قوانين ظالمة لابد أن تتغيَّر
رؤية تحليلية بقلم \ جمال الشرقاوى \
قلنا فى مقالات سابقة باختصار عن مواد فى قوانين المعاشات انها ظالمة و لابد ان تتغير و الان نتكلم عنها تفصيلا لانها تبيح تلطيخ شرف المواطنين و سرقة الاولاد و حقهم الشرعى و القانونى الذى تركه لهم والدهم او والدتهم سواء ان كان يعمل موظفا فى الحكومة او القطاع العام او الخاص او حتى كان من المؤمَّن عليهم من فئات الحرفيين و لكنه غير تابع للحكومة و ايضا معاشات الضمان الاجتماعى با ختصار كل من يحصل على معاش نقول انه مظلوم جدا و يُسرق جدا لماذا ؟ لان القانون يقضى ان الرجل الذى توفى و ترك زوجة و اولاد و كان يعمل و له معاش ظلوا حسب قوانين العمل يتقتطعوا منه اى من راتبه جزء اجباريا طوال 30 او 40 سنة قضاها فى الخدمة يدفع هذه النسبة الاجبارية من راتبه و الدولة تستثمرها على مدار 30 او 40 سنة اقول يقضى القانون بعد موته لزوجته بالمعاش و حينما يأتى وقت انتفاع الزوجة بالمعاش فإذا به ينقص هذه اول سرقة و نسأل فالناس المطحونين فى مصر يعملون و يكدحون فى عمل و ربما عملين فى وقت واحد لكى يستطيع توفير حياة كريمة لزوجته و اولاده و ربما لا يكفى كل هذا العناء و لا يسمن و لا يغنى من جوع لان الفساد المستشرى فى الدولة المصرية شجع على احتكار السلع و التجارات لفئة معيَّنة تسرق اقوات الشعب و ترفع الاسعار كما تشاء بلا حساب و الزوج فى حياته يعمل بجد و اجتهاد و ايضا كل دخله لا يكفى كل احتياجات الاسرة فما بالك لو مات و انتقصت الدولة من معاشه ايضا اليس هذا ظلم واضح و صريح و بالقانون { ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون فى بطونهم نارا و سيصلون سعيرا } [ النساء - 10 - ] و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ انى احرج حق الضعيفين اليتيم و المرأة ] بسند حسن فى السلسلة الصحيحة... و لكن اضيف الى اليتيم فى عصرنا المعاصر العاطلين بموجب الواقع المرير الذى اصبح فيه الرجل الناضج المكتمل الرجولة قليل الحيلة فما الفرق بينه و بين اليتيم فى حالة الضعف و عدم الكسب و عدم الاستطاعة على مواجهة الحياة ؟! اليس هو ايضا اصعب حالا من اليتيم ؟! فاليتيم يجد من يحنو عليه و يتكفل به اما الرجل الذى لا يستطيع الكسب تحت اى ظرف من ظروف الحياة و داست عليه عجلة الحياة فالكل يقسو عليه و يهينه و ينتقص من شأنه رغم بطالته المفروضة عليه فى مجتمع فاسد و فاشل كالمجتمع المصرى الجاهل و رغم احتياجه و قلة حيلته !! و السرقة الثانية هى ان الام اذا ماتت هى الاخرى يقول القانون اذا كان لها ابنة مطلقة تستفيد من المعاش او ابنة على وشك الزواج او قاصر تستفيد من المعاش ايضا و هنا نقف عند جزئية املاها علينا الواقع المرير و نسأل اليس هناك امرأة تعمل هى و زوجها و الاثنان و نفترض انهما ماتا اليس من حق الاولاد كلهم الانتفاع من المعاش الذى ظل والديهما يدفعانه مدى حياتهما ؟! سنجيب على هذه الجزئية فى ثنايا الكلام... اقول و لو تزوجتا الابنة المطلقة او ماتت و تزوجت الابنة الصغرى او ماتت انقطع المعاش هذا هو ما يحدث فى مصر الان !!! اجيب على تساؤلى منذ لحظات اقول و الاولاد الذكور الذى ظل والدهم او والدتهم او كليهما معا يدفع جزء اجبارى من راتبه طوال عمره حتى لا يحتاج الابناء بعد وفاته او وفاتهما معا فإذا بهم يسرقون او يتسولون لان بمجرد ان الاخوات البنات تزوجن او متن او سافرن انقطع المعاش و ليس للذكور حق الانتفاع بما كان يدفعه والدهم او والدتهم على مدى 30 او 40 سنة للدولة بحجة ان الولد يعمل !! و هل هذا منطق اسأل هل مصر مليئة بالعمل و المكاسب و الاموال و الكل يعمل حتى تحرموا الذكور من حق الانتفاع بمعاش والدهم او والدتهم او كليهما معا ؟! اليس البطالة اكلت مصر من كل ناحية اليس الفساد عطل حركة العمل الا لصالح فئات بعينيها و ترك الفقراء و المساكين و المحتاجين يتخبطون فى الحياة بلا سند ؟! فكيف يعمل الشباب الذى لم يجد عمل او غير قادر او تخطى الاربعين و قلت فرص المل بالنسبة له ؟! هل يسرق او يتسول ؟! اليس من الافضل له ان يأخذ من معاش والده او معاش والدته او معاشهما معا لكى يعيش ؟! و خاصة ان نسبة العاطلين فى مصر تكاد تكون اعلى نسبة عاطلين فى العالم و ليس للعاطلين معاش بطالة كما يحدث فى دول الكفر ؟! اليس هذه سرقة علنية وواضحة و بموجب القانون ايضا ؟! و و السرقة الثالثة هى ان الزوج اذا مات و ترك زوجة و ابناء من المفترض انها تأخذ معاشه لكى تواصل مسيرة و بموجب القانون ان الزوجة اذا تزوجت فإن المعاش ينقطع !! و هذه فقرات فى القانون ظالمة و طاغية و قاسية جدا لإن الزوجة لو لم تتحمل البقاء بدون رجل فهى فى الاول و الاخير انسانة لها قلب ينبض بالحياة و ليس حجرا و الحياة لن يتوقف قطارها عند الزوج الذى مات فربما يظهر لها من يستحقها او يحبها و تحبه و تضطرا ن تتزوج منه هنا يقول القانون انها لو تزوجت ينقطع المعاش !! و اسأل هل هذا القانون الاعمى يحتال فقط ليستولى على مستحقات المساكين و الفقراء و يسرقها بلا داعى على حساب اخلاقهم و انسانيتهم ؟! فماذا ستفعل الزوجة الارملة لكى لا ينقطع المعاش لو احتاجت لرجل بشرع الله تعالى و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم و حرمها القانون من هذا الحق بقطع المعاش ؟! و الجواب هو انها لن تتزوج حتى لا ينقطع المعاش و لكنها قد تضطر للزنى و ممارسة الحرام !!! هذا من جهة و من جهة اخرى فربما الرجل الاتى لزواجها لا يستطيع الانفاق عليها و على اولادها معا نكون لو تزوجت و انقطع معاشها قد ضاع الاولاد بسبب القانون الاعمى المبتور و ربما الرجل الاتى لزواجها فقير معدم لا يستطيع الكسب و غير قادر على تكاليف الزواج و سوف يتعفف بها و تتعفف به... ايضا سيحرمها القانون صرف معاشها... و ان لم تتزوج سيحرمها من التعفف و صون عزتها و شرفها و كرامتها و كرامة ابنائها !! و هذا اهدار لحق البشرية و الانسانية و تضييع لكرامة المواطنين بموجب القانون !!! و معاش الضمان الاجتماعى الذى يصل الى 130 او 160 جنيها فى الشهر و بعد قرار حكومة رئيس الوزراء السابق احمد شفيق بزيادة 15 % لمعاش الضمان الاجتماعى يعنى حوالى 20 جنيه مثلا سيصبح بالكاد حوالى 180 او 185 جنيه فى الشهر !! فماذا سيفعل هذا المبلغ الزهيد فى ظل احتكار التجارة و عدم الرقابة على الاسعار و الغلاء الفاحش ؟! و رغم ان عدد الاسر التى ليس لها عائد الا معاش الضمان الاجتماعى يصل عددها الى مليون و نصف مليون اسرة تعانى من الحرمان !!! اليس هذا سرقة لحق المواطنين بالقانون ايضا .. انا لا ادرى هل فى مصر كل شيء فاسد و غلط و لا يرجى اصلاحه ابدا !! هل ينتظر من لا يستطيع العمل او الكسب سواء من مرض و غيره او لو كان قويا و لا يجد العمل فى مصر هل عليه ان ينتظر حتى يصل لسن أل50 او أل60 حتى يحصل على معاش ضمان اجتماعى ؟! و اين يقضى هذه السنين حتى سن أل 40و الى أل 50 أو أل 60 هل يقضيها فى حرمان و عذاب ؟! هل تتوقعون منه ان يصوم عن المحرمات ؟! هل تتوقعون منه ان يزهد فى الدنيا ؟! هل تتوقعون منه ان لا يخطىء او يعصى او يذنب او تحمل نفسه من الحقد و الغل و الحسد كل فيروسات الغضب و عدم الوطنية لبلاده ؟! بل و ربما يصل به الامر لكره دينه الذى لم يجد بين من يدينون به ان ينصفوه او يساعدوه او يعاونوه على التقوى بل اجبروه ان ينحرف لما تركوه وحيدا يتيما بلا مطالبة له بحقه و بذلك اعانوه على الاثم و العدوان { و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الاثم و العدوان و اتقوا الله ان الله شديد العقاب } [ المائدة -2 - ] و الدليل هؤلاء الشباب الذين تخابروا على مصر لصالح الموساد الاسرائيلى و الصهاينة و ايضا الشباب الذين تكالبوا على سفارة اسرائيل ليسافروا و يتجنسوا بالجنسية الاسرائيلية و يدينون للصهاينة بالولاء و الطاعة و ايضا الشباب الذين هاجروا هجرات غير شرعية او الذين تم القبض عليهم و هم يحاولون ان يهجروا من مصر الى اى دولة اوروبية هجرة غير شرعية و السجون التى امتلأت بمن فيها ممن كان لا يجد قوت يومه و ليس لديه عمل و ليس له معاش بطالة او اعانة بطالة فسرق و قتل و اشتغل بالمخدرات او ادمنها على اقل تقدير و نساء بعن عرضهن و لحمهن ليأكلوا و غيرهم الكثير و الكثير ظلمتهم الدولة بقوانينها القذرة فى عهد اللص العميل حسنى مبارك و لو لم تتدارك الدولة هذا الخطأ فلن تتقدم سيصبح كثرة المحتاجين شوكة فى ظهر التقدم و سيفرز المجتمع منهم فئة مأجورة على استعداد ان تبيع نفسها و تعمل اى شيء فى سبيل الحصول على القرش او الرغيف لابد من اصلاح القانون ليحدث التوازن الحقيقى بين مصلحة الفرد و بين مصلحة المجتمع نرجو اعادة النظر فى صياغة هذه القوانين و تعديلها لانها ظالمة
كتبت هذه المقال فى القاهرة \ يوليو \ الثلاثاء
26 \ 7 \ 2011 م الساعة 30و11 مساء
جمال الشرقاوى
[ صحفى \ وكالة انباء مصر \ ]