حقيقة المقطع [39] من الخلفاء و الائمة
من سلسلة " القادمون "
دراسة و تحليل و تعقيب
[ الداعية الاسلامى الباحث \ جمال الشرقاوى \ ]
[7]
و مازلنا مع الجذور التاريخية للشيعة و مازلنا نرى الاخطاء التى تحدثت عن نشأة الشيعة تتوافد فى كتابات الاخرين سواء كانوا مسلمين ام غير مسلمين يخلطون بين نشأة الشيعة تاريخيا اى بين الجذور التاريخية للشيعة و بين الجذور الدينية و على سبيل المثال هذا الخطا الواضح [ يؤمن الشيعة ان التشيع هو الاسلام ذاته و يتبناه الشيعة انفسهم حيث يرون ان المذهب الشيعى اصلا لم يظهر بعد الاسلام و يعتقدون انه الاسلام ذاته و يرون ان المسلم التقى يجب ان يتشيع و يوالى على بن ابى طالب و بالتالى فان التشيع هو ركن من اركان الاسلام الاصيل وضع اساسه النبى محمد نفسه على مدار حياته و اكده قبل موته فى يوم " غديرخم " عندما اعلن الولاية لعلى من بعده كما يرون ان الطوائف الاسلامية الاخرى هى المستحدثة ووضعت اساسها من قبل الحكام و السلاطين و غيرهم من اجل الابتعاد عن الاسلام الذى اراده النبى محمد فى الاصل ] " المرجع \ ويكبيديا \ تحت عنوان " نشأة المذهب الشيعى \ " و هذا خطأ فاحش لانه يتكلم فى امر دينى بحت و معتقد ضال و فاسد من الناحية الدينية و انما هو لا يتكلم عن الجذور التاريخية و لا يمت بصلة لنشأة المذهب الشيعى و كذلك ما حدث فى اجتماع السقيفة و مبايعة ابى بكر بالخلافة و لم يبايع بضع من الصحابة كانوا مع على بن ابى طالب مشغولون بوفاة الرسول صلى الله عليه و سلم و دفنه و هذا هو الامر الحقيقى على الراجح لتأخر اعطائهم البيعة لابى بكر فى حينها مباشرة و هو ليس رفضا و انما تعاطفا مع على و لا اساس له من الصحة و الدليل انهم بايعوا ابا بكر بالاجماع و على رضى الله عنه بايعه مرتين و لو قال الشيعة ان المصادر الحديثية السنية التى لعلماء السنة قالت ان البعض بايع مكرها مثلا كما تدعى الشيعة فالرد عليهم ان الصحابة كانوا وجهاء الناس فى ايامهم و ما كانوا يخنعون لاحد و ما كان احد ان يغصبهم على امر مهما كان و ما كانوا يسكتون على ظلم او افتراء و هذا هو الاصل فى شخصيات الصحابة رضى الله عنهم { رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليهم فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا } فكيف يخافون من ابى بكر مثلا او يوافقون على امر يخالف دين الله تبارك و تعالى و يخالف سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم لان لفظة [ كاره ] التى وردت فى روايات اهل السنة و استغلوها الشيعة لا تدل على شيء فالانسان اليوم غاضب و غدا مسامح اليوم يكره شيء و غدا يقبله و لا اشكال فى هذا الامر اما ان يتخذ هؤلاء الكفرة الفجرة المارقين من الدين ذلك دأبا و ديدنا و بناءا عليها يكون لهم مذهب اسمه " الشيعة " فهم كمن بنى بيته على جرف هار و هو منهار بالفعل و لكنهم يتبجحون و استدل بكلامى هذا على ما فعله الحسين بن على بن ابى طالب مع يزيد بن معاوية بن ابى سفيان فقد وردت فى كتب السنة مفصلة فقد قال الحسين بن على بن ابى طالب " إنا اهل بيت النبوة و معدن الرسالة و مختلف الملائكة بنا فتح الله و بنا يختم و يزيد رجل شارب الخمور و قاتل النفس المحرمة معلن بالفسق و مثلى لا يبايع مثله و لكن نصبح و تصبحون و ننظر و تنظرون اينا احق بالخلافة و انى لم اخرج اشرا و لا بطرا و مفسدا و لا ظالما و انما خرجت لطلب الاصلاح فى امة جدى محمد صلى الله عليه و اله كما قال ايها الناس انكم ان تتقوا و تعرفوا الحق لاهله يكن ارضى لله و نحن اهل بيت محمد اولى بولاية هذا الامر من هؤلاء المدعين ما ليس لهم و السائرين بالجور و العدوان " و من اقواله عليه السلام " " لو لم يكن فى الدنيا ملجأ و لا مأوى لما بايعت يزيد هيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك و رسوله و المؤمنون " و كذلك ورد فى كتب اهل العلم " بلغ اهل العراق ان الحسين لم يبايع يزيد بن معاوية و ذلك سنة 60 هجريا فارسلوا اليه الرسل و الكتب يدعونه للبيعة و ذلك انهم لا يريدون يزيد و لا اباه و لا عثمان و لا ابا بكر انهم لا يريدون الا عليا و اولاده فبلغت الكتب التى وصلت الى الحسين اكثر من خمسمائة كتاب [500] " هذا هو الكره الحقيقى و له اسباب ان شخصية يزيد بن معاوية بن ابى سفيان رجل ماجن فاجر شارب خمر فاسق يستهين بالدين و الحسين بن على بن ابى طالب لا يبايعه و لم يبايعه و لن يضع يده فى يد رجل فاسق مثل يزيد بن معاوية بن ابى سفيان فهل هناك مقارنة بين موقف رفض الحسين بن على بن ابى طالب من بيعة يزيد بن معاوية ابى سفيان و بين موقف على بن ابى طالب و الزبير بن العوام و عمار بن ياسر و المقداد بن عمرو و ابى ذر الغفارى و العباس بن بن عبد المطلب من بيعة ابى بكر الصديق فرفض الحسين بن على بن ابى طالب هو الرفض الذى ليس بعده ايجاب و ليس فيه تردد حاسم و قوى اما ما حدث من الصحابة فهو تعاطف و ليس رفض و ربما بعضهم التبس عليه الامر فاعتقد ان على بن ابى طالب ابن عم النبى صلى الله عليه و سلم و صهره اى زوج ابنته فاطمة الزهراء ام الحسن و الحسين انه احق رجل بالخلافة و القيام بامر الدولة الاسلامية بعد موت رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو لا يعدو الخطأ البشرى الذى لم يسلم منه احدا ابدا فى تقدير الحسابات و سرعان ما اجتمع الشمل و معا تغلب الاصحاب الاطهار الابرار على المرتدين حتى عادوا لحظيرة الاسلام
[ البيئة لها دور ملحوظ فى دخول التشيع لعقائد المسلمين ]
و كما قلنا ان الجذور التاريخية للشيعة تبرز من الاماكن المجاورة و البلاد المجاورة و من الواضح ان لها اصولا يهودية و مسيحية و فارسية و اصولا بعيدة هندية و صينية و الملل الكافرة و المشركة و المذاهب الهدامة و على سبيل المثال لا الحصر مع ملاحظة التشابه بين مذهب الشيعة و بين مذهب هؤلاء الضالين الكفرة من بعيد و من قريب و سنوضح ذلك
[ الايزيدية حقائق و خفايا و اساطير \ زهير كاظم عبود \ ]
1 - الايزيدية :
" كما يشترك اهل الايزيدية و الزرادشتية فى تقديم الخيرات و " تقديم النذور للاموات من الرجال الصالحين " و تقديس الشمس و تمجيدها و السجود لها عند البزوغ و تقبيل الارض كطقس دينى و تعبير الخضوع لها و كذلك " اقامة الشعائر الدينية للموتى " ايناسا لارواحهم و تقديم النحائر و الذبائح و من مشاهداتى فى اضرحة الايزيدية المقدسة لاحظت وجود فتحات على شكل مثلث باتجاه شروق الشمس موجودة فى الاسيجة الخارجية لهذه الاضرحة مما يؤكد مسالة التقديس الذى يكنه الايزيديون للشمس كظاهرة تدلل على القوة الالهية و هذه الاشتراكات تعد فى حكم التاثير الذى اخذته الزرادشتية بحكم التعايش المشترك فى تلك الفترة "
- الملاحظ هنا انهم يشتركون مع الشيعة فى تقديس الرجال الصالحين الاموات و اقامة الشعائر الدينية للموتى
2- " كما ان وجود كلمة ايزيدى مكتوبة بالخط المسمارى و فى العهد السومرى قد تعطى فكرة الوجود فى العراق القديم للديانة الايزيدية من ضمن الديانات الشرقية القديمة و فى كثير من المدونات البابلية و السومرية وردت كلمة ايزيدى مما يدلك على معنى الكلمة منذ العصور القديمة فى بلاد ما بين النهرين "
[ \ الايزيدية حقائق و خفايا و اساطير \ زهير كاظم عبود \ ]
- الملاحظ هنا ان العراق نقطة محورية هامة لتجمع الديانات الارضية الضالة و قد وجدت من العراق مرعى خصيبا جدا للنمو و الازدهار و الانتشار و هو من الاسباب الوجيهة التى ادت الى انتشار الفتن و الثورات فى العراق و عدم استقراره الى الان
3 - " ان الديانة الايزيدية واحدة من اقدم الديانات فى منطقة ميزو بوتاميا و الشرق الاوسط انها عريقة فى القدم و لها اواصر صلة مع بعض الديانات التى برزت فى فترات ما قبل الديانات التى يطلق عليها الديانات السماوية و يمكن للدراسات الاثرية القائمة على اسس علمية فى العراق الحديث و مناطق كردستان فى كل من ايران و تركيا ان تتوصل الى البرهنة على هذه الحقيقة " [ \ كاظم الحبيب \ دراسات منشورة فى مجلة روز \ ]
- الملاحظ هنا ان الاصول الشيعية لها جذور تاريخية بعيدة اغلب او معظم خيوطها نسجت من الديانات الارضية الكافرة فى العراق و فارس فهما القاسم المشترك فى وجود هذه الديانات عاى ارضيهما و هى جذور ممتدة الى ما قبل الاسلام بالاف السنين منذ بوذا و كونفوشيوس و الفراعنة
[ و البقية تأتى ]
كتبت هذا المقال فى القاهرة \ ابريل \ الجمعة
15 \ 4 \ 2011 م الساعة 15و7
جمال الشرقاوى