مشكلة قانون الطوارىء
رسالة عاجلة إلى الشعب المصرى
بقلم \ جمال الشرقاوى \
بعد ثورة 25 يناير 2011 م فى جمهورية مصر العربية و غياب الأمن الحقيقى عن الشارع المصرى حتى الأن أى ما يقرب من ثمانى " 8" شهور و حالة الإنفلات الامنى مازالت منتشرة وعمَّت البلطجة أنحاء مصر و طالت الأخضر و اليابس و الإعتماد على اللجان الشعبية وحده لا يكفى لإن افراد الشعب الذين يحاولون حماية الشارع المصرى من محاولات الفساد و الإفساد و البلطجة و السرقات و الإغتصابات و غير هذا كله... لا يكفى أن يقوموا بمهمة الأمن فى الشارع المصرى كما أؤكد وأقول إنهم لابد أن ينشغلوا بلقمة العيش فى النهاية و مع توالى الوقت يفترون لإن حماية الشارع المصرى ليس هى مهمتهم الأساسية و كذلك لا يقبضون منها راتب ليعيشوا منه كما أنهم غير مُدربين على هذا الأمر التدريب الكافى رغم نجاحهم الباهر فى هذا الموضوع و كلنا قد شاهدنا قوة و بسالة الشعب المصرى البطل و المواطن المصرى الصامد سواء فى اللجان الشعبية التى تشكلت فى ميدان التحرير أثناء الثورة فى يناير 2011 م أو بعدها من الشباب و البنات و كذلك رأينا الرجال المصريين من جميع الأعمار يشاركون فى حملات تنظيم المرور لإعادة الإنضباط للشارع المصرى مجددا و يثبتون ليلا و نهارا لحماية الثغور فى المناطق الشعبية و المناطق الراقية سواء بسواء و لكن كل هؤلاء البواسل الذين حافظوا على الوطن الغالى أثناء المحنة الرهيبة التى مرت به إلا أنهم فى النهاية إنشغلوا بالحياة و هذا هو واقع الحال... كما أننا لا ننسى بعد النزول الفاتر لرجال الشرطة للشارع المصرى منذ شهور مضت إلا إنه ما زالت هناك حالات من البلطجة مستشرية فى الشارع المصرى و فى المناطق الريفية و المناطق البعيدة عن الإزدحام السكانى و انتشرت حالات اللصوصية المسلحة و الإغتصاب المسلح و المخدرات و حيازة السلاح و هو فى الجملة إسمه " الإرهاب " و لا يهمنا من وراءه الأن إنما يهمنا رصد الظاهرة فى حينها و الوقوف ضد فاعلها أيَّا كان مصدرها المهم أنها شيء حادث الأن وواقع بالفعل و لابد من منعه كما ألفت نظر الشعب المصرى إلى ما حدث بسيناء العزيزة من محاولات إرهابية الغرض منها تمزيق جسم الوطن المصرى على كافة المستويات و الإستقلال بسيناء و إعلانها إمارة إسلامية منفصلة عن كيان الدولة المصرية أقول لكم إن هذا الحادث ما هو إلا بلطجة و فساد ناتج من غياب الأمن العام و انفلاته بصفة عامة و هذا الإرهاب ناتج عن حيازة السلاح و قد ظهر غروره ليقتل الكيان الوطنى و القومى و الجغرافى لمصر... و من هنا يحتاج الشعب المصرى لمن يتصدى لهذا الإرهاب و يواجهه و أنا واثق و لا أزايد على بسالة الجيش المصرى و الشرطة المصرية فى التصدى لهذاالأمر مها كانت صعوبته و تجذره و منبعه و من ناحية أخرى أنهم يملكون الوسائل للنزول فى ميدان المواجهة و كذلك هو عملهم و يتفرغون له و يقبضون من ورائه رواتبهم و أجورهم و هم الذين يستحقون شرف التشجيع فى هذه المرحلة فقد جاء دورهم و لابد أن نعترف بدون صلف و لا غرور أنه دورهم و ليس دور اللجان الشعبية و ليس دور العنترية الكاذبة و لا دور " الجعجعة " من باب الوطنية الزائفة...و هنا يسأل سائل و يقول...بماذا تفسر غياب الأمن و انفلاته رغم نزول الشرطة للشارع المصرى ؟! و الجواب هو لأسباب منها أن الشارع المصرى حينما كسَرَ نفسية الشرطة فى أيام الثورة فى يناير 2011 م كانت الشرطة ليست تحمى الشعب و إنما كسَرَ الشرطة التى كانت تحمى النظام و الأن الشرطة ستنزل الشارع و بقوة لحماية الشعب المصرى فهل نفسح الطريق لهذا المارد القادم بقوة على سطح الحياة المصرية و للأسف البعض يعامل الشرطة بصلف و غرور و لا يصح هذا حتى يظل رمز القوة محتفظا بقوته فلابد من احترامه...و ربما يسأل سائل أخر فيقول...ما الفائدة من وجود قانون الطوارىء بعد نزول الشرطة للشارع المصرى بقوة ؟! و الجواب هو أن قانون الطوارىء لن يسرى على الشعب المصرى فهو سيسرى على المجرمين و الإرهابيين و الفاسدين و المغتصبين أعراض النساء بتهديد السلاح و سيمنع حيازة السلاح و المخدرات و تجارتها بين أفراد الشعب و كل ما يهدد الأمن القومى لمصر الغالية و هو محدد بمدة و ستنتهى بإذن الله تعالى فلماذا يخاف المتخوفون من هذا ؟! و الشرطة المصرية لمَّا غابت رأينا انتشار البلطجة و احتجنا لوجودها و لمَّا نزلت الشارع إحتاج الكل لقانون قوى رادع يزيد من هيبة الشرطة كمبيد قوى لجذور الفساد المختفية و لكن تأثيرها مازال يضعف كيان الجسد المصرى...فلابد أن نكون واقعيين بدون تعصب و لا صلف و لا غرور و لا خوف لإن مصر قد تغيرت بالفعل فلا داعى لميراث الخوف القديم
كتبت هذا المقال فى القاهرة \ سبتمبر \ ليلة الإثنين 19 \ 9 \ 2011 م الساعة 3 ليلا
جمال الشرقاوى \ صحفى \ وكالة انباء مصر