصل الإعتقاد و تنفيذ الشريعة و جرهم جرَّا إلى مربعات الكفر و الإلحاد و هو من مصادمات الفطرة السليمة التى فطر الله تبارك و تعالى البشر عليها يمارسها ( الغرب ) أيضا فقال الله تعالى فيهم { و من أظلم مِمَّن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه و سعىَ فى خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم فى الدنيا خزى و لهم فى الآخرة عذاب عظيم } [ البقرة ـ 114 ـ ] و أيضا يعمل ( الغرب ) على فتح ملفات الفتن الطائفية و ضرب الناس بعضهم ببعض و إفساد حياة المسلمين و تدمير أخلاقيات المجتمع المسلم و هذا مِمَّا يُصادم الفطرة التى خلق الله تعالى عليها الناس فقد قال الحق تبارك و تعالى { و إذا تولى سعىَ فى الأرض ليفسد فيها و يهلك الحرث و النسل و الله لا يحب الفساد } [ البقرة ـ 205 ـ ] و كذلك حينما ساد ( الغربيين ) الدنيا فى هذا العصر الحديث و المعاصر و قامت الحرب العالمية الأولى فى عام 1914 م ـ 1918 م و كان من خسائر هذه الحرب المشئومة نحو 10 مليون قتيل و ما يقرب من 21 مليون جريح !!! ثم قامت الحرب العالمية الثانية عام 1939 م ـ 1945 م و قد بلغ عدد القتلى من 62 مليون إلى 65 مليون إنسان !!! و هذا له دلالة فى القرآن الكريم فقد المولى جل و علا { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيَّا } [ مريم ـ 59 ] فقد قال قال العلامة ابن كثير فى تفسيره لهذه الآية الكريمة ( أن محمد بن كعب القرظى يقول { فخلف من بعدهم خلف } قال أهل الغرب يملكون و هم شر من مَلك ) و الواقع يؤيد ذلك و نزول هذه الآية و تفسيرها من هؤلاء العلماء الأفاضل من قبل أن تكتشف أمريكا و أوروبا !!! و لا يخلطن أحد بين ( الغرب و الغربيين ) و بين ما ورد فى الحديث الشريف عن ( الغرب ) [ لا يزال أهل الغرب ظاهرين حتى تقوم الساعة ] ( حديث صحيح فى السلسلة الصحيحة ) و قد قال أبو نعيم صاحب ( الحلية ) حديث ثابت مشهور ... و المراد بأهل الغرب فى هذا الحديث أهل الشام ... و كلمة ( الغرب ) فى الحديث تعنى الجهة التى مقابلها ( الشرق ) و ليس المقصود بها ( الغرب ) الذى يتكون من أمريكا و أوروبا إذ أن أمريكا و أوروبا بالفعل هى فى جهة ( الغرب ) للدول العربية و غالبية الدول الإسلامية و لكن الشام فى غالبيته و معظمه من لبنان و سوريا و الأردن و فلسطين و العراق فهو يقع فى الغرب و الشمال الغربى لمصر و الشرق و الشمال الشرقى للجزيرة العربية و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم .
القاهرة \ مارس \ الثلاثاء 20 \ 3 \ 2012 م الساعة 10 مساء \ جمال الشرقاوى \ كاتب صحفى