" الى التاجر المصرى "
" الا من عصم الله تعالى و رحم "
بقلم....... جمال الشرقاوى
عاشت مصر فترة ساقطة و سوداء فى تاريخها المعاصر هى فترة حكم الديكتاتور المخلوع حسنى مبارك و فى هذه الفترة انقلبت كل موازين القيم تماما فصار الرديء سلعة رائجة و اصبح الاسوأ هو الاجمل و خاصة لما عانى الشعب المصرى تحت حكم هذا الجاهل المتخلف ثلاثين عاما من القهر غلت الاسعار جدا و قلت الاجور جدا حتى صار الشعب كتلة واحدة ضاربة فى خط الفقر بصورة ملحوظة و الاغنياء هم الذين شذوا عن القاعدة هم الحكام و الحاشية هم ايضا من نفس الكتلة الواحدة للشعب و لكنه شذوذ القاعدة و لا استطيع ان اقول ان الطبقية فشت فى الشعب المصرى بمعنى كلمة الطبقية لان هذا انما يعنى ان هناك طبقة غنية و متوسطة و فقيرة و هذا لم يحدث على الاطلاق انما كان الشعب كتلة واحدة و ما شذ عن القاعدة هم الاغنياء فقط حتى اكل الشعب نفسه فى هذه الازمة و هنا السؤال هل من حق الشعب المصرى ان ياكل نفسه ام يتكاتف ؟ عملا بقاعدة " و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الاثم و العدوان " و عملا بقاعدة " و اصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون " و عملا بقاعدة " ان الله فى عون العبد مادام العبد فى عون اخيه " و الجواب الذى اخذته من الايات الكريمة و الحديث الشريف ان هذا لم يحدث فى مصر فالكل اكل بعضه نهب بعضه و بما ان " بعضكم فوق بعض درجات " فان هناك من هو اشد اجراما من غيره لانه يكاد يكون بجهله و اجرامه مسؤول اكثرمن غيره
[ ايها التاجر المصرى الا من عصم الله تعالى و رحم ] الا تلاحظ انك الوحيد الذى ما خرجت مع جموع الشعب فى ثورة 25 يناير 2011 م و لم تترك بضاعتك لحظة اريد ان اقول له ايها التاجر المصرى لقد شاركت فى تطويق شعب مصر و ساعدت فى غلاء الاسعار لقد ساعدت فى تجويع الشعب المصرى لما رفعت اسعارك بشكل جنونى لما اخذت ثمن السلعة من المشترى الفقير و المسكين و المحتاج كاملا و لم تعطه حقه كاملا لما غششت فى السلعة لما طففت فى الميزان لما اعطيته غذاءا منتهى الصلاحية و لحوما انتهت صلاحيتها و غير صالحة للاستهلاك الادمى لما اعطيته دواءا مغشوشا منتهى الصلاحية و خبزا لا يؤكل على الاطلاق اخذت ما لك و لم تعطى ما عليك بحجة " الاسعار غليت من فوق " فاستمع للحديث " عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : لما قدم النبى صلى الله عليه و سلم المدينة كانوا من اخبث الناس كيلا فانزل الله عز و جل ويل للمطففين فاحسنوا الكيل بعد ذلك " حديث حسن رواه ابن ماجه و ابن حبان فى صحيحه و البيهقى ايها التاجر المصرى ارايت وصفك الحقيقى فى الحديث " اخبث الناس " و قال الله تعالى " ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون و اذا كالوهم او وزنوهم يخسرون " ايها التاجر المصرى بع بضاعتك و ارضى بما قسم الله لك تكن اغنى الناس لا تاخذ ما ليس لك بحق لا تعتقد انك انصح الناس فالناس تشترى و هم فى نفس الوقت بقلوبهم يلعنوك الا تعلم ان غلاء الاسعار على الناس ليس فى صالحك بل سيعود عليك انت الاخر بالغلاء فلا تحس باى مكاسب ايها التاجر المصرى كن رجلا و كن رقيبا على نفسك لا تنتظر رقابة الاسعار عليك كيف تساهم فى تجويع اخوانك المصريين و لم تستثنى و لم ترحم فى هذه الفترة العصيبة انسيت معاناتك ايام كان هناك رقابة على الاسعار انسيت ايام كنت مذلولا و مقهورا من ذلك الرقيب الذى كان هو الاخر ياخذ منك ما ليس له بحق ياخذ المال " الرشوة " و ياخذ ما يريد من بضاعتك و انت ايها التاجر المصرى لا تستطيع ان تنطق بحرف و احد هل نسيت لقد تعرضت للظلم فلماذا تظلم و تساعد على الظلم و انتشار الفساد و الاولى لك ان تهاجم الغلاء و تطالب الحكومة بثبات الاسعار و رخصها لان ذلك يعود عليك و على اخوانك المصريين جميعا بالفائدة الا تريد ان تكون من الذين قال الله تعالى فيهم " ان الذين يتلون كتاب الله و اقاموا الصلاة و انفقوا مما رزقناهم سرا و علانية يرجون تجارة لن تبور "
كتبت هذا المقال فى القاهرة \ ابريل \ الخميس
28 \ 4 \ 2011 م الساعة 2و10 صباحا
جمال الشرقاوى
[ صحفى \ وكالة انباء مصر