لا لإلغاء جهاز أمن الدولة
و نرفض التعذيب
بقلم \ جمال الشرقاوى \
عندما قامت ثورة شعب مصر الباسل فى الثلاثاء 25 يناير 25 \ 1 \ 2011 م على الظلم و الطغيان و اللاستعباد و خلعت العميل الظالم حسنى مبارك و أسرته و حاشيته خلعا بالقوة الجبرية بالقطع كنت أنا مع الثوار من يوم 29 لمَّا اشتد غضب مبارك و نظامه و أجهزته القمعية على الثوار و الثورة و كانوا يخططون لتصفية الثوار بالرصاص الحى و بتفريق شملهم و تبديد الثورة بأى شكل و كانوا يتخيلون أنهم سيقضون على الثورة و تصفية الثوار ليلا و فى اليوم التالى سيذهبون إلى منازلهم لتناول طعام الغداء و الإستحمام و الراحة... فى هذه الأونة و نظرا لظروف مرض والدتى كنت أذهب إلى ميدان التحرير صباحا و أعود إلى منزلى الساعة الثانية عشرة ليلا " 12 " أو الساعة الواحدة " 1 " حتى تنحى مبارك أو انخلع عنوة و بعد ذلك أيضا كنت قد أدمنت ميدان التحرير و قد ذهبت إلى ميدان التحرير فى يوم 29 \ 1 \ 2011 م بسبب نزلة برد شديدة إنتابتنى قبل قيام الثورة بأيام وأثناء وجودى فى ميدان التحرير و بين زملاء الثورة من الشعب المصرى كنت أرى الناس و أرقب تصرفاتهم بدقة شديدة و أتناقش معهم كثيرا و من الأشياء التى لفتت انتباهى هى أن كثيرا بل غالبية الثوار فى ميدان التحرير كانوا يريدون و يطالبون بإلغاء جهاز أمن الدولة و قد قرأت منشورات توزع و بها انتهاكات لأمن الدولة فى حق الشعب المصرى و هذه الإنتهاكات و التعذيب و التعديات و قتل الحريات و شنق الأراء معروفة و البعض كان يطالب بإلغاء عقوبة الإعدام ... و أشياء من هذا القبيل....و قبل أن أكتب هذا المقال قلت لهم يومها هذا القرار خاطىء و هو " إلغاء أمن الدولة " و خطأ أيضا إلغاء عقوبة الإعدام فهذه المطالب هى مطالب غاضبة من الثوار الغاضبين و فى غير محلها و نحن مع غضب الثوار لأنه لا يوجد شخص على أرض مصر لم يتعرض لسخط و تعذيب أمن الدولة و الكل غاضب من انتهاك حقوقه كبشر فمن لم يذهب لأمن الدولة متهم فى قضية سواء كان ظالما أو مظلوما ذهب إلى أمن الدولة من باب ترويع الأمنين " اضرب فى المربوط يخاف السايب " و من لم يذهب إلى أمن الدولة بأى حال من الأحوال مؤكدا أنه مات من الحزن على صديق محتجز أو قريب يُعذب أو شخص اختفى " ورا الشمس " و الكل مؤكدا تقطع قلبه كمدا من كبت للحريات و تقطيع الألسنة.... كل هذا و أكثر كان يحدث و نحن ضده و لا نؤيده...و لكن مع ذلك لابد من وجود جهاز أمن الدولة و لابد من وجود عقوبة الإعدام منصوصا عليها فى القانون و لكن يجب أن يصحح مسار جهاز أمن الدولة يجب أن يعمل عمله الحقيقى و هو الحفاظ على استقرار الأمن العام فى البلاد و حماية أمن المواطن و كشف الجواسيس الذين يريدون اختراق الأراضى المصرية أو حتى جواسيس مصريين لصالح أى جهاز مخابرات فى العالم و كذلك هم لابد من أن يعملوا على حماية أجواء البلاد و إحباط محاولات التصوير و التجسس من الطائرات و أيضا من مهام عملهم إكتشاف أى مؤامرات تحاك ضد البلاد و العمل على إحباط أى محاولة من داخل البلاد أو من خارجها للتفجيرات و القتل و إثارة الفتن و منع أى اتصالات بعناصر معادية من داخل الوطن إلى الخارج أو العكس.... هذه هى بعض مهام جهاز أمن الدولة و أهمها إحداث التوازن الأمنى فى المجتمعات بين السلطة و الشعب بالحزم فى منع الفساد و الإجرام بطول اللاد و عرضها سواء من طبقة الحكام أو من طبقة الرعية بل و يحدث التوازن الأمنى بين الدول و بعضها البعض بتأمين الحدود المشتركة بينها و بين جيرانها و هذا هو تصحيح المسار لجهاز أمن الدولة بعد الثورة المصرية الذى كان من أهم عيوبه نظرة الرضا لطبقة الحكام و الحاشية بمعنى أنه كان يترك كل هذه المهام التى ذكرناها منذ قليل و يركز على حماية رئيس البلد فقط رغم فساده و تلاعبه بالوطن و بمقدرات المواطنين و نظر للمواطنين على الجانب الأخر نظرة غضب و حقد و كراهية فى سبيل تأمين كرسى الحكم للحاكم و لا يصح أن تكون نظرة جهاز أمن الدولة مصوبة للشعب لإن الشعب ليس كله مجرمين و لا ينبغى أن يُعامل على هذا الأساس و إنما هناك عناصر إرهابية أو إجرامية هى التى فقط يكون عليها نظر أمن الدولة و ليس على الكل و إلا لاختلت النظرية و الخطة الأمنية سواء فى ذهن المخطط لها و المنفذ أو سواء على أرض الواقع و لامتلأ المجتمع بالفساد و المجرمين و الضحايا و هناك قضايا فساد فرعية تنشأ عن اختلال الجهاز الأمنى و خططه و تنفيذها على الوجه السليم و الكامل و الأمثل ألا و هى نشؤ المتشددين فى لغة الخطاب الدينى و هذا وحده كفيل بتدمير المجتمعات على المدى البعيد و إنى كما أنبه على تدارك أخطاء جهاز أمن الدولة السابق أيام المخلوع مبارك و خاصة فى بند ظهور الخطاب الدينى المتشدد " الرايدكالى " العنيف الذى فرَّخ الإرهابيين كما أحذر أيضا من عدم سد الثغرات التى نشأت عنه و يجب حرق الملفات الغربية اليهودية الصليبية التى ستستغل هذه الثغرت بإشعال الفتن الطائفية بين جميع هذه التيارات الطائفية على الإطلاق لكى تزيد الإشتعال فى منطقة الشرق الأوسط " العربى " لتظل خاضعة لهم دائما و حتى لا تنعم دول الشرق العربى بالإستقرار بعد ثورات التحرير من أغلال عبودية الفرد للفرد و هدم نظرية حكام " أنا ربكم الأعلى " و بعد... فجهاز أمن الدولة مهم جدا لإنه عصب الأمن فى اى مجتمع و لو انتهى لانتهى معه المجتمع و لابد من توجيه سليم لهذا الجهاز حتى يستقيم و لابد له من رجال شرفاء يكونوا من خيرة رجال المجتمع... و بالنسبة لعقوبة الإعدام لابد أن تظل موجودة و لكن تنفذ فى حالة الضرورة القصوى و لكن إلغائها سيشجع على ارتكاب الجرائم لإن هذه العقوبة الرادعة لابد أن يكون لها وجود...لكن إلغاء جهاز أمن الدولة.... و إالغاء عقوبة الإعدام... إذن مع الوقت سنجد أننا نعيش بقانون فوضوى و لا أحد يخاف من عقوبات و هذا ما لا يُحمد عقباه...و أقول للغاضبين على رسلكم لا تفرحوا بالهدم قدر ما تفرحوا بالبناء و يجب أن تعرفوا أن الثورة شيء و الإنتقام شيئا آخر فالثورة هدم لشيء أو نظام فاسد و بناء نظام جديد صالح أمَّا الإنتقام الشخصى و تخليص الحقوق سيؤجج أحقاد لا نهاية لمداها و سيعمل على تعجيز البلاد و لن يتمكن الوطن الغالى بسب هذه الأحقاد أن يقوم و يتعافى و نكرر لا لإلغاء جهاز أمن الدولة.. و نرفض التعذيب
كتبت هذا المقال فى القاهرة \ سبتمبر \ ليلة السبت 17 \ 9 \ 2011 م الساعة 41و1 ليلا \ جمال الشرقاوى \ صحفى \ وكالة انباء مصر