الانقلابات الشعبية فى البلاد العربية
قراءة فى ثورات الشعوب العربية المعاصرة
[1]
الساحة العربية بشكل عام
رؤية تحليلية بقلم \ جمال الشرقاوى \
منذ ان قامت الشعوب بثورات شعبية او قل انقلابات شعبية على الحكام الظالمين و اعوانهم المقربين كبارا و ضغارا تطالب بالحرية و العدل و تكافؤ الفرص و تطالب بالعمل و الكرامة و الخبز و و ذلك مطلب مشروع و طبيعى و هو عين العدل و الرحمة الذى كان من المفروض ان يقوم به هؤلاء الرؤساء " الدُمْى ِ" فى كل البلاد العربية بداية بالعميل حسنى مبارك فى مصر و زين العابدين بن على فى تونس و على عبدالله صالح فى اليمن و مرورا بالقذافى فى ليبيا و انتهاءا ببشار الاسد فى سوريا كانوا من الواجب عليهم ان ينظروا فى امر شعوبهم و العمل على راحتهم لا ارهاقهم و الاتفاع بمستور رفاهيتهم و رخائهم لا اذلالهم كل هذا كان من المفروض و الواجب ان يحدث منهم فى اثناء فترة ولايتهم المشروعة ايام كانت الشعوب تصفق لهم و تهتف بحياتهم قبل الانقلابات و الثورات الحادثة عليهم و اسقاطهم و لكن هؤلاء الرؤساء " الدُمْى " للاسف تجاهلوا مصالح شعوبهم الداخلية و الخارجية و لمَّا لم يقوموا بحركات اصلاحية و لا عدلوا بين الرعية و لا رحموا البلاد من الدمار و لا العباد من الهلاك و ظلوا قابعون فى الساطة و الحكم بغير رضا شعوبهم بل و اذلوا شعوبهم و رفعوا عليهم الاسعار و تاجروا بأقواتهم و أموالهم و كذبوا عليهم و نافقوهم كثيرا فمن جراء ذلك كان حق على الشعوب ان تطيح بهؤلاء الرؤساء الجهال و ارباب السوابق و ترد لهم الاهانة بمكيالين و هنا لنا السؤال الا و هو : هل هى فعلا ثورات شعبية ام انقلابات شعبية ؟ و الجواب هو... اننا لو قلنا انها ينطبق عليها اسم الثورات الشعبية لجاز عليها هذا التعبير لما فى جوهر الثورة من رفض للظلم و الطغيان و حقد الحكام على الشعوب الفقيرة المحتاجة بل و لو كانت غنيَّة اى الرفض التام للجور بكل اشكاله شكلا و مضمونا و لو قلنا... انها تساوى معنى انلابات شعبية لجاز عليها ذلك المعنى ايضا فربما ينقلب العامل على سيده وولى نعمته لطالما اغراه احدا بذلك و كان الاغراء بالانقلاب مملؤ بالامانى العِذاب و يوافق هوى فى نفس من يريد الانقلاب على سيده و يضاف الى ذلك توافر الظروف التى تهيىء لمن يريد الانقلاب او الثورة ان ينقلب او يثور من ظلم و طغيان و غيره و تنقلنا هذه المقدمة الى سؤال اخر الا و هو : هل اغرىَ هذه الشعوب الثائرة المنقلبة على رؤسائها احد بذلك الامر و زينه لها ؟ و الجواب هو... ربما كانت هناك ايادى خفية لها يد فى ذلك و مصلحة يسميها المسؤولون " الاجندات الخارجية " و اهم هذه الايادى هى الايدى الامريكية الاسرائيلية و اسرائيل الصهيونية و هذه الايادى تساعد فى الخفاء و هى لا تبغى الثورة على الحكام الظالمين لنصرة الشعوب المغلوبة على امرها لوجه الله تعالى و لا تبغى ايضا من انقلابات الشعوب العربية على حكامها الظالمين العملاء تصحيح اوضاع سيئة و استبدالها بأوضاع حسنة انما كانت تبغى الفتن و تريد الفوضى و تخطط ايضا بخبث عظيم لانقلاب الجيوش العربية على الشعوب العربية و هو ما لن يُحمد عُقباه و قد رضى الله تعالى الى الان عن شعب مصر و تونس اذ نجوا من هذه المؤامرة او هذه الجزئية فى المخطط الذى يهدف الى تفتيت و تقسيم الوطن العربى الاسلامى حتى يسهل القضاء عليه و من ثم ابتلاعه كقرص اسبرين كما حدث للاسف فى السودان الشقيق و لكن الدول التى وقعت فى هذه الجزئية و يُنفذ فيها المخطط كاملا ووقعت فى الفتنة كلها هى ليبيا و اليمن و سوريا فقد تلوثت فيها الجيوش العميلة الغادرة بدماء الشعوب البريئة المغلوبة على امرها و هنا تعقد الامر و صارت هذه البلاد بحورا من الدم و هو ثأر لن ينتهى الا بخراب البلاد حتى و لو انتصرت الشعوب فى النهاية و من ناحية اخرى فقد تخلت امريكا عن عملائها و رجالها فى سوريا و اليمن و ليبيا و ايضا مصر و تونس و لكن عدم اهتمامها بسوريا و ليبيا و اليمن كان له دوىّ قوى لان العملاء الذين حاربوا شعوبهم فى هذه البلاد كانوا يتوقعون المدد من الخنزير الامريكى لنصرة صبيانه العملاء فى هذه الدول فإذا به لا يُلقى لهم بالا بل و يمارس عليهم دور السيد مع العبد و يرسل لجان حريات و لجان حقوق الانسان و كلها لجان مشبوهة طالما امريكية صهيونية او عربية تعتمد فى دعمها على الاموال الامريكية و الصهيونية و ايضا يتدخل الخنزير الامريكى الصهيونى تدخلا سافرا بالقوات العسكرية فى شئون هذه الدول التى ضاعت هيبتها و سقط رؤسائها الصبيان العملاء للخنزير الامريكى الصهيونى بل و يذيع منشورات اخبارية ينصح فيها هؤلاء الرؤساء العملاء بالانسحاب و ترك السلطة و الخنزير الامريكى الصهيونى لا يقصد نصيحة هؤلاء العملاء انما يقوم بفضحهم على الملأ لاستبعادهم و استبدالهم بأخرين !! و كان لهذه الممارسات من الدجال الامريكى و اللوبى الصهيونى من تحت المائدة اثارة و حرقا لاعصاب الرؤساء العملاء لان امريكا الذين ظلوا يخدمونها و باعوا الدين و الشعوب و الاوطان و باعوا انفسهم من اجلها و ظلت تستعبدهم كما استعبدت الذين من قبلهم الان تتركهم متوجين بالذل و العار للشعوب ليقتلوهم و الشعوب لابد منتصرة فى النهاية فانقلبوا الرؤساء العملاء على نظام الخنزير الامريكى الصهيونى الذى كانوا خدم له و كلاب فى بلاطه و هو التصرف الى لم يعجب السيد الخنزير الدجال الامريكى و الكلب الصهيونى لان الحقيقة " العين ما تعلاش على الحاجب " و ايضا من جهتهم ظل الخنزير الامريكى و الكلب الصهيونى يضغطون سياسيا بما لهم من قوة المال و الاعلام على هذه الانظمة العربية المسكينة العميلة التى يعرف الخنزير الامريكى و الكلب الصهيونى مدى قذاراتها لكى ترحل و بجانبهم ايضا كل الرؤساء العملاء الخونة المرفوضين المقبوحين و بذلك وقعوا بين شقىِّ الرحى بين الشعوب الغاضبة الثائرة المنقلبة من ناحية و بين الخنزير الامريكى و الكلب الصهيونى من ناحية اخرى و هنا نخلص الى سؤال هام الا و هو : اذا كانت الايدى الخفية وراء الثورات و الانقلابات العربية هم الخنزير الامريكى و الكلب الصهيونى فماذا كانت ادواتهم لاثارة الشعوب و اشعال الفتيل ؟ و الجواب هو ... انهم استخدموا شبابا صغير السن مثل وائل غنيم و اسراء عبد الفتاح و اسماء محفوظ و غيرهم و ايضا للعجوز المرشح لرئاسة مصر محمد البرادعى دور مهم فى هذا لان وجوده كان الباعث الاول على تحريك المياه الراكدة فى مصر سياسيا بتدبير امريكى صهيونى و ليس لوطنية البرادعى و ربما كما حدث هذا فى مصر ان يحدث ايضا فى كل الدول العربية لزرع بذور الفتن و زعزعة الاستقرار فيها المهم انهم دربوا هؤلاء الشباب و فتحوا معهم جسورا للعلاقة و التواصل على كافة المستويات و اهمها التواصل عبر الانترنت و الذى لعب هذا الدور ببراعة العقيد عمر عفيفى عقيد الشرطة الهارب من مصر لامريكا كان يدرب و يوجه فريق العمل من الشباب عبر الانترنت ثم كانوا هؤلاء الشباب العملاء هم الشرارة التى اطلقت الفتيل الثورى و الانقلابات فى اللحظات الاولى فى هذه الدول ثم حملت الشعوب الثورات و الانقلابات و اكملت مشوار الحرية و العدالة و قد وجدنا الشباب المجند العميل بعد ان دخلت الشعوب اثرا بعد عين و لولا لطف الله تعالى لضاعت مصر و لكن الله تعالى سلم و ايضا نخلص الى انه كان مخطط و له ادواته و لكن لما تم النصر و السلام لمصر و تونس توالت ملفات امريكا الاسرائيلية و اسرائيل الامريكية الا و هى تصدير ملفات الفتنة الطائفية و اشعال الفتن بين السنة و الشيعة كما فى سوريا و بين الصوفية و السلفيين كما فى مصر و ايضا بإشعال الفتن بين النصارى و المسلمين كما فى مصر و السودان و محاولات التشجيع لاثارة الفتن الداخلية بتأليب الاحزاب على بعضها البعض و تأليب الاحزاب الدينية على الاحزاب السياسية و العكس و تشجيع احزاب دينية اسلامية و كذلك فى مقابلها احزاب نصرانية و هو القنبلة التى ستشطر مصر نصفين اذا لم يقضى المصريون على ظاهرة الفتن الطائفية و انشاء الاحزاب الدينية الاسلامية و النصرانية بل و فى العالم العربى الاسلامى كله المهم صار الكل يضرب بعضه بعضا فى الظلام و لا احد يعرف من الظالم و المظلوم و لا من القاتل و من الضحية و صار الكل يتهم بعضه بعضا بالعمالة و الخيانة و العمل من اجل اجندات خارجية ثم جاءت فتن اخرى من داخل الشعوب نفسها و خاصة السابقة بالثورات مثل مصر و تونس و هى من فلول الحكم القديم اى من صبيان مبارك فى مصر و زين العابدين فى تونس و هدفها الثورات المضادة لاغتيال مكاسب ثورات الشعبين و هذه هى القضية التى لابد ان تؤخذ فى الاعتبار حاليا اما باقى الشعوب ليبيا و سوريا و اليمن فمازالت فى مرحلة الثورة و الانقلاب الشعبى و لكن بعد خلع الرؤساء و حتما سينخلعون بالارادة الشعبية سيحدث لهم مثلما يحدث فى مصر و تونس من تصدير لملفات الفتن الطائفية ثم ثورات مضادة من فلول على عبدالله صالح فى اليمن و القذافى فى ليبيا و بشار الاسد فى سوريا لان السيناريو واحدا و هناك يدا تدخل الميدان المملؤ بالدم و الجراح الساخنة و هى ايدى عربية تدعم الانظمة السابقة و هى الايدى السعودية الوهابية السلفية و هى التى تدعم حكم مبارك فى مصر و ضد ثورة البحرين و استقبلت على زين العابدين رئيس تونس اللص العميل كضيف عندها و الان تستقبل على عبد الله صالح رئيس اليمن رغم لصوصيته و ظلمه لليمن الشقيق و تساعده على ان يظل ديكتاتورا على اليمن كما تورطت السعودية فى زعزعة الاستقرار السورى و الليبى و هى القاسم المشترك بين كل هذه الثورات فى هذه الدول و تحاول بكل طاقتها ان تخمد نار هذه الثورات و الانقلابات الشعبية عن طريق فتاواها المثبطة لهمم المناضلين و المجاهدين ضد الظلم و الطغيان الذين حملوا على اكتافهم تحرير شعوبهم و سنفصل مقالا خاصا لتوضيح الدور السعودى قريبا و لكن الوضع فى سوريا مختلف بعض الشيء لان بشار الاسد له شعبية كبيرة فى سوريا و لان امر سوريا بات صراعا طائفيا سياسيا صرف بين السنة و الشيعة و لذلك الصراع هناك ةعلى اشده بين قوات غير متكافئة و هو غاية الظلم و الاستعباد من بشار الاسد لان بشار الاسد مدعوم بجيشه و اقرانه الشيعة و كذلك من شيعة ايران و العراق و حزب الله اللبنانى ضد مدنيين عُزل لا هم لهم سوى ان ينالوا حريتهم و يحصلوا على كرامتهم و اما الوضع فى ليبيا مختلف فقد بات جنون القذافى هو الذى يصبغ الموقف الدموى الرهيب و الدمار المهيب فى ليبيا و رغم هروب القذافى و اختفائه الا ان جيشه تورط فى قتل الالاف من الشعب الليبى الشقيق و هذا الجيش ليس له خيار فلابد ان يكمل الحرب على الشعب لانه مقتول.. مقتول و مُدان ان اكمل مسيرة عدوانه على الشعب الليبى او سواء اوقف الحرب الغادرة الغاشمة
كتبت هذا المقال فى القاهرة \ يوليو \ الاحد
24 7 \ 2011 م الساعة 30و3 عصرا
جمال الشرقاوى
[ صحفى \ وكالة انباء مصر \ ]