الوهابيون السلفيون شيوخ الفضاحيات
يفتون فيما ليس لهم به علم
بقلم \ جمال الشرقاوى \
مَن مِن الناس لا يعرف الفضائيات و مَن مِن الناس لم يشاهدها فى عصرنا الراهن بالطبع كلنا نملك " دشات " فى منازلنا و جميع أسطح المنازل عامرة " بأطباق الدشات " و الكل منا يرى جميع مَن " هَبَّ و دَبَّ " يتكلم فى الدين بل و يُفتِى فيما لا يعلم و كأن الحديث فى الدين مهنة مَن لا مهنة له !!! و نسوا قول الإمام على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه و أرضاه " عجبتُ لأناس يكتبون أكثر مِمَّا يقرأون " و هى كناية عن الجاهل الذى يتعالم و هو لا يعرف شيء !! و المؤلفين و الكتاب و الشعراء رجالا و نساءً " الهفأ " و مع ذلك يزاحمون العالمون و الموهوبون بكل صفاقة و بكل وجه جامدا و للأسف هناك الأجهل الذين يعجبهم تخاريف الجاهلون !!! و لا حول و لا قوة إلا بالله تعالى... كما نسوا قول الإمام مالك بن أنس الأصبحى إمام دار الهجرة رضى الله عنه و أرضاه الذى وصل إلى هذه المنزلة الرفيعة حتى قيل عنه " لايفتىَ و مالك فى المدينة " فقد قال رحمه الله تعالى عن نفسه " لم أفت إلا حينما شهد لى سبعون أو أجازنى سبعون عالما من أهل المدينة إنى أهل لذلك " و كانوا العلماء الأجلاء من السلف الصالح كلهم يتحرجون من الفتوى و كان الصحابى الجليل عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه و أرضاه حينما يُسأل عن شيء فكان يقول لا أعلم و كان حينما يمشى وحده فى مكان خالى يقول فى نفسه و هو فرحان سُئل عبدالله بن عمر عن شيء فقال لا أعلم... و كأن الرجل هرب من مصيبة رغم أنه من أعلام الصحابة رضى الله تعالى عنهم و أرضاهم !!! و هل هناك مصيبة أكبر و أقوى من النار؟ !!! و هل هناك مصيبة أكبر مِن أن تفتى خطأ ثم تأتى يوم القيامة تحمل أوزارك و أوزار من أفتيته خطأ ؟! و قال علماؤنا الأجلاء من قال لا أعلم فقد أفتى.... أمَّا شيوخ الفضاحيات اولئك الوهابيون السلفيون فإنهم يُفتون فى كل شيء فى الدين و السياسة و الإقتصاد و الإجتماع و فيما لم يُكتشف و يحتكرون لأنفسهم تفسير النص الدينى " بخطاب دينى قديم " و ينكرون " الخطاب الدينى الجديد " بل و يكفرون أهله... فهم دائما يُفتون بما لا يتفق وواقع الناس كأنما يخاطبون مخلوقات من المريخ أو من أى كوكب آخر !!! فمثلا رجلا يشتغل فى إحدى البنوك و لا يجد عملا غير ذلك و يعول أسرة فيقولون له العمل فى البنوك حرام و عندما تجد عملا غير ذلك إترك العمل فى البنك فورا !!! بكل جهل و بكل وقاحة... و يوجبون عليه البحث عن عمل.. و هذا لا يتفق مع واقعنا المعاصر فهل هناك وقت للبحث عن عمل و هل إذا كان الإنسان يعول زوجة و أولادا فى ظل هذه الظروف الصعبة فى مصر الأن و الكل يعلم غلاء المعيشة و جنون ارتفاع أسعار كل شيء فى مصر و البنك يوفر للإنسان الذى يعمل به متطلباته و متطلبات أسرته فهل يترك العمل نهائيا فى البنك ليبحث عن عمل آخر ؟! أم هل يبحث و هو مجهد بعد رحلة عمل شاق طوال اليوم عن عمل آخر و هل هناك وقت ؟! هذا كلام لا يقوله عاقل و لا إنسان له أدنى صلة بالواقع لا يقول بهذا إلا مجنون معلوم الجنون... و على سبيل الفرض أنى وجدت عملا لا يفى بمتطلبات معيشتى و أسرتى و هو من وجهة نظر شيوخ الفضاحيات الوهابيون السلفيون المتنطعون فى الدين إلى حد الجنون عمل حلال... هل أذهب إليه و أترك العمل الذى يوفر لى كل احتياجاتى ؟! من قال هذا ؟! هم و لا أحد غيرهم شيوخ الفضاحيات الوهابيون السلفيون المتنطعون... و الأغرب من هذا أنهم يتمسحون فى القرآن الكريم و يؤلون الآيات التى تتحدث عن الربا على غير معناها و لا المراد منها بجهل حقيقى و ليس مُصطنع !! فهل مرتب البنوك ربا ؟! لو قالوا نعم لإن البنك يتعامل بالربا و هو قطعا كلاما خاطئا فسنقول لهم و عملكم فى الفضائيات حرام و لو كنتم تتمسحون فى الدعوة الإسلامية لأنها تحتوى على كل فنون الإباحيات و تشتمل على كثير جدا من أنواع المحرمات المختلفة !! و لو جادلوا و قالوا بأنهم يعملون فى الدعوة و هى جزء شريف بيعدا عن خريطة برامج الفضائيات فسنقول لهم و كذلك الذى يعمل فى وظيفة محترمة شريفة فى فى بنك ما... لا تجبروه على ترك عمله ثم يتسول و يتشرد مَن ورائه أو " يتخرب بيته " و هو إجبار و كهنوت دينى من خلال الفضاحيات لا يناسب الواقع... فهل أنتم يا مجانين الخليفة ووهم دولة الخليفة ستفتحون لمن ترك عمله بسبب فتاواكم على أنه حرام ستفتحون له بيته ؟! و الجواب... لا لن تفتحوا له بيته !!! إذاً اتركوه ليواصل رحلة حياته... و أيضا هناك شيخ وهابى سلفى آخر متنطع جدا و متعصب جدا تسأله امرأة فى فى الخمسين أو الستين من عمرها أنا اريد الحج و ليس معى محرم و لا أى أحد من أولادى ليصاحبنى فى رحلتى فأفتاها بكل غباء و بكل جهل و بكل تنطع قائلا يا أختاه إجلسى فى بيتك و سوف يعطيكى الله الثواب بالنية !!! و الحقيقة هو جهل مركب... فربما السائلة لا تملك مالا كثيرا لتأخذ معها مُرافق فى الرحلة و ربما ليس لها أولاد يصاحبونها و ربما أولادها يعقونها فكل هذا وارد خلاف أن عمرها كبير فقد بلغت الخمسين أو الستين خلاف أن نيتها متوجهة لله سبحانه و تعالى لأداء رحلة الحج و العمرة و ليس للفسق و الفجور و قد نسىَ هذا المتنطع الوهابى السلفى شيخ الفضاحيات حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم [ إن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف احدا إلا الله ] حديث صحيح و المرجع " تخريج مشكلة الفقر " و فى هذا دليل على أن السيدة التى بلغت من العمر عِتيَّا أو حتى لم تبلغ ستخرج سواء فى رحلة الحج و العمرة أو فى غير رحلة الحج و العمرة من أقصى الجنوب العربى فى اليمن إلى أقصى الشمال العربى فى الجزيرة العربية و رحلة الحج و العمرة أولى فى الخروج لها من غيرها لأنها فى سبيل الله تعالى و لكن بشرط أن تخرج فى صحبة صالحة يقصدون مثلها وجه الله تعالى بالحج و العمرة... و أخيرا نقول لشيوخ الفضاحيات الوهابيون السلفيون المتنطعون كونوا دعاة تبشير لا دعاة تنفير... فهم دائما يتكلمون عن القبر و عذاب القبر و الشجاع الأقرع !!... و نقول لهم كفى اللعب بأعصاب الناس فإن المسلمون قد احترقوا كفاكم تجارة بالدين و تكلموا كثيرا عن الجنة فالترغيب ساعة و الترهيب دقيقة لا العكس و تذكروا قول رسول الله صلى الله عليه و سلم [ " حدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا بريد بن عبد الله عن جده أبى بردة عن أبى موسى قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث أحدا من أصحابه فى بعض أمره قال بشروا و لا تنفروا و يسروا و لا تعسروا " ] صحيح فى سنن أبى داود...و قال الشيخ الألبانى صحيح سند الحديث
جمال الشرقاوى
كاتب و شاعر