تحت المجهر
[3]
الجواب الكافى لمن سأل عن الدواء الشافى
تقديم و نقد و دراسة و تحقيق و تعليق
بقلم \ جمال الشرقاوى
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم و صحبه و آل بيته أجمعين بلا مبتدأ و لا منتهى... ثم أما بعد...
[ مقدمة ]
إن الذين فتنوا بالأئمة القدامى من الوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و قدسوهم كابن تيميَّة و تلميذه ابن قيم الجوزيَّة بل و غيرهم من الأئمة المذكورين فى كتب التراث الإسلامى و عميت بصيرتهم و بصرهم عن ان يروا أى شيء خطأ أو غير واقعى عند هؤلاء الناس و كأنهم فوق النقد أو كأنهم منزهون عن الخطأ و النسيان حتى و لو كانوا قد جمعوا فى كتبهم بين الغث و السمين أو لو كان حديثهم فى كتبهم التى ألفوها حديث عام يستطيع أى رجل أمُىّ اليوم أن يقول مثله لإنه ببساطة حديث مفكك غير مترابط الأجزاء كما فى كتاب " الجواب الكافى لمن سأل عن الدواء الشافى " لإبن قيم الجوزيَّة الذى لا أدرى هل أقول هو من تأليف رجل يتكلم فى الشريعة أم من تأليف الدكتور الطبيب ابن قيم الجوزية ؟! و للأسف قد أخذ العوام هذا الكتاب على أنه مُسلمٌ به و منزه عن الخطأ و أنا لا أدرى هل لأحد فى الإسلام القداسة غير الله سبحانه و تعالى ؟! و ما يفعله الوهابييون السلفييون و صبيانهم مرتزقة الفضائيات فى عقول العوام لتشكيل عوام الناس على هواهم دينيَّا لا يمت للدين الإسلامى الحنيف بصلة و هو حرام قطعا أن يعطوهم فكرة خاطئة عن هؤلاء الأئمة القدامى بأنهم كانوا ملائكة يمشون على الأرض و يرفعون من قدرهم بلا داعى و لا ضرورة لكى يؤثروا على عوام الناس من خلال أفكار هؤلاء الأئمة القدماء بشكل غير مباشر و ايضا بشكل مباشر و هذا ما حدث بالفعل فى عقول عامة المسلمين باعتقادهم ان هؤلاء الائمة القدامى فوق النقد حتى لو كان خاطئا او بعيدا عن الواقع او على الاقل لا يناسب واقعنا المعاصر و حقيقة الامر ان ما يفعله الوهابييون السلفييون و صبيانهم مرتزقة الفضائيات غير صحيح شرعا و لا سليما من الناحية القانونية و لا ما يقولونه للناس لإن ما يفعلونه يتنافى مع الحرية الشخصية فى الإسلام و يتنافى مع السنة النبوية [ " عن أنس رضى الله عنه أن النبى قال : كل بن أدم خطاء و خير الخطائين التوابون " ] حديث حسن فى صحيح الترغيب و الترهيب رواه الترمذى و ابن ماجة و الحاكم كلهم من رواية على بن مسعدة و قال الترمذى حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث على بن مسعدة عن قتادة و قال الحاكم صحيح الإسناد... و لكن ما نملك للوهابيين السلفيين أصحاب المطامع الإستعمارية الدينية فى العالم !!! و أياديهم الطويلة المأجورة مرتزقة الفضائيات شيئا إلا أن نقول لهم أن ما تفعلونه لن يتم لأنكم فى النهاية أصحاب نظرة قاصرة لتطور المجتمعات التى تنزع إلى المدنية بما يتناسب و الشرع بوسطيَّة لا بتطرف !!! و أكرر أن كلام ابن قيم الجوزية فى كتابه المذكور " الجواب الكافى لمن سأل عن الدواء الشافى " مفكك و غير مترابط و قد أورد أحاديث و ما شرحها بل أخذ يخبط خبط عشواء من هنا و من هناك و ما راعى العناوين التى يكتب تحتها موضوعه أو يورد الحديث مراعاة لمنهج علمي لإن من الثابت علميا فى كتابة الأبحاث أو الأفكار أن المؤلف إذا انتقل إلى عنوان فهو بذلك قد انتقل إلى فكرة أخرى أو جزئية أخرى فى بحثه أو مقاله و هذا ما لم يفهمه الجهال الذين قالوا إن ابن قيم الجوزية شرح الأحاديث فى الصفحات التالية و أنا أقول لهم ما شرح شيئا فهم يريدون ان يُكتب الحديث أو الأية فى صفحة " 1 " مثلا و الشرح و التفسير يأتى فى صفحة " 20 " هل هذا يقول به عاقل ؟!!! هل هذا إسلوب علمى متناسق و متسلسل الأفكار أم أن الكاتب مشتت الفكر و شتت ذهن القارىء ... و إلى الدليل الفعلى من الكتاب نفسه الكتاب طبعة 2002 م الطبعة الأولى و هى لابن قيم الجوزية و غير مُحققة " نسخة أصلية "
[ النصوص من الكتاب ]
[ نقد و دراسة و تحقيق ]
و الكتاب يبدأ من الصفحة " 5 " تحت عنوان " لكل داء دواء " أورد حديث " ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء " و حديث " لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الدء برأ بإذن الله " و حديث " أن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه و جهله من جهله " و فى رواية " إن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء أو دواء إلا داء واحدا قالوا يا رسول الله ما هو ؟ قال الهرم " و انتهت الصفحة رقم " 5 " بدون أى شروح لأى شيىء !!! و فى الصفحة رقم " 6 " بدأ تحت عنوان " دواء العى السؤال " فقال ما نصه " و هذا يعم أدواء القلب و الروح و البدن و أدويتها و قد جعل النبى صلى الله عليه و سلم الجهل داء و جعل دواءه سؤال العلماء " ثم أورد الحديث " خرجنا فى سفر فأصاب رجلا منا حجر فشجه فى رأسه ثم احتلم فسأل أصحابه فقال هل تجدون لى رخصة فى التيمم قالوا ما نجد لك رخصة و أنت تقدر على الماء فاغتسل فمات فلما قدمنا على النبى صلى الله عليه و سلم أخبر بذلك فقال قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذ لم يعلموا فإنما شفاء العى السؤال إنما كان يكفيه أن يتيمم و يعصر - أو يعصب – على جرحه خرقة ثم يمسح عليها و يغسل سائر جسده ".... فأخبر أن الجهل داء و أن شفاؤه السؤال.... بالله عليكم يا من تقرأون هذا المقال هل هذا هو جواب أو شرح لحديث " ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء "؟! فهو لا يمت للحديث بصلة انما موضعه فى باب التيمم او باب المغازى و السفر بل و العجيب فى الامر عند ابن قيم الجوزية انه يقدح فى الصحابة رضى الله عنهم وو صفهم بالجهل لانهم لم يعلموا فقتلوا الرجل و جعل الرسول صلى الله عليه و سلم يدعوا على الصحابة لمَّا قال " قتلوه قتلهم الله " و اتهم ابن قيم الجوزية و مهابيله الصحابة رضى الله عنهم منذ قرون بالجهل لمَّا ذيَّل الفقرة بكلمة لا تنطبق على الصحابة رضى الله عنهم فقال ما نصه " فأخبر أن الجهل داء و أن شفاءه السؤال "!!! و الحق انهم لمَّا قالوا للرجل ما نجد لك رخصة فاغتسل فمات لا يوصفوا بالجهل و انما ربما ان راوى الحديث سيدنا جابر بن عبد الله رضى الله عنهما الذى كان مع الناس فى السفر هو من أعلام الصحابة رضى الله عنهم و ربما لم يكن حاضرا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم لما أباح التيمم لعدم وجود الماء أو لأصحاب الاعذار و لم يبلغه حديث التيمم فى الفترة التى سافر فيها مع هؤلاء الناس و هو وارد لأنه لو سمع حديث التيمم لكان اول الناصحين للرجل المريض صاحب العذر بعدم استعمال الماء... و أما دعاء النبى صلى الله عليه و سلم بلا مبتدا و لا منتهى " قتلهم الله " كلمة تخرج وقت الغضب او تجرى عند العرب مجرى العادة و الدليل [ " حدثنا محمد قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا مروان بن معاوية حدثنا يزيد عن ابى حازم عن ابى هريرة قال قيل يا رسول الله ادع الله على المشركين قال انى لم ابعث لعانا و لكن بعثت رحمة "] صحيح فى الادب المفرد و قال الشيخ الالبانى صحيح سند الحديث... و ايضا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [" يا ام سليم أما تعلمين انى اشترطت على ربى فقلت انما انا بشر ارضى كما يرضى البشر و اغضب كما يغضب البشر فأيما احد دعوت عليه من امتى بدعوة ليس لها بأهل ان تجعلها له طهورا و زكاة و قربة تقربه بها منك يوم القيامة " ] صحيح فى صحيح و ضعيف الجامع الصغير...بتخريج السيوطى " حم م " عن أنس... بتحقيق الالبانى صحيح فى صحيح الجامع... هذه هى أخلاق رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدا و لا منتهى لا يلعن ابدا
و لكن نستنبط من هذا الحديث أشياء مهمة جدا تفيدنا فى عصرنا المعاصر - أولا-أن عدم العلم الكافى يؤدى الى التشدد فى الدين و التشدد بدون تأويل و مرونة ضيَّع نفس فمات الرجل الذى احتلم و قد ضيَّعوه من هم على شاكلة ابن قيم الجوزية و مهابيله اليوم من المتعصبين الوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات الذين يعملون بالنصوص دون تأويل لكى تناسب عصورنا فضيَّعوا المسلمين اليوم حتى صرنا فى ذيل الأمم - ثانيا - أنهم لم يعملوا عقولهم بالتفكير السليم فمات الرجل بدون قصد منهم فالخوف من الاجتهاد أو إفتائهم بغير علم أوقعهم فى مغبة القتل - ثالثا - دعاء الرسول صلى الله عليه و سلم عليهم " قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذ لم يعلموا فإنما شفاء العى السؤال " لا يسير حكمها على الذى لا يعرف ووقع فى خطأ و يقع حكمها على الذى يعرف و يتشدد و هى لعنة تصيب من يتمسك بحرفية النصوص و يتعمد أن يبتعد عن روحها أى " النصوص " لإن الذين لم يجتهدوا قتلوا الرجل .... و هى وصمة عار على جبين كل جاهل و كل مجنون فى عصرنا المعاصر لا يجتهد و لا يفكر مثلما يفعل وهابية اليوم الذين يطلقون على أنفسهم السلفيين بدون علم و هم بعيدون عن السلف الصالح و أهل السنة تماما و الأشر منهم صبيانهم و أبواقهم مرتزقة الفضائيات الذى يبيعون الفتاوى و يقبضون الألاف المؤلفة فى الحلقة الواحدة من الإعلانات و الإتصالات التيليفونية!! مثل الفرِّيسيين و الكهنة فى زمان موسى و عيسى عليهما الصلاة و السلام و بائعوا صكوك الغفران من القساوسة ايام محاكم التفتيش فى العهد الظلامى فى أوروبا و الاشرّ من هؤلاء اتباعهم من عوام الناس الذين عبدوهم و اعتبروهم رموزا للاسلام و شيوخا يؤخذ منهم العلم و لا يرد كأنهم أنبياء!!! و قد عالجنا مسألة الرموز الدينية فى مقالنا " الرموز الدينية : مصطلح خاطىء " من كلام ابن قيم الجوزيَّة الخطأ فى هذه الفقرة بأنه قال " و هذا يعم أدواء القلب و الروح و البدن و أدويتها " هل ابن قيم الجوزية سيعالج الروح و يجعلها فى مصاف امراض الجسد كالقلب و المخ و العينين ؟! { و يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى و ما أؤتيتم من العلم إلا قليلا } [ الاسراء - 85 - ] ....و كتب ابن قيم الجوزية فى الصفحة رقم " 6 " تحت عنوان " القرآن شفاء" ما نصه " و قد أخبر سبحانه عن القرآن شفاء فقال تعالى " و لو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آيته أأعجمى و عربى قل هو للذين أمنوا هدى و شفاء " " فصلت - 44 -" و قال " و ننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين " " الاسراء - 82 -" و " من " ها هنا لبيان الجنس لا للتبعيض فإن القرآن كله شفاء كما قال فى الاية المتقدمة فهو شفاء للقلوب من داء الجهل و الشك و الريب فلم ينزل الله سبحانه و تعالى من السماء شفاء قط أعم و لا أنفع و لا أعظم و لا أنجع فى ازالة الداء من القرآن و قد ثبت فى الصحيحين من حديث و هو فى الصفحة رقم " 7 " عن ابى سعيد قال " انطلق نفر من أصحاب النبى صلى الله عليه و سلم فى سفرة سافروها حتى نزلوا على حى من احياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلدغ سيد ذلك الحى فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بعضهم لو اتيتم هؤلاء الرهط الذين الذين نزلوا لعله ان يكون عند بعضهم شيء فأتوهم فقالوا يا ايها الرهط ان سيدنا لدغ و سعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء فهل عند أحد منكم من شيء فقال بعضهم و الله إنى لأرقى و لكن و الله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لى جُعلا فصالحوهم على قطيع الغنمم فانطلق يتفل عليه و يقرأ " الحمد لله رب العالمين " فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشى و ما به قلبة فأتوهم جُعلهم الذى صالحوهم عليه فقال بعضهم اقتسموا فقال الذى رقى لا نفعل حتى نأتى النبى صبى الله عليه و سلم فنذكر له الذى كان فننظر ما يأمرنا فقدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكروا له ذلك فقال و ما يدريك أنها رقيَة ؟ ثم قال قد أصبتم إقتسموا و اضربوا لى معكم سهما "... ثم عقب بقوله بما نصه " فقد أثر هذا الدواء فى هذا الداء و أزاله حتى كأنه لم يكن و هو أسهل دواء و أيسره و لو أحسن العبد التداوى بالفاتحة لرأى لها تأثيرا عجيبا فى الشفاء و مكثت بمكة مدة يعترينى أدواء و لا أجد طبيبا و لا دواء فكنت أعالج نفسى بالفاتحة فأرى لها تأثيرا عجيبا فكنت أصف ذلك لمن يشتكى ألما فكان كثير منهم يبرأ سريعا " !!!! بالله عليكم هل هذا جهل و تكاسل عن البحث عن الطبيب أم تواكل و هل هذا ممَّا يفعله أى عاقل اليوم يقرأ على نفسه القرآن و لا يذهب للطبيب ؟! و هل هذا هو شرح لحديث " ما انزل الله داء الا انزل له شفاء " ؟! ثم هل العلاج بالقرآن يتيسر لكل الناس ؟!و لطالما الأمر كذلك فلماذا خلق الله تعالى الدواء ؟! و هل كل الناس عندهم الشفافية الكاملة للإنسجام مع القرآن الكريم ؟! و هل هذا الحديث حُجة برأسه فى العلاج الأن فى عصرنا المعاصر بل و فى زمن ابن قيم الجوزية الذى تناقض مع نفسه !!! فهو يرقى نفسه بالفاتحة و لا يذهب لطبيب و هذا مناقض لمفهوم الحديث الذى اورده " ما انزل الله داء الا انزل له شفاء " يعنى بالطب و على يد طبيب و بعلاج غير القرآن و هذا هو المفهوم من الحديث و هل قراءة القرآن تشفى من الصداع و نزلات البرد و الحمى و فقر الدم و هشاشة العظام و الخشونة فضلا عن السرطان و الكبد و الجلطات و المخ و صمامات القلب و غيرها !!! غباء ما بعده غباء... فالقرآن كلام الله تعالى المتعبد بتلاوته الى يوم القيامة فى المقام الأول سواء كان يشفى الامراض أم لا لأنه كلام الله تعالى خرج منه فهو مقدس منزه فى ذاته عن أى شيء و لكن ابن قيم الجوزية و مهابيله اليوم من الوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و اتباعهم الجهال نزلوا به أى " القرآن الكريم " إلى الحضيض و من هنا كثر الجهل بين المسلمين و التواكل و انتشر الدجل و الذهاب إلى العرافين و المنجمين و انتشر الجدل و اللغط و فتحت الأبواب للجهلاء فى القرآن الكريم حتى يقولوا برأيهم الخاطىء فى القرآن الكريم بغير علم بل و يشحذون بالقرآن الكريم و يأكلوا به و لا حول و لا قوة إلا بالله تعالى !!! و ابن قيم الجوزية جَانبه الصواب فى هذا الأمر و الوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و أتباعهم الجهال عليهم الوزر لأنهم كانوا أبواق تضخم هذا الهراء و هم السبب الأول و المباشر فى تأخر المسلمين... و الدليل الأخر من الحديث الصحيح لماذا لم يرقى الرسول صلى الله عليه و سلم نفسه من السُم الذى أكله يوم خيبر؟! و هل كان الرسول صلى الله عليه و سلم لا يقرأ القرآن الكريم ؟! هل كان النبى صلى الله عليه و سلم يأكل حراما " فحاشا له صلى الله عليه و سلم " حتى لا يستجيب الله تعالى لدعائه بالشفاء ؟! هل كان مولانا و سيدنا الرسول صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى ليست عنده الشفافية الكاملة لكى يتفاعل مع القرآن أو لا يتفاعل القرآن معه ؟! هل كان الرسول صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى غير مقبل على الله تعالى بجمعيته حتى يُرد دعائه و لا يستجيب الله تعالى له بالشفاء ؟!!! علما بأنه صلى الله عليه و سلم مات فى عام 11 هجريا عند بعض العلماء و خيبر كانت فى عام 7 هجريا أى توفى النبى صلى الله عليه و سلم بعد ان أكل السم فى خيبر بأربع سنين... أليس فى هذه المدة الطويلة كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعى ربه عز و جل و يلجأ إليه ؟! بالطبع نعم ما فى هذا شك أبدا... إذن فلماذا لم يرقى نفسه من السُم و هو صاحب صيدلية الطب النبوى و الذى أوحَىَ الله تعالى له بالقرآن الكريم و السنة النبوية المطهرة ؟! [ " عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : يا عائشة ما أزال اجد ألم الطعام الذى أكلت بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهرى من ذلك السم " ] صحيح بتخريج السيوطى " خ " عن عائشة..صحيح فى... صحيح و ضعيف الجامع الصغير...بتحقيق الالبانى صحيح فى.. صحيح الجامع...و من المعلوم علميا و طبيا ان الشخص المسموم لا يموت فجأة إنما تظهر عليه أمارات الإرهاق و انقطاع النفس و العرق الشديد و الدوار و عدم التركيز و الإعياء المصاحب للألم و كل هذا يأخذ وقتا و بالطبع هذا ما حدث للصحابى الجليل بشر بن البراء بن معرور فى خيبر مع النبى صلى الله عليه و سلم و السؤال هو... لماذا لم يرقه النبى صلى الله عليه و سلم ؟! و مات سيدنا بشر بن البراء بن معرور رضى الله عنه متأثرا بالسم !!! ... [ " حدثنا احمد بن حنبل حدثنا ابراهيم بن خالد حدثنا رباح عن معمر عن الزهرى عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أمه أم مبشر قال أبو سعيد بن الأعرابى كذا قال عن أمه و الصواب عن أبيه عن أم مبشر دخلت على النبى صلى الله عليه و سلم فذكر معى حديث مخلد بن خالد نحو حديث جابر قال فمات بشر بن البراء بن معرور فأرسل إلى اليهودية فقال ما حملك على الذى صنعت فذكر نحو حديث جابر فأمربها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقتلت و لم يذكر الحجامة " ] صحيح فى سنن أبى داود... فماذا يقول الوهابييون السلفييون و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و اتباعهم الجهال فى كل عصر و مصر ؟! هل هذه الاحاديث خاطئة أو بها كذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟! أم أنهم لا يعرفون كيف يفسرونها للناس ؟! و أيضا لماذا لم يرقى الرسول صلى الله عليه و سلم نفسه لمَّا سحره اليهودى لبيد بن الأعصم ؟! [" أخبرنا هناد بن السرى عن أبى معاوية عن الأعمش عن بن حيان يعنى يزيد عن زيد بن أرقم قال سحر النبى صلى الله عليه و سلم رجل من اليهود فاشتكى لذلك أياما فأتاه جبريل عليه السلام فقال إن رجلا من اليهود سحرك عقد لك عقدا فى بئر كذا و كذا فأرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستخرجوها فجىء بها فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم كأنما نشط من عقال فما ذكر ذلك لذلك اليهودى و لا رأه فى وجهه قط "] صحيح فى سنن ابن ماجه و قال الشيخ الالبانى صحيح الإسناد...و الرواية من طريق آخر عن[ " عائشة رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه و سلم سُحر حتى ليخيل إليه أنه يفعل الشيء و ما يفعله و أنه قال لها ذات يوم أنه آتاه مَلكان فجلس أحدهما عند رأسه و الأخر عند رجليه فقال أحدهما للأخر ما باله قال مطبوب " مطبوب أى مسحور " قال من طبه قال لبيد بن الأعصم قال فيم قال فى مُشط و مُشاطة فى جُف طلعة ذكر فى بئر ذروان " ] رواه البخارى و مسلم و احمد و اللفظ له و الجُف قشر الطلع و غشاؤه و ذروان بضر فى منازل زريق بالمدينة..... قال ابن القيم فى " زاد المعاد " باختلاف يسير " و قد أنكر هذا طائفة من الناس و قالوا لا يجوز هذا عليه و ظنوه نقصا و عيبا و ليس الأمر كما زعموا بل هو من جنس ما كان يؤثر فيه صلى الله عليه و سلم من الأسقام و الأوجاع و هو مرض من الأمراض و إصابته به كإصابته بالسُم لا فرق بينهما " أليس هذا تناقض فى كلام ابن قيم الجوزية و مهابيله اليوم الذين يؤمنون بكلامه إيمان أعمى ؟! و الدليل على التناقض فى الصفحة رقم " 7 " من كتاب " الجواب الكافى لمن سأل عن الدواء الشافى " قال ما نصه " و لكن هنا أمر ينبغى التفطن له و هو أن الأذكار و الأيات و الأدعية التى يُستشفى بها و يرقى بها هى فى نفسها نافعة شافية و لكن تستدعى قبول المحل و قوة همة الفاعل و تأثيره فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل او لعد قبول المنفعل أو لمانع قوى فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء كما يكون ذلك فى الأدوية و الأدواء الحسية فإن عدم تاثيرها قد يكون لعدم قبول الطبيعة لذلك الدواء إذا أخذت الدواء بقبول تام كان انتفاع البدن به بحسب ذلك القبول فكذلك القلب إذا اخذ الرقى و التعاويذ بقبول تام و كان للراقى نفس فعالة و همة مؤثرة أثر فى إزالة الداء "... و الأن أقول لكم أيها الوهابيين السلفيين الجهال و لصبيانكم مرتزقة الفضائيات و الاتباع الصغار الجهال أقول لكم هل هناك نفس أصفى و أتقى و أنقى و أطهر من سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى لعدم قبول جسده للدواء أو الرقى ؟! كيف يرقى الرجل كما فى الحديث سيد ذلك الحى من أحياء العرب بجُعل و هو لا يدرى أنها رقية كما قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم فى الحديث " و ما يدريك إنها رقية " فيشفى سيد ذلك الحى اللديغ و ما يرقى رسول الله صلى الله عليه و سلم نفسه ؟! و كيف يرقى ابن قيم الجوزية نفسه بالفاتحة و لا يرقى نفسه صاحب الرسالة صلى الله عليه و سلم من السحر المعقود له على يد اليهودى لبيد بن الاعصم بل و يموت متاثرا بالسم الذى أكله فى خيبر ؟! ألم يقل ابن قيم الجوزية إن القرآن أنجع علاج ؟! هل هذا هو شرح حديث " ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء " ؟! خلط عجيب و تناقض رهيب و لن نطيل فى هذه الفقرة أكثر من ذلك كما قال ابن قيم الجوزية فى الصفحة رقم " 8 " تحت عنوان " الدعاء يدفع المكروه " ما نصه " و كذلك الدعاء فإنه من أقوى الأسباب فى دفع المكروه و حصول المطلوب و لكن قد يتخلف عنه أثره إمَّا لضعفه فى نفسه بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان و إمَّا لضعف القلب و عدم إقباله على الله و جمعيته عليه وقت الدعاء فيكون بمنزلة القوس الرخو جدا فإن السهم يخرج منه خروجا ضعيفا و إمَّا لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام و الظلم و رين الذنوب على القلوب و استيلاء الغفلة و السهو و اللهو و غلبتها عليها كما فى مستدرك الحاكم من حديث ابى هريرة عن النبى صلى الله عليه و سلم قال " ادعوا الله و انتم موقنون بالإجابة و اعلموا أن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه ".... كما استشهد بحديث " أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا و إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال " يا أيها الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا إنى بما تعملون عليم " ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه للسماء يا رب يا رب و مطعمه حرام و مشربه حرام و ملبسه حرام و غذى بالحرام فأنى يستجاب لذلك ".... و انا اسأل لماذا مات الأتقياء بالأمراض الفتاكة لقد مات سيدنا سعد بن معاذ متأثرا بجراحه و ظل ينزف حتى مات و هو من الصحابة رضى الله عنهم ألم يكن يستطيع أن يقرأ القرآن أو يدعوا الله سبحانه و تعالى ؟! و كذلك سيدنا سعد بن ابى وقاص رضى الله عنه الذى كان مستجاب الدعوة مات متأثرا ببثور و دمامل امتلأ بها جسده حتى إنه كان يدير موقعة القادسية من فوق سطح عالٍ و هو منبطح على بطنه و صدره لأنه كان لا يستطيع الجلوس فلماذا لم يرقى نفسه بالقرآن أو يدعوا الله تعالى فيستجيب له ؟! و التناقض عند ابن قيم الجوزية واضح جدا فلطالما أنه يعلم أن الدعاء يُرد بسبب عدم التقوى و الأكل الحرام فلماذا يجعله اساس لحياة الإنسان فهل هناك إنسان لا يخطىء كل يوم ؟! أم أنه يخاطب ملائكة تمشى على الارض ؟! و ما بال الصحابة الأطهار الأبرار رضى الله عنهم ماتوا متأثرين بالأمراض و الجروح ؟ !!! أو لم يقرأ حديث له من الأهمية بمكان يدل على الرحمة و أن الله تعالى غير محتاج لخلقه و إنما لو استغفروا بلسانهم و بدون أى عنت فإن الله تعالى سيغفر لهم [" حدثنا على بن محمد حدثنا وكيع عن الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله تبارك و تعالى من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها و أزيد و من جاء بالسيئة فجزاء مثلها أو أغفر و من تقرب منى شبرا تقربت منه ذراعا و من تقرب منى ذراعا تقربت منه باعا و من أتانى يمشى آتيته هرولة و من لقينى بقراب الأرض خطيئة ثم لا يشرك بى شيئا لقيته بمثلها مغفرة "] صحيح فى سنن ابن ماجة... و قال الشيخ الألبانى صحيح سند الحديث... و كذلك [ " عن انس رضى الله عنه أن النبى قال كل ابن آدم خطاء و خير الخطائين التوابون "] حديث حسن فى صحيح الترغيب و الترهيب رواه الترمذى و ابن ماجة و الحاكم كلهم من رواية على بن مسعدة عن قتادة و قال الحاكم صحيح الإسناد.... هذه احاديث تدل على الرحمة و المغفرة و فرحة الله تعالى بتوبة العبد إذا تاب و أناب فلماذا يريد ابن قيم الجوزية ان يجعل من الدعاء مشكلة و هو أسهل شيء يستطيع العبد أن يفعله و تناسى ابن قيم الجوزية و مهابيله اليوم كلهم بلا استثناء و هم يهزون رؤسهم طربا من كلامه المتناقض أن الدعاء لا يُرد مع التوبة و استغفار العبد ايضا { و ما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم و ما كان الله معذبهم و هم يستغفرون } [ الانفال - 33 - ] و كيف لمن يكتب فقرة بعنوان " الدعاء يدفع المكروه " ثم هو يورد اسباب عدم استجابة الدعاء و يستشهد بأحاديث تدل على ذلك الأمر و من ضمن استشهاده قال " و ذكر عبد الله بن الأمام أحمد فى كتاب " الزهد " لأبيه... أصاب بنى اسرائيل بلاء فخرجوا مخرجا فأوحى الله عز و جل إلى نبيهم أن أخبرهم أنكم تخرجون إلى الصعيد بأبدان نجسة و ترفعون إلىَّ أكفا سفكتم بها الدماء و ملأتم بها بيوتكم من الحرام الأن حين اشتد غضبى عليكم و لن تزدادوا منى إلا بعدا "... و قال ابو ذر يكفى من الدعاء مع البر ما يكفى الطعام من الملح " انتهى كلام ابن قيم الجوزية ... اولا... أن هذا الأثر عندى غير صحيح لأنه يتنافى مع القرآن الكريم عملا بالقاعدة الأصولية التى تقول " إذا تعارضت الأية و الحديث فقدم الأية على الحديث " و هو الأولى و لأن هذا الأثر من الأمم السابقة التى لا يجوز الإستشهاد به فى زمان الاسلام لأنه يتعارض مع الأية التى تقول { و الذين اذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم و من يغفر الذنوب إلا الله و لم يصروا على ما فعلوا و هم يعلمون }[ آل عمران - 135 - ] و كذلك يتعارض مع الأية الشريفة { قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم } [ الزمر - 53 - ] و لأن هذا الأثر الذى أورده ابن قيم الجوزية يتعارض مع الحديث الصحيح [ " لمَّا قضى الله الخلق كتب فى كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتى غلبت غضبى " ] صحيح فى صحيح و ضعيف الجامع الصغير بتخريج السيوطى " حم ق " عن أبى هريرة... بتحقيق الألبانى صحيح فى صحيح الجامع... " قلت و هو و متفق عليه فى مشكاة المصابيح " و هذا دليل على ضعف هذا الأثر من النقل و بالنسبة للدليل العقلى لماذا لا يقبل الله تبارك و تعالى توبة التائب فى أى زمان و مكان هل الله تبارك و تعالى محتاج لتوبة العبد أم سيعامله معاملة الند ؟! و هذا دليل قوى ايضا [ " أن رجلا قتل تسعة و تسعين نفسا ثم عرضت له التوبة فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فآتاه فقال أنه قتل تسعة و تسعين نفسا فهل له من توبة فقال لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل من توبة فقال نعم و من يحول بينه و بين التوبة إنطلق إلى قرية كذا و كذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم و لا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة و ملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله تعالى و قالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك فى صورة آدمى فجعلوه بينهم فقال قيسوا بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو لها فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التى أراد فقبضته ملائكة الرحمة " ] صحيح فى صحيح و ضعيف الجامع الصغير بتخريج السيوطى " حم م ه " عن أبى سعيد... بتحقيق الألبانى صحيح فى صحيح الجامع.. " و قلت صحيح فى سنن ابن ماجة و متفق عليه فى مشكاة المصابيح و صحيح فى صحيح الترغيب و الترهيب و صحيح فى السلسلة الصحيحة ".... قلت ايضا إن هذا الاثر الذى أورده ابن قيم الجوزية نقلا عن كتاب " الزهد " الإمام أحمد غير صحيح لأنه يتنافى مع الحديث الصحيح [ " حدثنا الحكم بن نافع قال اخبرنا شعيب عن الزهرى قال فأخبرنا سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : جعل الله عز و جل الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة و تسعين و أنزل فى الأرض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه " ] صحيح فى الأدب المفرد و قال الألبانى صحيح سند الحديث... " قلت أنا و الحديث صحيح فى سنن ابن ماجة و صحيح فى صحيح و ضعيف الجامع الصغير ".. و التناقض و الخلط الواضح أن ابن قيم الجوزية قال فى الصفحة رقم " 9 " ما نصه " و قال أبو ذر يكفى من الدعاء مع البر ما يكفى الطعام من الملح " و انا أسئل هل كان هذا الرجل ينقل من شخص بلا وعى فلطالما يستشهد بحكمة أبى ذر الغفارى بأن الدعاء يحتاج لقليل من التقوى و البر لان الله تعالى سوف يستجيب فلماذا يخرج عن النص و يتكلم عن عدم استجابة الله تعالى للدعاء فى هذا الموضع و يأتى بأثر يدل على عدم استجابة الله تعالى لدعاء المستغفر أو التائب ؟! و كأنه لا يفهم ماذا يريد!!! و الأثر الذى أورده ابن قيم الجوزية غير صحيح لإنه فى الأمم السابقة استجاب الله تعالى لهم { و نوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له و نجيناه و أهله من الكرب العظيم }و هى فى حق نوح عليه السلام و هو من أقدم الأنبياء على وجه الأرض [ الأنبياء -76 - ] فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر و آتيناه أهله و مثلهم معهم رحمة من عندنا و ذكرى للعابدين } [ الأنبياء - 84 - ] و هى فى حق أيوب عليه السلام و هو من أنبياء العهد القديم فى بنى اسرائيل { فاستجبنا له و نجيناه من الغم و كذلك ننجى المؤمنين } [ الأنبياء - 88 - ] و هى فى حق يونس بن متى عليه السلام و هو من أنبياء العهد القديم فى بنى اسرائيل { و إذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى و ليؤمنوا بى لعلهم يرشدون } [ البقرة - 186 - ] و لفظة " عبادى " عامة فالكل عبد لله تعالى مسلمهم و كافرهم سواء شاءوا أم رفضوا { فاستجاب لهم ربهم إنى لا أضيع عمل عامل منكم بعضكم من بعض } [ آل عمران - 195 - ] و اللاجىء إلى الله تعالى بالتوبة هل هو يرده الله تعالى و اللجوء إليه افضل الأعمال و أشرفها على الإطلاق لافتقار العبد إلى الله تعالى الغنى الحميد... و لا أدرى ما معنى " أبدان نجسة " التى وردت فى الأثر الذى أورده ابن قيم الجوزية فهو يتنافى مع صحيح الحديث الذى يقول [ " حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن مسعر عن واصل عن أبى وائل عن حذيفة أن النبى صلى الله عليه و سلم لقيه فأهوى اليه فقال أنى جُنب فقال إن المسلم لا يُنجس " ] صحيح سنن ابى داود و قال الشيخ الألبانى صحيح سند الحديث... " قلت و الحديث صحيح فى إرواء الغليل و صحيح فى صحيح و ضعيف الجامع الصغير و صحيح فى سنن ابن ماجة و صحيح فى سنن النسائى و صحيح فى جامع الترمذى و صحيح فى مشكاة المصابيح من البخارى و مسلم و صحيح فى الثمر المستطاب و متفق على صحته فى تمام المنة...و هذا أيضا لا يعارض قوله تعالى { إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا و إن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم } [ التوبة - 28 - ] لأن النجاسة هنا ليست نجاسة الأبدان و إنما نجاسة الإعتقاد لمَّا حرَّفوا اليهود و النصارى كتبهم تنجس اعتقادهم و أيضا الكافر و المشرك و غيرهم أنجاس الإعتقاد و ليس الأبدان...و لو شئنا بإذن الله تعالى أن نسير على هذا المنوال لنثبت عدم شرح أحاديث الشفاء عن ابن قيم الجوزية و أنه أورد أحاديث فى غير موضعها و لا تتناسب مع أحوال الواقع أبدا
[ نقد متن الكتاب ]
و لو شئنا بإذن الله تعالى أن نسير على هذا المنوال فى كتاب " الجواب الكافى لمن سأل عن الدواء الشافى " لمؤلفه ابن قيم الجوزية لنثبت عدم شرح أحاديث الشفاء و أنه أورد أحاديث لا تدل على الشرح بل أورد أحاديث فحسب و كذلك تختلف الأحاديث التى أوردها مع الأحوال التى حكى عنها مثل حديث قراءة الفاتحة على اللديغ فبرأ و كأنما نشط من عقال و هذا حديث اختلف اختلافا كلياً عن واقع حال النبى صلى الله عليه و سلم و الصحابة كما فى الحادثة التى مات فيها بشر بن البراء بن معرور رضى الله عنه متأثرا بالسم الذى أكله فى خيبر و لم يقرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم القرآن و لا دعا له بالشفاء ؟! بل و قد أكل النبى صلى الله عليه و سلم السم أيضا فى هذه الواقعة و فى الأحاديث الصحاح أنه مات متأثرا بهذا السم الذى أكله !! فلماذا لم يدعو لنفسه ؟! و لذلك فالأحاديث التى أوردها متضاربة مع الأحوال التى ذكرها بل إن ابن قيم الجوزية كما حكى عن نفسه أنه كان يقرأ على نفسه الفاتحة فيبرأ من مرضه أو وجعه !! و لكن لماذا لم يقرأ صاحب الرسالة الذى نزل عليه القرآن رسول الله صلى الله عليه و سلم القرآن لما سحره اليهودى ؟! كما أن ابن قيم الجوزية اتهم الصحابة رضوان عليهم بالجهل !! و ظل مهابيله على مدار قرون يقرأون ذلك و يقرون به بلا وعى كما فى حديث جابر بن عبد الله بن حرام رضى الله عنه و أرضاه الذى فيه أن الرجل الذى كان جرح فى رأسه ثم احتلم و سأل الذين كانوا معه فى السفر هل تجدون لى رخصة فى التيمم فقالوا لا نجد لك رخصة فى التيمم فاغتسل فمات فقال جابر بن عبد الله بن حرام رضى الله عنه فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم و أخبرناه الخبر أو كما فى الحديث " أخبر بذلك ".... إلى آخر الحديث فعلق ابن قيم الجوزية على الحديث فقال " فأخبر أى " رسول الله صلى الله عليه و سلم " أن الجهل داء و أن شفاؤه السؤال... و لم يتأدب مع الصحابى أو الصحابة الذين كانوا فى السفر مع الرجل ألذى احتلم فاغتسل فمات و على رأسهم جابر بن عبد الله بن حرام رضى الله عنه!! لأنه فى مصطلح الحديث أن الصحابة هم من رأوا رسول الله صلى الله عليه و سلم و حدثوه أو حدثوا عنه و هو حى و توسع بعض العلماء فقال لو صافح أو رأى أحد رسول الله صلى الله عليه و سلم أو صلى خلفه فهو صحابى... و كذلك لم يبين ابن قيم الجوزية ما المقصود بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم للصحابة كما فى الحديث " قتلوه قتلهم الله اذا لم يعلموا فإنما شفاء العى السؤال " و هذا دعاء من رسول الله صلى الله عليه و سلم صريح على الذين كانوا فى السفر فهل ابن قيم الجوزية شرح هذه المسالة أو وضحها ؟! هذه كلمة كانت تجرى على ألسنة العرب مجرى العادة مثلما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لمعاذ بن جبل رضى الله عنه و أرضاه " ثكلتك أمك يا معاذ " فهذا ليس بدعاء على الصحابى الجليل معاذ بن جبل رضى الله عنه و أرضاه و أنما كلمات تجرى على ألسنة العرب مجرى العادة و أحيانا تقال فى مواطن السرور و الابتهاج و الضحك أيضا كما أنها تأتى فى مواطن التأنيب و الدليل أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يدعوا على قومه و إنما أخر دعوته فى الشفاعة لأمته المرحومة ... و كذلك يدرج الروح مع النفس و البدن باحتياجها أى " الروح " للشفاء ؟؟!!و أخر ما نختم به مقالنا هو أن هذا الفكر الفج الذى تكلم به ابن قيم الجوزية و الذى يروج له و هو الفكر الإتكالى المتواكل المريض غير واقعى و غير سليم و الدليل من حاضرنا المعاش وواقعنا المعاصر أن أبو اسحاق الحوينى الذى يطلق عليه أنصاره أسد السُنة و العلامة المحدث و أشياء من هذا القبيل لمَّا مرض و تعب و اشتد عليه المرض لم يُعالج فى مصر و إنما ذهب إلى ألمانيا أليس كذلك...نسألكم يا مهابيل ابن قيم الجوزية... لماذا لم يُعالج أبو إسحاق الحوينى بالدعاء ؟! فمن المؤكد أن طيلة سنين مرضه كان يدعوا لنفسه بالشفاء فهل كان دعاءه ضعيفا لا يخرج من قلبه لأبواب السماء ؟! أبدا كان دعاؤه قويا لأنه مريض... و هل كان لا يعبد الله تعالى و لم يحافظ على الصلوات حتى لا يستجيب الله تعالى له ؟! أبدا نحسبه يعبد الله تعالى لأنه داعية إسلامى على القرآن و السُنة و محدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم... هل كان الرجل يأكل حراما حتى لا يستجيب الله تعالى له ؟! أبدا فهو يتقاضى أجر مثلا على الدروس التى يقولها فى القنوات الوهابية السلفية يعنى له أجر نظير عمل... و مع ذلك ذهب إلى بلاد الكفار و هذا- تعبيره عن الغرب - ليُعالج عندهم !! و لماذا لم يُعالج بحبة البركة ؟! أليست فيها شفاء من كل داء ؟! و كذلك لماذا لم يُعالج بالمسواك ؟! و لماذا لم يُعالج بعسل النحل ؟! أليس عسل النحل به شفاء ؟! و رجل فى مقام و قامة أبو إسحاق الحوينى عنده من يأتيه بعسل النحل الأصلى الغير مغشوش... و لماذا لم يرقى نفسه بالرقية الشرعية ؟! و لماذا لم يُعالج بالتمر ؟! و لماذا لم يُعالج بالحجامة ؟! و أخيرا لماذا لم يُعالج بالقرآن الكريم ؟! و من الطبيعى أنه قد جرب فى رحلة المرض كل هذه الأشياء و الوسائل فلم يشفىَ بها و فى النهاية استقر العزم على السفر إلى ألمانيا بلاد الكفر و الصليب ليُعالج هناك... و قد سمعته يقول إنى قد تعالجت على أيدى أطباء مسلمين... و هذا هروب من الواقع و خداع للسامع و المشاهد لماذا ؟! معذرة سأتكلم بإسلوبه هو لو كان يتكلم عن شخص أخر لإنه " بنفس المكيال الذى تكيلون يُكال لكم به "... لإنه خرج من مصر التى هى دار إسلام و لم يرض بقضاء الله تعالى و قدره إلى دار كفر و هى ألمانيا معقل الصليب بلادا يُسبُّ فيها الله تاعلى و رسوله صلى الله عليه و سلم فى كل لحظة و أيضا تعين الكفار و المشركين على بلاد الإسلام و المسلمين و ربما تحرض على غزو بلاد المسلمين سرا حتى و لو بدت فى الظاهر أنها دولة صديقة كما أن المعاجة على أيدى أطباء مسلمين فى دار كفر ليس خروجا من المأزق و لكن المشكلة تكمن فى أليس العلاج تم فى مستشفى يملكها الكفار ؟! و بُنيت بأيدى الكفار ؟! و كل ما فيها من أدوات علاجية صنعها الكفار ؟! و الأطباء المسلمين الذين عالجوه سواء كانوا مصريين أو عرب أو ألمان مسلمين ألم يتعلموا من علوم الطب الذى نجح فيها الكفار ؟! أليس المشرفين و المديرين فى المستشفى هم من الكفار ؟! أليس العلاج الذى يسبب الشفاء ألم يُزرع و يُصنع و فى بلاد الكفار و بأيدى كفار ؟! أليس الطعام المأكول هناك من زراعة و صناعة أيدى الكفار ؟! أليس وسائل المواصلات الذى تنقل بها من صنع الكفار ؟! كل هذه تساؤلات فلماذا التشدد من الوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و جمهورهم من العوام ؟!
كتبت هذا المقال فى القاهرة \ سبتمبر \ ليلة الأحد 11 \ 9 \ 2011 م الساعة 40و3 فجرا
جمال الشرقاوى \ صحفى \ وكالة أنباء مصر