نقل الاعضاء و زراعتها بين الحلال و الحرام
دراسة علمية و تأصيلية موثقة
من الكتاب و السنة
[1]
بقلم الداعية الاسلامى \ جمال الشرقاوى
ان الحمدلله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور انفسنا و من سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادى له و اشهد ان محمدا صلى الله عليه و سلم عبده و رسوله و صفيه من خلقه و حبيبه اشهد انه صلى الله عليه و سلم بلغ الرسالة و ادى الامانة و تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك {يا ايها الناس اتقوا ركم الذى خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذى تساءلون به و الارحام ان الله كان عليكم رقيبا }
[ النساء \ - 1 - ] { يا ايها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن الا و انتم مسلمون } [ آل عمران \ - 102 - ] { يا ايها الذين امنوا قولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما }
[ الاحزاب \ - 70-71 - ] ثم اما بعد
منهجى فى البحث
" العلمانية الاسلامية اى دمج المنهج الشرعى و الاصولية بالمنهج العلمى دون مخالفة للحق تبارك و تعالى اى القران الكريم و سنة سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه و اله و صحبه و على ال بيته و سلم دون شطح او تعقيد فانا ادور مع الحقيقة حيث دارت و لا اخشى
الا الله تبارك و تعالى "
انا بصفة عامة ليس فى صف " الوهابيين " المتشددين المتطرفين فكريا و دينيا و اخلاقيا و ادعوا الى التيسير على الناس و اقول دائما " ان التخفيف على المسلمين فى جميع انحاء الارض ضرورة شرعية و اسلامية اباحتها الحاجة مراعاة لمقتضى احوالهم جراء ما هم فيه من تعب و نصب و هم و شقاء و فتن و انشقاق تام" و هذا ليس منى مذهبا ادعوا اليه و لا طريقة ادعوا لاتباعها من بعدى و انما هو اجتهاد املته على ظروف الواقع و صعوبة الحياه بان احس بمن كانوا مثلى من المسلمين فلا اشق عليهم و اعنتهم باسم الدين فهذا ليس من صفات الداعية الاسلامى الحقيقى و الفطن فمن اراد ان يطاع فليأمر بمستطاع لا ان يأمر بما لا يستطاع هذا هو موقفى الصريح مع من يزعمون انهم سلفيون فى هذا العصر و السلفية الاصلية منهم براء انما هم " وهابيون " و ليسوا سلفيين وانا منهم بريىء لا هم منى و لا انا منهم و كذلك انا لا اقف مع العلمانيين المسلمين الجهال الذين يشطحون بفكرهم فلا هم حصلوا اساتذتهم الملاحدة فى الغرب و لا هم سلموا من القدح فى شخصياتهم و فكرهم و علمهم حتى و لو كانوا حسنى النية و لا هم ايضا من ناحية اخرى استطاعوا افادة مجتمعاتهم بسبب هذا الشطح الفكرى الطاغى عليهم و ايضا انا منهم بريىء لا هم منى و لا انا منهم و بالطبع انا لست مع الملاحدة اطلاقا لا من بعيد و لا من قريب و ايضا انا منهم برىء لا هم منى و لا انا منهم و انما انا مع الرحمة التى لا تخفى الحقائق و العيوب تلك الرحمة الصريحة و مع العدل الذى لا يلغى الرحمة و المغفرة و ايضا انا ملتحق دائما بصفوف الذين تكلموا فى الشريعة فراعوا ظروف الناس و احوالهم دونما تعارض مع الشرع و الاصول اى بلا ضرر و لا ضرار اما اذا وقع الضرر و الضرار باسم الشريعة و الاصول فانا منه برىء لانه سيفتح ابواب الفتن و الفساد سيعانى منها المجتمع طويلا و كذلك دائما انا ملتحق بصفوف الذين اعتمدوا فى ارشادهم للناس على قانون علمى ناصع و خالى من الشكوك و لا يتعارض مع الشريعة و لا مع الاصول حتى لا يكون هناك مدخل لساذج و لا ممن يدعى الرحمة بالناس فاذا به يفتح ابواب الذرائع و خاصة فى هذا الموضوع الهام جدا
" نقل و زراعة الاعضاء "
مقدمة
فقد اخذ موضوع نقل و زراعة الاعضاء البشرية من حى الى حى او من ميت الى حى او من حيوان الى انسان جدلا كبيرا بين علماء الطب و شيوخه و بين علماء الدين و فقهائه و بينهم و بين اهل القانون و السياسة و فقهائهما و ايضا اختلف الناس الذين هم ليسوا من اهل العلم مطلقا فى كل المجتمعات على مستوى العالم الاسلامى فى جميع انحاء الدنيا ما بين محلل و محرم و مجيز عملا باقتضاء الضرورة و هم الذين حاولوا التوسط فى الامر و هناك من كرَّه نقل و زراعة الاعضاء و هناك من قال انها علامات لاقتراب القيامة و كفَّر الذين اخذوا بتحليله و لاهمية الموضوع فى الحياه العامة و الخاصة لكل البشر حتى لغير المسلمين فقد اخذ الموضوع يناقش على كافة المستويات و اقيمت له الندوات و المؤتمرات و تكلم الكل و كان جدلا كبيرا جدا وصل الى حد الاحتدام و التنابز بالالقاب و ليست الغرابة فى ان مسالة الجدل العلمى تعدت الاقطار الاسلامية و العربية الى الديار الغربية بل الجدير بالذكر ان احتدام النقاش وصل الى اهل كل طائفة بينهم و بين بعضهم البعض فمثلا وجدنا ان بداخل فريق الاطباء هناك من يؤيد نقل و زراعة الاعضاء و من يعارض و نفس الوضع تماما بتمام بين اهل الشريعة الاسلامية و اصول الدين و بين ذويهم و ايضا اختلف اهل السياسة و القانون بينهم و بين بعضهم البعض هل يستحق هذا الموضوع تشريع قانون خاص به لانقاذ المشرفين على الموت ام ان تشريع قانون لهذا الموضوع سيجر المجتمعات الى سوق سوداء و تجارة بالبشر على ايدى المجرمين الاقوياء ذوى النفوذ و المال الذين يهابهم القانون فى ظل سقوط الدول و الحكومات و ضعف اولى الامر فى البلاد و هم بوضعهم و باقترابهم من السلطة صاروا اقوى من القانون و فوق القانون كل هذا جرنى الى سؤال هام جدا الح على كثيرا الا و هو
...
هل موضوع نقل و زراعة الاعضاء البشرية مسالة اسلامية بحتة ام وردت فى الانجيل و التوراه " الكتاب المقدس " عنها شىء ؟! فقد بين قداسة البابا شنودة الثالث موقف الكنيسة القبطية " المصرية " من نقل الاعضاء و زراعتها فقال " ان الكتاب المقدس بعهديه القديم و الجديد لم يأمر و لم ينهى بخصوص نقل للاعضاء لان هذا الموضوع لم يكن وارد فى وقت ذلك و لكن روح الكتاب تدعو الى العطاء و البذل الى انقاذ الاخرين و من تعاليم الكتاب المقدس يجوز نقل العضو او النسيج من جسد الانسان الى اخر بقصد المنفعة و لا ترى المسيحية فى ذلك " عبثا " بجسد المعطى " و المرجع \ منتديات فرشوط بمحافظة - قنا - مصر - \ و سوف نناقش هذا الراى و غيره فى صلب البحث ان شاء الله تعالى و هناك ايضا راى مسيحى اخر فى هذا الموضوع و هو بعنوان " القتل الرحيم و زراعة الاعضاء من منظور مسيحى " اعداد : الارشمنديت الاستاذ الدكتور \ قيس صادق رئيس مركز الدراسات المسكونية " قال " يشكل ظهور التحديات العلمية الناتجة عن تطور التقنيات الحديثة فى العلوم الحياتية موضوع تحد حقيقى حياتى عقدى رعوى للمسيحية كون هذا الامر يتعلق بصورة مباشرة بمسيرة الانسان من حيث حياته و موته و هو الذى بحسب الايمان المسيحى قد خلقه الله " على صورته على صورة الله خلقه ذكرا و انثى خلقهم و باركهم الله و قال لهم انموا و اكثروا و املأوا الارض و اخضعوها \ تكوين - 27 - 1 - 29 - \ هذا الموقف يؤكده الاسلام ايضا الذى يعتبر الانسان مخلوقا فضله الله على كل ما خلق و كرمه حتى استخلفه فى الارض و عهد اليه مسؤولية انمائها { و لقد كرمنا بنى ادم و حملناهم فى البرو البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا } \ الاسراء - 70 \ و لذلك فالانسان المسيحى مدعو لان يمارس فضيلة المحافظة على الصورة على حياته و حياة قريبه و ان يثمن " يجعله ثمينا و غالى " و القريب المطلق بغض النظر عن جنسه او عرقه او دينه او مذهبه او لونه او قوميته فهو الحامل صورة الله و مثاله " و المرجع \بادية اون لاين -المستقبل يبدا اليوم \ www . badia online . org وسوف نناقش هذه الاراء لاحقا ان شاء الله
- ماهو الشىء المحيرفى هذا الموضوع ؟؟!!-
و الشىء المحير حقا فى هذا الموضوع المحدث العجيب ان مع انتشار هذا الموضوع على سطح الكرة الارضية و طغيانه على كل المحافل الدولية و العلمية ان كل فريق من هؤلاء يحاول بقدر الامكان ان يقنع الكل بصحة ارائه و فروضه ووجهة نظره و يعتقد انها هى الاصوب بدون شك فكل فريق من هذه الفرق المتناحرة يجادل قدر استطاعته و يدافع عن وجهة نظره ضد الفريق الاخر باستماتة شديدة فجماعة من علماء الطب و الدين و القانون و جماعة من الناس من غير اهل العلم اجازوا عملية نقل و زراعة الاعضاء البشرية و يرون فى ذلك الامرالنفع العظيم للناس و الرحمة بالمرضى و لا ينافى تكريم الله تعالى للانسان ابدا و ليس به اى ضرر و الفريق الاخر المضاد من اهل الطب و الدين و القانون و جماعة من الناس من غير اهل العلم حرموا نقل و زراعة الاعضاء البشرية و يرون ان الله تبارك و تعالى كرم الانسان حيا و ميتا و ان هذا الامر له اضراره العديدة و ربما كل فريق من الفريقين يريد اسعاد البشرية و كلهم يريد الرحمة بالناس احياء و امواتا و الشىء المحير يكمن فى انهم كلهم بلا استثناء يأتون بالدليل من القران الكريم و السنة النبوية الشريفة !!!!
- فمن ترجح كفته اذن فى هذه القضية ؟!
هل المؤيدون لنقل و زراعة الاعضاء البشرية
[ البقية تأتى ]
جمال الشرقاوى