حقيقة المقطع [39] من الخلفاء و الائمة
من سلسلة " القادمون "
دراسة و تحليل و تعقيب
[ الداعية الاسلامى الباحث \ جمال الشرقاوى \ ]
[3]
ان لكل شيء او قضية وجهان هما وجه ظاهر ووجه باطن و الظاهر هو الجزء المكشوف من القضايا و هو ما يراه الناس و يقعوا فيه بفجاجة و الباطن هو العمق و الجذر الخفى الذى لا يراه الا الغواصون فى الاعماق البعيدة بحثا عن الجواهر و الدرر و الذى يغوص فى العمق السحيق هو الوحيد الذى يحكم على هذه القضايا الحادثات و الاشياء لانه اخبر بها من غيره و الحقيقة انه لا توجد قضية او اى موضوع حيوى يهم الناس يظهر على سطح الحياه مرة و احدة ليشغل الناس و الراى العام فلطالما ظهر شيء و اثر فى الناس و احدث دوى فهو له باطن و جذور يمتد اليها فالذى يغوص فى الاعماق و يرى ما لا يراه الاخرون يعرف من اين اتى الجذر و الى اين يمتد و من هنا نبحث فى تاريخ الشيعة الظاهر و الباطن الجذور البعيدة و ما امتدت اليه و هنا تبن لنا عدة محاور هى " الجذور التاريخية و امتدادها " و "الجذور السياسية و امتدادها " و " الجذور الدينية و امتدادها " و " الجذور الاجتماعية و امتدادها " و ايضا ينقسم التشيع بحسبها الى اربعة انواع هم التشيع التاريخى و التشيع السياسى و التشيع الدينى و التشيع الاجتماعى و سنبين مدى تاثير كل هذه الانواع فى حياتنا المعاصرة
" الجذور التاريخية للشيعة و امتدادها "
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى " و كذلك اذا صار لليهودية دولة بالعراق و غيره تكون الرافضة من اعظم اعوانهم فهم دائما يوالون الكفار من المشركين و اليهود و النصارى و يعاونونهم على قتال المسلمين و معاداتهم " \ منهاج السنة النبوية \ و سواء كانت بداية التشيع على يد " عبدالله بن سبأ " اليهودى الذى اختلف العلماء فى وجوده فبعضهم قال انه شخصية حقيقية و هو يهودى ملقب بان السوداء لان امه كانت سوداء من الحبشة و البعض الاخر شكك فى وجوده و كذلك الشيعة و لذلك ساستبعد الاحتجاج به لانه صار شخصية مجروحة و علميا لا يجوز الاحتجاج بمثل هذه الشخصية او سواء بدأ التشيع اثر مقتل عثمان ابن عفان رضى الله تعالى عنه و ارضاه و هذا هو الراجح عندى و الله تبارك و تعالى اعلى و اعلم لان ما حدث بعد وفاة الرسول صلى الله تعالى عليه و اله و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى مباشرة و توجه وفد من المسلمين المؤمنين لسقيفة بنى ساعدة و فيهم ابو بكر الصديق و عمر ابن الخطاب و ابو عبيدة ابن الجراح رضى الله عنهم و ارضاهم اجمعين ليأخذوا البيعة لابى بكر رضى الله عنه و بالفعل اخذت له البيعة و تخلف اربعة من كبار الصحابة فى اعطاء البيعة لابى بكر رضى الله عنه و هم ابى ذر الغفارى و سلمان الفارسى و المقداد ابن الاسود و العباس ابن عبد المطلب رضى الله عنهم لانهم اعتقدوا ان بعد وفاة الرسول صلى الله تعالى عليه و سلم بلا مبتدا و لا منتهى ان على ابن ابى طالب رضى الله عنه هو الاحق بالخلافة لانه ابن عم النبى صلى الله تعالى عليه و سلم بلا مبتدا و لا منتهى و زوج ابنته فاطمة الزهراء رضى الله عنها فالبعض من العلماء المسلمين استدلوا بان هذه بذور التشيع فى بدايته الاولى و الحقيقة ان هذا كلاما جانبه الصواب فهو تعاطف دينى بسبب موت رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم بلا مبتدا و لا منتهى و كأنهم لا يريدون ان يفقدوا اثره صلى الله عليه و سلم فنادوا لعلى بالخلافة و هم فى الحقيقة لم ينادوا بالخلافة لعلى رضى الله عنه و انما كان راى عاطفى فرضته عليهم الظروف و لا اعلم ابدا مخالفا لابى بكر فى اخذه البيعة و توليه الخلافة و لا على ابن ابى طالب رضى الله عنه لانه اعطى البيعة لابى بكر الصديق رضى الله عنه بحضور الصحابة رضى الله عنهم ثم مكث فى بيته ستة اشهر لمرض السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنه و ارضاه و بعد ان توفيت رضى الله عنها خرج و جدد البيعة لابى بكر مرة اخرى فلا يتقول مسلم جاهل بالتاريخ الاسلامى او شيعى كافر يدس لهدم الدين الاسلامى عقيدة و شريعة ان على رضى الله عنه اعطى ابى بكر رضى الله عنه البيعة كرها او " تقية " و قال العلماء المحققين " ان هذه بيعة ثانية بسبب ما كان قد وقع بسبب الميراث من وحشة مع مبايعة على لابى بكر رضى الله عنهما فى بداية الامر " و من حديث عائشة رضى الله عنها ان عليا قد تخلف عن بيعة ابى بكر حياة فاطمة ثم انه بعد وفاتها التمس مصالحة ابى بكر و بايعه معتذرا له بانه ما كان ينافس ابا بكر فى ما ساقه الله اليه من امر الخلافة لكنه كان يرى له حق المشورة لقرابته من رسول الله صلى الله عليه و سلم " \ فتح البارى شرح صحيح البخارى كتاب المغازى باب غزوة خيبر \ اما الحديث الذى استند اليه بعض العلماء من اهل السنة و احتج به الشيعة الكفار بان التشيع بدا فى زمن النبوة و هو [ و الذى نفسى بيده ان هذا و شيعته لهم الفائزون يوم القيامة ثم قال انه اولكم ايمانا معى و اوفاكم بعهد الله و اقومكم بامر الله و اعدلكم فى الرعية و اقسمكم بالسوية و اعظمكم عند الله مزية قال و نزلت " ان الذين امنوا و عملوا الصالحات اؤلئك هم خير البرية " قال كان اصحاب محمد اذا جاء على قالوا قد جاء خير البرية ] قال الشيخ ناصر الدين الالبانى " موضوع " \ المرجع - السلسلة الضعيفة \ و هو قول مردود من وجوه
اولا -منافاة التشيع بهذه الصورة للواقع و مقتضى الحال اذ كيف يوالى الصحابة رضى الله عنهم و ارضاهم على رضى الله عنه و يتشيعون له و فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم الذى قال فى الحديث الصحيح [ و الذى نفسى بيده لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده ] تخريج السيوطى " حم - خ - ن - " عن ابى هريرة - تحقيق الالبانى صحيح فى الجامع الصغير - \ صحيح و ضعيف الجامع الصغير \
ثانيا - منافاة التشيع بهذه الصفة فى هذا الحديث " الموضوع " للقران الكريم
لان الله عز وجل نهى المسلمين عن رفع اصواتهم بحضرة سيدنا و مولانا محمد صلى الله تعالى عليه و سلم بلا مبتدا و لا منتهى فقال { يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبى و لا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم و انتم لا تشعرون }
[ الحجرات \ 2 \ ] و هذا فى رفع الصوت فقط مما يؤدى لاحباط الاعمال فكيف بموالاة شخصا اخر غير النبى صلى الله تعالى عليه و سلم بلا مبتدا و لا منتهى و كان هذا الشخص على ابن ابى طالب رضى الله عنه
ثالثا - منافاة التشيع بهذه الصورة للسنة النبوية الشريفة
و فى الحديث الصحيح عن كعب ابن مالك رضى الله عنه الذى فى اخره [ فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم : بل الدم الدم و الهدم الهدم انتم منى و انا منكم احارب من حاربتم و اسالم من سالمتم ] \ فقه السنة \ فكيف الصحابة يتشيعون لعلى رضى الله عنه و يتركون النبى صلى الله تعالى عليه و سلم بلا مبتدا و لا منتهى
رابعا - منافاة هذا التشيع لعلى رضى الله عنه لحقيقة " تشيع الصحابة " رضى الله عنهم لرسول الله صلى الله عليه و سلم الذى كان الصحابة كلهم و منهم على ابن ابى طالب رضى الله عنهم اجمعين يفدون رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم بلا مبتدا و لا منتهى بارواحهم و انفسهم و اجسادهم " عن انس ان ابا طلحة كان يرمى من بين يدى رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم احد و النبى صلى الله عليه و سلم خلفه يتترس به و كان راميا و كان اذا رمى رفع رسول الله صلى الله عليه و سلم شخصه ينظر انى يقع سهمه و يرفع ابو طلحة صدره و يقول هكذا بابى انت و امى يا رسول الله لا يصيبك سهم نحرى دون نحرك " \ فقه السيرة \ و كذلك ما بلغ من شدة حبهم له صلى الله تعالى عليه و سلم بلا مبتدا و لا منتهى " ثم ان عروة جعل يرمق اصحاب النبى صلى الله عليه و سلم
بعينيه قال فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه و سلم نخامة الا وقعت فى كف رجل منهم فدلك بها وجهه و جلده و اذا امرهم ابتدروا امره و اذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه
و اذا تكلم خفضوا اصواتهم عنده و ما يحدون النظر اليه تعظيما له صلى الله عليه و سلم فرجع عروة الى اصحابه فقال اى قوم و الله لقد وفدت على الملوك ووفدت على كسرى و قيصر و النجاشى و الله ان رايت ملكا قط يعظمه اصحابه كما يعظم اصحاب محمد محمدا و الله ان تنخم نخامة الا وقعت فى كف رجل منهم فدلك بها وجهه و جلده و اذا امر ابتدروا امره و اذا توضأ كادوا يقتتلوا على وضوئه و اذا تكلم خفضوا اصواتهم عنده و ما يحدون النظر اليه تعظيما له و انه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها " \ تفسير ابن كثير \ فهذه الاسباب و الدلائل الصحيحة تدل بطلان الحديث الذى يتمسكون به الشيعة الكفرة الفجرة و امتداد هذه الخرافات العقلية و البدع المكفرة و العقائد الباطلة الى المجتمعات الاسلامية و تاثيرها فى شق وحدة الصف المسلم
[ و البقية تأتى ]
كتبت هذا المقال فى القاهرة \ ابريل \ الثلاثاء
5 \ 4 \ 2011 م الساعة 7 مساءا
جمال الشرقاوى