اسد الشعر العربى (جمال الشرقاوى)
دراسات فى علم الأديان
الكتاب المقدس فى عيون مسلمة
الجزء السادس من البحث
بقلم \ جمال الشرقاوى \
هذه هى حقيقة اليهود أنهم كتبوا كتابا بأيديهم ثم قالوا هو من عند الله تعالى و هم كاذبون ... تفسير اليهود و النصارى [ و رأى الله النور أنه حسن ] ( سفر التكوين - الإصحاح الأول - العدد - 4 - ) قالوا ... لم يقل هذا عن الظلمة فالله لم يخلق ظلمة بل أن الظلمة ناشئة عن غياب النور بل بظهور النور انفضحت الظلمة و عرفت لكن الظلمة جعلها الله نتيجة لدوران الأرض و الإنسان المتعب من العمل نهارا يحتاج إلى الليل لينام و يعطى جسده راحة أمَّا فى الأبدية فلا تعب و لا حاجة للظلمة أبدا و كون أن الله يجد الشيء حسن فهذا ليس راجعا فقط لشكله و جماله بل لأنه كاملا و نافعا و مناسبا و كان أن الله خلق كل شيء حسن و لكن الإنسان بفساده أفسد استخدام الخليقة الصالحة و بعد أن جاء المسيح ليجدد طبيعتنا الساقطة و كأنه يخلقها من جديد لا نعود نرى فى العالم شيئا شريرا ... يحاولون الكهنة و الحاخامات مفسرين ( الكتاب المقدس ) أن يدخلوا من أطراف خفية للإعجاز العلمى بتفسيراتهم التى لم يشير إليها النص لا شكلا و لا مضمونا فالأرض التى هى فى ( الكتاب المقدس ) خربة و خالية و كلها ظلام و خلق الله النور لأنه حسن أى لم يكن له وجودا و كان عدما فخلقه الله هل يحتمل اللفظ معنى غير هذا ؟! و الجواب ... لا ... و لكن فى تفسراتهم المُريبة يحاولون الخداع فيقولون أن الظلام ناشىء عن غياب النور و هذه فى حد ذاتها نظرية علمية و إعجاز علمى على خلق النور ووجوده فى القرآن الكريم يحاولون آباء الشيطان ان يقتربوا منها فى حديثهم عن ( النور ) و لا أدرى ما سر تمسكهم بإعجاز علمى لا يوجد فى ( الكتاب المقدس ) حتى يتكلموا عنه ؟! إلا أنهم يريدون إضفاء مسحة من القداسة على ( الكتاب المقدس ) و لو بالباطل !!! و الأدهى أنهم فى قصة الخلق ينفون أن الله خلق الظلمة من خلال تفسيراتهم الغبية !!! { ذلكم الله ربكم خالق كل شيء فاعبدوه و هو على كل شيء وكيل } [ الأنعام - 102 - ] و أعود فأكرر عليكم كذبكم أيها اليهود و النصارى ... كيف يكون هناك ظلام نتيجة دوران الأرض و الشمس لم تخلق بعد إلا فى اليوم الرابع و أنتم تتكلمون عن الظلام و دوران الأرض فى اليوم الأول ؟! و لماذا جاء المسيح يجدد طبيعتنا البشرية من فسادها أليس هو قد مات على الصليب فداء للبشر و غفران خطاياهم ؟! فلماذا العناء إذن فليفعل البشر كل ما يريدونه لإن خطاياهم مغفورة مقدما أليس كذلك ؟! و إذا كان المسيح مات على الصليب كما تزعمون فكيف لرجل ميت أن يخلق و يجدد طبيعة البشر الشريرة ؟! و لماذا لم يجددها الآب الذى هو لم يمت حتى الأن فلماذا تتمسكون بعبادة الإبن الإله الميت من أجل خطاياكم ؟! .... و قالت اليهود و النصارى فى تفسيراتهم عن [ و دعا الله النور نهارا و الظلمة دعاها ليلا ] سفر التكوين – الإصحاح الأول – العدد – 1 : 6 – قالوا ... هنا الله يعلم الإنسان أن يدعوا الأشياء بأسمائها و يميزها حتى لا يسقطوا تحت الويل النبوى ( ويل للقائلين للشر خيرا و للخير شرا الجاعلين الظلام نورا و النور ظلاما ) ( أش 5 : 20 ) فالله فصل بين النور و الظلمة لكى نقبل النور كأبناء للنور و نرفض الظلمة فلا نسقط تحت ليل الجهالة المهلك و فصل النور عن الظلمة يشير لفصل الملائكة عن الشياطين بعد سقوطهم فصاروا ظلمة و فصل القديسين فى السماء و هم فى أحضان إبراهيم عن الأشرار فى الجحيم مثل الغنى و بينهما هوة عظيمة و كان أول أعمال الله هو النور و رأت الملائة فمجدته ( أى 38 : 7 ) و هكذا فى بداية الخليقة الجديدة حينما قام المسيح من القبر المقدس إنطلق منه نور مازال ينطلق حتى اليوم فى بعض الأوقات لأن الرب أشرق علينا بنوره الإلهى و هكذا فى المعمودية ننعم بالنور الإلهى نور قيامته عاملا فينا كأول عمل إلهى فى حياتنا و لذلك نسمى المعمودية ( سر الإستنارة ) ( فنوهب روح التمييز بين النور و الظلمة ) ( أف 5 : 8 ) .... و بالله تعالى نقول ما معنى ( حتى لا يسقطون تحت الويل النبوى ) فلم نجد لها تفسيرا عن أنطونيوس فكرى و لا فى مواقع الأنترنت مع العلم أن أنطونيوس فكرى هذا هو الذى استعنت بتفسيره للرد على مزاعمهم !!! ( ويل للقائلين للشر خيرا و للخير شرا و الجاعلين النور ظلاما و الظلام نورا ) ( أش 5 : 20 ) هل المسلمون هم الذى جعلوا الخير شرا و الشر خيرا ؟! أليس اليهود و النصارى هم من عبدوا العجل و العزير و المسيح يسوع ؟! هل المسلمون من غيروا عقائدهم المنيرة و عاشوا فى ظلمات الكفر أم اليهود و النصارى الذين كتبوا التوراة بأيديهم ثم قالوا أنها من عند الله تعالى و جعلوا من البشر إلها و من الثلاثة واحدا و طعنوا فى الله تعالى الواحد الأحد و أوصلوا العصمة للكهان و الحاخامات حتى صاروا عندهم اعظم من الله سبحانه و تعالى عمَّا يصفون علوا كبيرا و كذلك طعنوا فى أنبيائهم بل و فى كل الأنبياء فمن جعلوه شريب خمر و من جعلوه زانى و من جعلوه مخادع يقتل لرجال ليتزوج نسائهم و من قتلوهم من الأنبياء لا يعرف عددهم إلا الله تعالى !!!! و قالوا فى تفاسيرهم أن الله فصل بين النور و الظلمة ليفصل بين الملائكة و الشياطين و اعتبروا أن فى مبدأ الخلق ظلمة ثم خلق الله النور رغم أن هذا التفسير من الناحية العلمية خطأ و سنرد عليه و جعل القديسين فى أحضان إبراهيم عليه الصلاة و السلام فى الجنة و الأشرار مع إبليس فى النار { ما كان إبراهيم يهوديا و لا نصرانيا و لكن كان حنيفا مسلما و ما كان من المشركين } [ أل عمران - 67 - ] و من هم الأشرار الذين يقصدونهم هؤلاء الأفاكين و قد فداهم المسيح يسوع بنفسه على الصليب و لم يبق إلا أن نطلق لفظ ( الأشرار ) على كل من ليس يهوديا و لا نصرانيا و هنا نقول لهم أليس كتابكم ( الكتاب المقدس ) كتاب الحب فلماذا لا تسامحون الناس حتى يدخلوا معكم الجنة حتى لو أساءوا إليكم ؟! فهل نسيتم قول يسوع المسيح الذى قال لكم [ أمَّا أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الأيمن فحوِّل له الآخر أيضا ] ( متى - الإصحاح - 5- العدد - 39 - ) و هل نسيتم أيضا [ سمعتم أنه قيل تحب قريبك و تبغض عدوك و أمَّا أنا فأقول لكم أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم و صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم و يطردونكم لكى تكونوا أبناء أبيكم الذى فى السماوات فإنه يشرق شمسه على الأشرار و الصالحين و يمطر على الأبرار و الظالمين ] ( متى الإصحاح - 5 - العدد 43 - 44 - 45 - ) ايها الكذبة لقد ملأتم الأرض شرا بقسوة قلوبكم و زعمتم أنكم أبناء الله بسبب الحقد الذى ارتسم على تصرفاتكم حتى صرتم تريدون احتكار الجنة بعد أن احتكرتم الله كذبا و بهتانا سبحانه و تعالى عما يصفون علوا كبيرا ... و هل قام المسيح من القبر فى ( بداية الخليقة ) أى خليقة ( فى بداية الخليقة الجديدة ) و الكلام على عيسى على أنه الرب ( لأن الرب أشرق علينا بنوره ) كيف أشرق بنوره و هو فى نفس الوقت ( الإبن ) الذى قتل على الصليب لفداء خطايا البشر ؟! و قلتم إن أول أعمال الله هى النور و هذا كلام مناقض لِمَا فى ( الكتاب المقدس ) [ خلق النور و الليل و النهار فى اليوم الأول ] ( سفر التكوين - الإصحاح الأول - العدد - 3 : 5 - ) و عكس هذا الكلام تماما [ خلق النور فى اليوم الرابع ] ( سفر التكوين - الإصحاح الأول - العدد - 1 : 14 - ) !!! و نأتى للرد على خلق النور فى اليوم الأول و الشمس فى اليوم الرابع ... فالغيوم السديمية لم يسبق وجودها الشمس و إنما كان تشكلها معاصرا لها فى السماء الدخانية و الغيوم السديمية تختلف عن نجم الشمس و لا تسبب اختلاف الليل و النهار كما أن تعاقب الليل و النهار على الأرض لم يحدث منذ البدء إلا بسبب الشمس بينما يزعم ( الكتاب المقدس ) أن الله عندما خلق النور الأول المزعوم هذا فصل بينه و بين الظلام و دعا ذلك النور نهارا و الظلمة ليلا و بذلك مَرَّ اليوم الأول فى الخلق كصباح و مساء يوما واحدا [ و قال الله ليكن نور فكان نور و رأى الله النور أنه حسن و فصل الله بين النور و الظلمة و دعا الله النور نهارا و الظلمة دعاها ليلا و كان مساء و كان صباح يوما واحدا ] ( سفر التكوين - الإصحاح الاول - العدد - 1 : 5 - )
و بهذه الجزئية نكون قد انتهينا بفضل الله تبارك و تعالى من بحث و دراسة العدد 1 : 6 من الإصحاح الأول من سفر التكوين و نحن نبحث فيه منذ شهر أو أكثر و انتهينا اليوم بفضل الله تعالى و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم و صلى الله تعالىِ على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى
المراجع و المصادر
{ القرآن الكريم }
{ السُنة النبوية الشريفة... سُنة نبينا محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهىَ }
[ الكتاب المقدس.... العهد القديم... و العهد الجديد ]
[ تفسير الكتاب المقدس : أنطونيوس فكرى... ( بتصرف ) ]
[ الكتاب المقدس و علم الفلك... ( بتصرف ) ]
[ للمسيحيين... كيف كان الليل و النهار متقدمين على خلق الشمس... ( بتصرف ) ]
[ كيف كان خلق النور... ( بتصرف ) ]
[ الإعجاز العلمى خلق الظلمات و النور... ( بتصرف ) ]
[ الظلمات و النور رؤية علمية... ( بتصرف ) ]
[ قصة بدأ الخلق ما قبل آدم... ( بتصرف ) ]
[ آيات قرآنية مع تفسير لها قديما و حديثا عن نشأة الكون... ( بتصرف ) ]
[ الرد على كذب اللئيم حول الإسلام العظيم... ( بتصرف ) ]
[ المذاهب و الفرق المعاصرة نشأة المذاهب فى العرب و تأثر المسلمين بها للشيخ عبد الرحيم السلمى... ( بتصرف ) ]
[ مناظرة بين الإسلام و النصرانية كلمة الأستاذ إبراهيم خليل أحمد... ( بتصرف ) ]
[ المسيح عيسى بن مريم كان مندائيا و ليس يهوديا للدكتور نورى المرادى.... ( بتصرف ) ]
[ تفسير القرآن الكريم لابن عاشور... ( بتصرف ) ]
[ تفسير القرآن الكريم للشيخ سيد قطب... ( بتصرف ) ]
[ دراسة فى إنجيل برنابا... ( بتصرف ) ]
[ عصمة الكتاب المقدس و استحالة تحريفه للقس صمويل مشرقى... ( بتصرف ) ]
[ إنجيل برنابا التوحيدى بيان زعزع أعمدة الفاتيكان... ( بتصرف ) ]
[ هل العهد الجديد كلمة الله... نقلا عن اليهودية و المسيحية لمحمد ضياء الدين الأعظمى... ( بتصرف ) ]
[ لاهوت الروح القدس و عمله بقلم القس الراحل يوسف قسطة ]
القاهرة \ ديسمبر \ ليلة السبت 3 \ 12 \ 2011 م الساعة 4 فجرا \ جمال الشرقاوى \ صحفى \ وكالة أنباء مصر \