العاهات النفسية فى الدولة المصرية رؤية تحليلية بقلم \ جمال الشرقاوى \

العاهات النفسية فى الدولة المصرية

رؤية تحليلية بقلم \ جمال الشرقاوى \

كما قلنا فى المقال السابق و الاخير " مصر دولة العشوائيات " و نقر بما قلنا و نؤكده فى هذا المقال " العاهات النفسية فى الدولة المصرية " ان التخطيط العمرانى الغير سليم الذى ارهق نفسية و اعصاب الشعب المصرى طويلا و اهمال الحكومات المتعاقبة بتخطيط مساكن ادمية صحية و نظيفة تليق بالبشر للسكن و السُترة و الراحة و كذلك بتخطيط شوارع سليمة للادميين الى جانب عدم تفهم قطاع كبير جدا بل الغالبية العظمى من الشعب المصرى لاهمية مثل هذه الامور " السكن الصحى و تنظيم الشوارع " فلم يلتفتوا له و لم يطالبوا به مثل الخبز و الدواء و الكساء و زيادة الرواتب و عدم الفهم و المعرفة من الشعب المصرى ادى الى عدم انضباط اخلاق و نفسية و اعصاب المصريين مما ادى و كانت نتيجته انتشار اخبث انواع الافات النفسية و هى استحلال الحرام بكل انواعه من كذب و فجور و انحلال و نفاق تجسس و تصنت و نميمة و بخل و فراغ فكرى و خواء عجيب فى النفس جردها من اى طموح الا حب المال و الحصول عليه و لو من الحرام فالناس فى مصر لا تعرف اهمية التخطيط العمرانى و التنظيم العمرانى و اثره على نفسية الفرد و المجتمع و لا يعرف هذه الاهمية الحيوية المسؤولون الجهال انفسهم و لذلك تدمرت نفسية الشعب المصرى و صار منحرفا و هو لا يعرف السبب الا و هو التكدس و الازدحام و الانفجار السكانى و التخطيط و التنظيم العمرانى الفاشل المعدوم فكل هذه الامور مجتمعة ولدت فى المجتمع المصرى النامى المتخلف و عند الشعب الذى صار جاهلا بالوراثة ان يكن عنده استعدادا لتلقى اى عادات واردة و دخيلة عليه فيتلقفها و يلتهمها كأنه يتلذذ بقطعة جاتوه ؟! فاندفع بقوة الى احتضان الفن الرديىء المعلب التافه الذى يشجع على كل فجور فى الحياه بل و صار الشعب المصرى الجاهل يقلد المسخ المشوه على شاشة السينما فى الحياه الواقعية حتى شاب حياتنا التمثيل و الخداع و الغش بدون ان تطرف عين للمجتمع المصرى و كذلك بسبب تدهور نفسيته و اعصابه اندفع فى طريق المخدرات و الخمور و انتشار العنف و اهمال كل الجوانب الايجابية من الحياه و انتشار اللامبالية و الانامالية و التخطيط و التنظيم العمرانى مهم جدا لانه ايضا منظم لحركة البشر و حياتهم و له تأثير مباشر على نفسياتهم و اعصابهم بدون ان يشعرون و من اهم مظاهره انتشار المقاهى فى الشوارع المصرية فى الاحياء الشعبية و انتشار الكافيهات بالشوارع فى الاماكن الراقية ايضا بشكل مقزز و ملفت للنظر بل و اخذها حيز كبير من مساحات الشوارع بسبب الكراسى المنتشرة و من تلويث الهواء بسبب تدخين الشيشة و السجائر بشكل مجنون و " مقرف " و البصاق على الارض و احراج المارة فى الشوارع من نظرات الجالسين على مقاهى الشوارع و الارصفة و كذلك الباعة المتجولين الذين يفترشون الارصفة و تحت الارصفة و يأخذون حيز من الشوارع بل و يأخذون نصيب المار فوق الرصيف بدون وعى و يعرقلون حركة سير المرور وكذلك السيارات المركونة فى الشوارع بشكل عشوائى كبير و من يريد ان تتدمر نفسيته و اعصابه و تذهب مرؤته فليذهب الى سوق الحمام فى منطقتى الخارطة القديمة و السيدة عائشة فى القاهرة يوم الاحد و سوق الموسكى فى العتبة و شارع محمد على و شارع شبرا و شارع رمسيس و الاسواق المُقامة على مدار ايام الاسبوع بطول مصر و عرضها و غيرها من الاماكن المزدحمة بشكل عشوائى مثير للقلق و يبعث على الاكتئاب و تقزز النفس و الجنون اضف الى هذا قلة ادب البائعين و افتقادهم للذوق العام و الاداب بشكل كبير جدا و انظروا الى شارع مثل شارع طلعت حرب فى وسط البلد من المفترض انه شارع راقى بحى راقى فى وسط القاهرة او كما يقولون " وسط البلد " من المفترض انه نظيفا و هادىء و لكن هناك العكس فالبائعين المتجولين قد افترشوا الشارع بطوله و عرضه من اوله الى اخره و زاحموا السيارات فى الشوارع قبل الناس ؟! و هناك الزبالة و مخلفات البائعين بجانب الفوضى المرورية بشكل يبعث على التقيىء و انظروا الى الشوارع المحيطة بفنادق هيلتون و التى من المفترض انها فنادق سياحية و عنوان حضار لمصر تجد النظافة غير كافية و الشوارع المحيطة بنقابة الصحافيين فى القاهرة تحولت الى فوضى مرورية و جراجات للسيارات و الشوارع كلها " مطبات " فالسيارات فى مصر تزاحم المواطن الغلبان فى المرور فكل هذا الجهل المتعمد و الاهمال يصادم الفطرة و الطبيعة و يصادم النفس البشرية السليمة فكل هذه التخبطات العمرانية و المرورية و الاخلاقية الفوضوية افرزت زحام عشوائى يدمر النفس فالكل يرى بعضه و الكل يكشف بعضه و الكل ينظر الى بعضه و الكل تذهب مروئته فى ذلك الزحام الفوضوى القاتل لا احد يستطيع ان يمشى بهدؤ لا احد يستطيع ان يفكر و هو يمشى مستريح الاعصاب الكل يضرب كتفه فى كتف بعض فى الزحام و الكل يصادم بعضه بعضا نرجو من المسؤولين اذا كان هناك بقايا من المسؤولين و بقية من رجولة و مروئة ان ينظروا لهذا الوضع المصادم للفطرة البشرية و للطبيعة الانسانية لان الوضع بات مقلقا و مؤرقا لكل عاقل و قد صرنا اضحوكة لامم الارض و نحن نزعم اننا اهل الحضارة نرجوكم اسرعوا

كتبت هذا المقال فى القاهرة \ يونيه \ الاحد
19 \ 6 \ 2011 م الساعة 11 صباحا فى
نقابة الصحافيين \ جمال الشرقاوى
[ صحفى \ وكالة انباء مصر \ ]

يعطيك العافية