حقيقة المقطع [39] من الخلفاء و الائمة
من سلسلة " القادمون "
دراسة و تحليل و تعقيب
[ الداعية الاسلامى الباحث \ جمال الشرقاوى \ ]
[11]
[ تقديم - الجذور التاريخية للشيعة ]
و مازلنا معا نحاول سبر اغوار التاريخ البعيد محاولة منا فى الوصول للجذور التاريخية للشيعة او على الوجه الصحيح " التشيع " و لقد ارقنا هذا الموضوع بعد ان رأينا ان كل من رجع بالتشيع او بالشيعة لاصولهم التاريخية قد رجع الى عهد على بن ابى طالب رضى الله عنه و ارضاه و البعض رجع بهم الى زمن حياة الرسول عليه الصلاة و السلام و لكن مع البحث وجدنا ان التشيع فى اصله التاريخى يرجع لاكثر من هذا بكثير لان التشيع هو فى حقيقة امره فكرا واحدا عاما بين المتشيعين و القاسم المشترك بينهم هو اما عبادة الاشخاص او تقديم الولاء و الخضوع للموتى و احيانا للحيوانات و فى صورة اخرى للارواح من العالم الاخر و من هنا حُرفت رسائل الرسل و كتبهم و الوحى الذى اوحاه الله تعالى لأنبيائهم و هذا ظهر عند اليهود الذين عبدوا عُزيرا و بنوا على حبهم له بأن ذكروه فى التوراه و افردوا له سفرا خاصا بإسمه بعنوان " سفر عزرا " و قالوا ما قالوا من الكفر باعتبار ان التوراة اختفت من الارض و لم يكن حافظا لها الا العُزير الذى اظهرها لهم و من هنا عرفوا شرائعهم ؟؟!! ووضعوا فيه تخاريفهم التى لا تقوم لها قائمة لا من سند و لا متن و لا صحة مطلقا و لا يعول على الاخذ منها و التسليم بها لا من الناحية العقلية و لا من الناحية المنطقية و لا من الناحية النقلية و نحن كمسلمين بالله تعالى و برسوله صلى الله عليه و سلم منهم ابرياء فى الدنيا و الاخرة و كذلك كما عبد النصارى عيسى عليه السلام و هو منهم براء و ألهوه هو و والدته السيدة مريم العذراء البتول الطاهرة المبرأة منهم و من عيوبهم و نقصهم و بناءا على ذلك الامر هرول النصارى الى كل ضلالة يحتضنون و لكل فتنة يدخلون و نحن ايضا كمسلمين منهم ابرياء فى الدنيا و الاخرة و غيرهم مما حدث فى امم اخرى و فى ازمنة اخرى و لكن القاسم المشترك بينهم كما قلنا هو الفكر " الشيعى " الضال المنحرف الذى يعبد المخلوقات من دون الله مثل البوذيون الذين عبدوا بوذا و غيرهم فكل هذا فى اصله تشيع و يطلق عليهم فى النهاية لفظ الاشياع مثل شيعة على و شيعة بوذا و شيعة زاردشت و شيعة مانى و شيعة مزدك و شيعة كارل ماركس و هكذا و لكنه يطلق عليهم شيعة لغة و اصطلاحا فى الدنيا و سيعذبون فى الاخرة بذلك و الله تعالى اعلم لسريان اصطلاح التشيع عليهم و التشيع اصطلاحا هو التشيع الفعلى و العملى اى ممارسة التشيع و لو على باطل بالنسبة للفرق و الملل التى ذكرتها من لحظات و من على اشباهها و الدليل قوله تبارك و تعالى فى حق الصحابى الجليل عمار بن ياسر رضى الله عنه و ارضاه كما ورد فى الحديث الشريف " فقد اخرج البيهقى و الحاكم و اللفظ له عن محمد بن عمار بن ياسر اخذ المشركون عمار بن ياسر فلم يتركوه حتى سب النبى صلى الله عليه و سلم و ذكر الهتهم بخير ثم تركوه فلما اتى النبى صلى الله عليه و سلم قال له عليه الصلاة و السلام ما ورائك قال شر يا رسول الله ما تركت حتى نلت منك و ذكرت الهتهم بخير قال فكيف تجد قلبك قال مطمئنا بالايمان قال فان عادوا فعد " وفانزل الله تبارك و تعالى { من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره و قلبه مطمئن بالايمان و لكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله و لهم عذاب عظيم } [ النحل - 106 - ] و عمار بن ياسر رضى الله عنه و ارضاه لم يكفر و انما اكره على الكفر و اما " الشيعة " الذين تشايعوا على كفر منذ البداية و جعلوا من تشيعوا له ندا لله تعالى فما حجتهم ؟! و لماذا يتخذون هذه الاية دليلا على التقية التى تبيح لهم كل المنكرات العظام و الدسائس حتى صاروا شوكة فى ظهر المسلمين انها فى الحقيقة دليلا على كفرهم و دخولهم فيه برضاهم و ليس عكس ذلك ابدا و يوم القيامة سيتبرأ منهم كل من تشيعوا لهم كما قال ابراهيم الخليل عليه صلوات ربى و سلامه { فإنهم عدو لى الا رب العالمين } [ الشعراء - 77 - ] وهذه ادلة على جذور التشيع " الشيعة " التاريخية الاولى و لنستدل بايات القران الكريم { ان الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا لست منهم فى شيء انما امرهم الى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون } [ الانعام- 159 - ] فإن هذه الاية نزلت فى تفرق الامم السابقة على الاسلام و قد قال الامام المراغى فى تفسيره لهذه الاية " قفى على ذلك بتذكيره هذه الامة بما هى عرضة له بحسب سنن الاجتماع من اضاعة الدين بعد الاهتداء بالتفرق فيه بالمذاهب و الاراء و البدع التى تجعلها احزابا و شيعا تتعصب كل منها لمذهب او امام فيضيع الحق و تنفصم عرى الوحدة و تصبح بعد اخوة الايمان امما متعادية كما حدث لمن قبلهم من الامم و قد ذهب بعض مفسرى السلف الى ان الاية نزلت فى اهل الكتاب اذ فرقوا دين ابراهيم و موسى و عيسى فجعلوه اديانا مختلفة و كل منه مذاهب تتعصب لها شيع مختلفة يتعادون و يتقاتلون فيه و ذهب بعض اخر الى انها نزلت فى اهل البدع و الفرق و الاسلامية و المذاهب التى استحدثت ففرقت وحدة الامة " و الصحيح انها نزلت فى الامم السابقة على الاسلام لان وقت نزول الاية الشريفة على رسول الله صلى الله تعالى عليه و اله و صحبه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى كان الاسلام بخير و لم يكن هناك فتن و لا احزابا و لا فرقا و لا شيعا بين المسلمين اما الاعجاز بها فى الاخبار بالغيب من انه سيحدث بين المسلمين ذلك فى يوم من الايام و بالفعل قد حدث اما نزولها بالتخصيص وقت الرسالة فى حق الامم السابقة كلها و هذا دليل على قدم التشيع جدا و دليل اخر على قدم التشيع { ان فرعون علا فى الارض و جعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح ابنائهم و يستحى نسائهم انه كان من المفسدين } [ القصص - 4 - ] و التخصيص فى هذه الاية فى الشيع فى زمن موسى عليه السلام وقت حكم فرعون موسى و ايضا دليل اخر { قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم و يذيق بعضكم باس بعض انظر كيف نصرف الايات لعلهم يفقهون } [ الانعام - 95- ] و معنى الايات ان الله تبارك و تعالى يحذر هذه الامة ان تطغى او تبغى و يذكرها بقدرته و جبروته بأنه يستطيع ان يرسل عليها عذابا و يجعلها ضعيفة بالتفرق و تقدير الكلام انه طالما يذكرهم بقدرته على فعل شيء اذن يقتضى تذكيرهم بالقدرة على النظر لما حدث فى الامم السابقة و هذا ما حدث فى الايات التى ذكر فيها الشيع و الاشياع فى عهد نوح و ابراهيم و موسى مع ملاحظة ان الفرق الشيعية الاسلامية لم تكن قد تكونت بعد و الدليل على ان الامر لم يحدث او يظهر فى عهد الرسول عليه الصلاة و السلام هو قول الحق تبارك و تعالى { و ما كان الله ليعذبهم و انت فيهم و ما كان الله معذبهم و هم يستغفرون } [ الانفال -33 - ] و ايضا لا يخفى وجود التشيع قديما و ايضا الدليل على قدم التشيع { و ان من شيعته لابراهيم } [ الصافات - 83 - ] على اختلاف نوع التشيع فهذه الاية تدل على تشيع ابراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام للنبى نوح عليه الصلاة و السلام فى الخير و نكتفى بهذا القدر من الادلة على قدم التشيع و محاولة الوصول للجذور التاريخية له
[ الجذور التاريخية للتشيع او الشيعة ]
- عن طريق التجارة مع الهند -
" كان العرب قد عرفوا الهند قبل الاسلام و احبوها الى حد انهم اتخذوا منها اسما لنسائهم كما يذكر محمد بن يوسف الهندى و يفصل الخليج العربى بلاد الهند عن هذه الجزيرة العربية و لهذا كان من الطبيعى ان يكون هذا المانع المائى هو اول حلقة اتصال بين العرب من ناحية و بلاد الهند و السند من ناحية اخرى و قد قامت العلاقات التجارية بين الجانبين منذ الاف السنين قبل الميلاد فكانت قوافل العرب تأتى بتجاراتها الى بلاد الهند بل استقر بعض العرب فى مناطقها الساحلية و اندمجوا فى اهلها كما حمل العرب منتجات شبه القارة الهندية و تمارها الى بلادهم الاصلية و لما كانت تجارتهم عن طريق البحر كان من الطبيعى ان يقتصر اتصالهم على الشواطىء و السواحل و لا سيما الساحل الغربى و الجنوبى و هناك كلمات من اللغة الهندية موجودة فى القران الكريم و اقوال الرسول مثل " مسك – و زنجبيل – و كافور – "
[ المرجع \ محمد بن القاسم الثقفى فاتح الهند - الاستاذ الدكتور . عبد الحليم عويس - ]
- \ ملاحظة \ يقتضى دخول التجارة الى بلاد ايضا يقتضى دخول التجار مع تجاراتهم و كل من يدخل بلد من البلاد و يخالط اهله يعرف عنهم الكثير و الكثير و قد عرف الهند عن بلاد العرب الكثير و انتشر الاسلام بعد ذلك فى البلاد الهندية من جراء التجارة و ايضا بالمثل عرف العرب عن الهند الكثير و عبادتهم لبوذا و البقر و انواع الاشخاص و الحيوانات المختلفة و هو ما نطلق عليهم لغة الشيعة و لكن فى الباطل لكل من يعبدونه و نطلق عليهم اصطلاحا الكفار اى الذين جعلوا لله تعالى ندا و هو خلقهم لان الكفر هو الفعل الذى اكد تشيعهم لغير الله تعالى و هو ما يتفق مع الشيعة فى الاسلام بعد ذلك من عبادة الشخص و جعله ندا لله تعالى
[ الملاحظة \ خاصة بالباحث جمال الشرقاوى \ ]
[ احتكاك العرب بالبلاد المجاورة ]
لم تكن جزيرة العرب منعزلة او منطوية على شعوبها و انما كانت ذات احتكاكات بالبلاد المجاورة فى رحلات تجارية متكررة و منتظمة " و يلاحظ ان هذه المنطقة لم يكن عهدها بالعرب بعد ظهور الاسلام بل تؤكد الدراسات انها كانت ذات صلة وثيقة بالعرب عن طريق الرحلات التجارية البحرية بين الصين و الهند قبل ظهور الاسلام "
[ المرجع \ عنوان دخول الاسلام الى ارخبيل الملايو – تأثر اللغة الملايوية باللغة العربية – قراءة فى الاسباب و النتائج - الدكتور صالح محجوب التنقارى - ]
- \ ملاحظة \ اذا وصلت قوة العلاقة بين العرب و جيرانهم الى التاثير اللغوى العربى فى الهند و العكس التاثير اللغوى الهندى فى الجزيرة العربية و هذا يقتضى معرفة العادات و التقاليد الشائعة فى كل من الجنس العربى و الجنس الهندى و هو ما ساعد على سهولة انتشار الاسلام فى الهند و ايضا ما ساعد على دخول عادات الهند و الصين الى البلاد العربية قبل ظهور الاسلام و منها عبادة البشر و التشيع الذى اصبح فيما بعد بشكله المعروف فى فئة " الشيعة "
[ الملاحظة خاصة بالباحث جمال الشرقاوى ]
[ و نرُدُ جذور التشيع الى البوذية التى نشأت فى الهند و الصين قديما ]
و مازلنا نتكلم عن الاصول التاريخية البعيدة و القديمة جدا لعملية التشيع او " للشيعة "...... " و نظرا لان الصينيين القدماء اعتقدوا فى عدم هلاك الروح فقد كانوا غالبا يعبدون البشر المميزين بعد موتهم فكان كونفوشيوس يُعبد على انه السيد و الاستاذ الروحى للمثقفين فى الصين القديمة و بجانب كل مدرسة كان يوجد معبد لكونفوشيوس التى كانت تسمى ايضا معابد الثقافة كانت مراكز روحية للعلماء الصينيين على مدى 2000 سنة و كان لعامة الناس معابد مخصصة لكونفوشيوس تسمى معابد العلماء كما قدس الصينيون القدماء قوان يوى الذى عاش فى عام 169 الى عام 219 و كان قائدا عسكريا عظيما فى امبراطورية هان الاخيرة و بفضل بسالته وولائه قدسته الاجيال التالية كإله الحرب و فى الصين القديمة كانت معابد كونفوشيوس و نتيجة لامانة قوان يوى و استقامته و عدم شراهته كان يُعبد ايضا على انه حارس التجارة "
[ المرجع \ التاثير الدينى فى العمارة الصينية \ حسين اسماعيل ]
- \ ملاحظة \ و القارىء لهذا المقال يجد التشابه الظاهر بين اهل الكفر فى مثل عبادة البشر و الشيعة دائما عباد للبشر المميزين بصفة عامة ففى الاسلام كان الشيعة و بل و لا يزالون الى اليوم يعبدون على و ابنائه و احفاده بغير حق و على باطل و كذلك مثلما عبد الصينيون القدماء كو نفوشيوس عبد الشيعة على بن ابى طالب و جعلوا منه إلها و اعطوه صفات اعلى من مقام الالوهية فى الاسلام سبحانه و تعالى عما يقولون علوا كبيرا و كما قدس الصينيون ايضا قوان يوى قدس الشيعة فى الاسلام ابناء على بن ابى طالب رضى الله عنه و احفاده و الان هم يقدسون الخمينى و ائمتهم لدرجة انهم يأكلون برازهم و يشربون ابوالهم و من لا يصدق فليبحث فى جوجل " يوتيوب " " الشيعة يأكلون غائط الائمة " ؟؟؟!! سبحان الله العلى الاعلى الوهاب اشهد ان لا ال الا الله و اشهد ان محمدا رسول الله و اتبرأ من الشيعة و من كل ملل الكفر ما اعلم منهم و ما لم اعلم و الحمدلله رب العالمين على نعمة الاسلام و صحيح الاعتقاد و كفى بها من نعمة و التشيع قديما جدا بل و جذوره ممتدة الى اليوم و ليس التشيع ولد زمن الرسالة الاسلامية و ليس وليد لحظة تولى على بن ابى طالب رضى الله عنه الخلافة و نزاعه مع معاوية بن ابى سفيان فالتشيع اقدم من ذلك بكثيركما نحاول توضيحه للقارىء حتى يفهم ما هو المقصود من مدلول كلمة " شيع " و " شيعته " و " شيعا " الواردة فى القران الكريم و يعلم القارىء ان هناك تشيع على حق و هو تشيع الصحابة رضى الله تعالى عنهم لله تعالى و رسوله محمد صلى الله عليه و سلم و كذلك تشيع فئة من الناس لاى نبى و رسول على الحق و تشيع اى فئة من الناس لرجل او لفئة اخرى من الناس على الحق و فى الحق الواضح الجلى المبين و هناك تشيع على باطل مثل تشيع الشيعة فى الاسلام لعلى رضى الله عنه و هم لم ينصرونه ابدا و تشيع شيعة ايرن و سوريا و لبنان و غيرهم على مستوى العالم اجمع لفكرة على هو الوصى و اتخاذهم ال البيت غرضا ليطعنوا به فى الاسلام و يقللوا من شأن الصحابة رضى الله عنهم و ارضاهم فانهم ينصرون الخمينى عليه لعائن الله تعالى و هو ميت و ينفذون كلامه ووصاياه و لهم حفاظ على عهوده و مواثيقه و لم يحفظوا عهود و مواثيق على بن ابى طالب رضى الله عنه !!! و الاحرى ان يعودوا لسنة المصطفى عليه الصلاة و السلام و ان يحفظوا عهوده و مواثيقه بدلا من الانصياع الاعمى للسيستانى و الخمينى و خامنئى و غيرهم من الكفار فى ايران و جميع انحاء الكرة الارضية بل و يعينون اهل الكفر على اهل الاسلام قاتلهم الله تعالى و خيب مسعاهم فانهم شوكة عظيمة فى ظهر المسلمين
- \ تعقيب \ ان الدارسين المسلمين الذين بنوا فكرهم على شخصية اليهودى " عبد الله بن سبأ " او كما يسمونه فى مؤلفاتهم " ابن السوداء " و لم يجدوا غيره ليعلقوا عليه قصور جهدهم جعلوا منه شخصية عظمى و لنا عدة سؤالات كيف دخل هذا اليهودى " عبد الله بن سبأ " بين الصحابة و هو نكرة و ربما يكون كافرا و مشكوك فى عدالته ؟! و هم من هم الصحابة رضى الله تعالى عنهم و ارضاهم العدول اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم الذى اختارهم الله تبارك و تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه و سلم و هم ذووا البصيرة و الالباب الفطانة كيف يدخل هذا النكرة بينهم ؟! و كيف يسمحوا له ان يتكلم فى حضرتهم ؟! و كيف يتكلم بكفر فى مجالسهم ؟! و هل هم لا يعرفون هل على بن ابى طالب احق بالخلافة ام عثمان ؟! و هل لا يعرفون هل على بن ابى طالب احق بالخلافة ام معاوية ؟! و هل على بن ابى طالب احق بالخلافة ام ابى بكر و عمر رضى الله تعالى عن الجميع و ارضاهم ؟! و الجواب هم كانوا يعرفون كل شيء اذن ففيم الخلاف ؟! هل بسبب شخصية قال عنها البعض انها حقيقة و قال عنها البعض انها وهمية لم يكن لها وجود فلطالما وصل الامر الى حد الاختلاف على شخصية مثل " ابن سبأ " اذن لا يستطيع باحث منصف عدل ان يتخذه شماعة رئيسية يعلق عليها اختلاف العلماء فضلا عن اتخاذه سببا رئيسيا لاختلاف الصحابة رضى الله عنهم و من هنا اقول فلو كان " ابن سبأ " هذا الذى زرع الفتنة فى الدولة الاسلامية فى زمان الخلافة الرشيدة و تحول استقرار الدولة الاسلامية فى ظل الخلافة الراشدة الى فتن و قلاقل و اضطرابات حتى وقف الصحابة رضى الله عنهم بعضهم لبعض بالمرصاد فقتلوا بعضهم بعضا كما هو مذكور فى كتب السير و التاريخ و الله تعالى اعلى و اعلم لكان هذا الشخصية المختلف على وجودها او عدم وجودها بين اهل العلم " عبد الله بن سبأ " اليهودى هذا يستحق ان يكون الخليفة لانه تحكم فى دولة بل امبراطورية بأكملها و ليست اى امبراطورية بل هى دولة الاسلام بخلافتها الراشدة و فيها صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم و هم اعدل اهل الارض و افقه اهل الارض و اعمقهم قلوبا و اقلهم تكلفا.... و ربما يسأل ساءل و ما الذى حدث اذن فى هذا الامر ؟! نقول بالله تبارك و تعالى بعد وفاة رسول الله صلى الله تعالى عليه و اله و صحبه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى تولى شيخ الاسلام و الر جل الثانى فى الاسلام ابا بكر رضى الله عنه الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم و هناك دلائل كثيرة فى هذا الشأن ثم بعده تولى الخلافة امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه و ارضاه ثم بعده تولى الخلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه و اى من الرجال الثلاثة لم يختلف عليهم الصحابة رضى الله عنهم و فيهم على بن ابى طالب رضى الله عنه و هنا دليل قوى جدا يدل على ان على بن ابى طالب رضى الله عنه لم يعترض على خلافة كل منهم و هو ان على بن ابى طالب يعرف ان الامارة يوم القيامة خزى و ندامة و ان من يصارع و ينافس على الدنيا و يقول انا احق بالملك او بالامارة هو يبتغى عرض الدنيا و لا يبتغى الاخرة و ان من ُطلب الى شيء أعين عليه و ان من طلب شيء بلسانه و اراده و سعى اليه لم يُعن عليه و ابا الحسن على بن ابى طالب رضى الله عنه اعلم الناس و افقه الناس فهل كان لم يفهم ذلك حتى ينافس على عرض من الدنيا و حطام زائل ؟؟!! و الحق ان على رضى الله عنه قبل الخلافة كارها لانه يعرف جيدا الحديث الصحيح الذى معناه ان القاضى العدل يأتى يوم القيامة فيتمنى ان لم يكن قد حكم بين اثنين فى تمرة قط و قاضيان فى النار و قاضى فى الجنة و الامام على بن ابى طالب يعرف هذه الاحاديث جيدا و كان رضى الله عنه اورع الناس و افقه الناس فكيف يتكالب على الدنيا و انما التكالب الحقيقى على عمل الصالحات و التنافس انما يكون على الوصول للجنة و رضا الرب سبحانه و تعالى و ليس لطلب السلطة و رضا الناس هذا هو الامام على بن ابى طالب رضى الله عنه الحقيقى و ايضا يبقى السؤال قائما ففيم الخلاف اذن ؟! و الجواب ان جوهر الخلاف يتركز فى نقطتين هما النقطة الاولى هى افضلية على بن ابى طالب و تقديمه على معاوية بن ابى سفيان فى الخلافة اذا حكمنا بين الرجلين و اذا وضعا فى ميزان التقييم بين الرجال فهنا ترجح كفة الامام على رضى الله عنه على كفة معاوية ثم ان معاوية هو الذى زج بنفسه امام على بن ابى طالب ينازعه الخلافة و ليست لمعاوية بن ابى سفيان فى الخلافة ناقة و لا جمل و لا هو كان منذ اللحظة الاولى فى ميزان الترجيح لها مثل ابى عبيدة بن الجراح و عبد الله بن عمربن الخطاب و عبد الرحمن بن عوف و سلمان الفارسى و صهيب الرومى و غيرهم رضى الله عنهم و ارضاهم فمعاوية بن ابى سفيان رضى الله عنه لم يكن من هؤلاء و لا معهم حتى يؤخذ فى الاعتبار انه الخليفة و انما دخل معاوية بن ابى سفيان الى هذا الميدان بأنه طلب من على بن ابى طالب رضى الله عنه الثأر من قتلة عثمان بن عفان رضى الله عنه فكيف يصير الخليفة ؟! اذن هى فكرة زُينت للرجل من اى جهة ما او شخص ما فوضع نفسه قبالة على بن ابى طالب و لم يكن له ان يكن خليفة للمسلمين و فيهم على بن ابى طالب رضى الله عنه و كل العلماء المسلمين مجمعون على ان الخليفة هو على بن ابى طالب لا معاوية بن ابى سفيان و هى اذا حكمنا بين الرجلين من الذى يستحق الخلافة فة ؟! فيكون بالقطع على بن ابى طالب لانه افضل من معاوية بن ابى سفيان و الله تعالى اعلى و اعلم فهى موازنة افضلية بين الرجلين يتوقف عليها استحقاق احدهما بالخلافة و اما بين ابى بكر و عمر و عثمان من ناحية و بين على بن ابى طالب من ناحية اخرى فليس بينهم افضلية لانهم اى الاربعة الرجال فضلاء جميعا و هم كذلك الصف الاسلامى الاول بلا شك و لا جدال و انما جاءت الخلافة على حسب الترتيب الذى كان لكل شخصية و ما تستطيع فعله و مدى القبول لها الذى كان سائدا لها عفويا و قدريا فى عهد الرسول صلى الله عليه و سلم و الذى ارتضاه لهم فى حياته رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم ارتضوه بعد ذلك عامة المسلمين فضلا عن جميع الصحابة رضى الله عنهم فهم عدول و انما كان معاوية بن ابى سفيان على عظم شأنه كان متأخرا عن ذلك الصف و لم يكن ابدا منه و كذلك ليس بين هؤلاء الاربعة الرجال ابى بكر و عمر و عثمان و على فارقا فى الفضل و لا يقال فى شأنهم هذا هذا يستحق الخلافة و هذا لا يستحقها و أما النقطة الثانية فهى انهم لما نازع معاوية بن ابى سفيان الامام على بن ابى طالب الخلافة اجتهد على بن ابى طالب و مستشاريه فقرروا قتال معاوية بن ابى سفيان و اجتهد معاوية بن ابى سفيان و مستشاريه فقرروا حرب قتال على بن ابى طالب و هنا انشق الصف المسلم نتيجة اجتهاد خاطىء من الفريقين لان المسلمين قتل بعضهم بعضا و نبذ بعضهم بعضا و اشقت عصا الصف المسلم و لم يكن معاوية بن ابى سفيان الخليفة الا عندما تنازل له الحسن بن على بن ابى طالب عن الخلافة ليحقن دماء المسلمين و كما تنبأ الرسول صلى الله عليه و سلم فى حياته بهذا الامر و لنا ان تساءل او لاى شخص ان يتساءل لماذا اجتهد الصحابة اجتهاد خاطىء فى هذا الامر اولا لان الصحابة رضى الله عنهم و ارضاهم بشر و البشر يخطىء و يصيب و هم اجتهدوا قدر طاقتهم فأخطأوا و لهم اجرهم عند ربهم عز و جل و ثانيا لانهم لم يكن عندهم فقه واقع و لا فقه موازنات و لا فقه اولويات فقط كل ما كان عندهم هو القران و السنة على اطلاقها نصوص فحسب فأخذوها كما هى و نفذوها بدون تأويل و بحكم زمانهم و على قدر طاقتهم فأخطأوا و هم يطلبون الحق قتلوا بعضهم بعضا و هذا ليس قدح فى شخصية الصحابة الفضلاء العدول و انما هو مدح لهم لانهم اعتقدوا ان هذا هو الحق فقاتلوا من اجله كما هى عادتهم فى نصرة الحق رحمهم الله تعالى و رضى عنهم و ارضاهم اجمعين و انما تجديد الخطاب الدينى مهم مع تطورات العصر لفهم العصر نفسه و لذلك يقع الوهابيون السلفيون فى هذا المأزق الحرج اليوم و معهم مرتزقة الفضائيات صبيانهم يؤججون الفتن ايضا بالقران و السنة بدون تأويل و بدون الالتفات للعصر المعاصر و قضاياه
كتبت هذا الجزء من البحث فى القاهرة \ يونيه \ الخميس
30 \ 6 \ 2011 م الساعة 2 بعد الظهر
جمال الشرقاوى
[ صحفى \ وكالة انباء مصر \ ]