حقيقة المقطع [39] من الخلفاء و الائمة
من سلسلة " القادمون "
دراسة و تحليل و تعقيب
[ الداعية الاسلامى الباحث \ جمال الشرقاوى \ ]
[6]
[ ازالة الخلط بين المسميات للشيعة ]
تتناول هذه الجزئية من الدراسة عن " الشيعة " البحث فى المسميات الاربعة للشيعة و ازالة الخلط بين المسميات فلا يصح ان نقرن التاريخ الدينى للشيعة بالتاريخ السياسى و لا بالتاريخ الاجتماعى و لا بالجذور التاريخية لهم فكل مسمى من هذه المسميات له معناه الخاص و مدلوله الخاص فكل مسمى من هذه المسميات الاربعة له تاريخه الخاص و ظروفه الخاصة التى نشأ فيها حتى استحكم المذهب الشيعى و صار على ما هو عليه من الفساد و الضلال و انا اريد ان اقف على الحقيقة هل التشيع للامام على ابن ابى طالب كان له جذور ؟ و الجواب هو بالقطع نعم و لكن هناك خلط فى مسالة الرجوع الى الجذور التاريخية و الدينية و السياسية و الاجتماعية للشيعة و هذه الجذور هى التى نستطيع ان نعرف بها و نستدل منها على من احضر التشيع و من طوره و من جعل منه مذهب و له اصول و قواعد و لماذا اتخذوا اهل البيت راسا و حجة يقيمون حولها الادلة على الامامة و السلطة و الغلو و العصمة و هذا الخلط نشأ فى كتابات الباحثين فى الجذور التاريخية للشيعة اى فى اختلاف عقائدهم من حيث اتفاقهم على امر او اختلافهم على امر و لكن انا ابحث عن كيف نشأت الفكرة الشيعية و لا ابحث عن تطورها و بلورتها حتى استوت كحركة و مذهب و صار لها اتباع و اتفقوا على امر او اختلفوا على امر و هذه جزئية نادرة لا توجد فى كتب الباحثين الا مجملا بدون تفصيل و بدون تقصى حقيقى للمرحلة التاريخية لنشأة الشيعة و الحق ان بين الجذور التاريخية و الدينية و الاجتماعية و السياسية للشيعة برزخا لا يرى و قد وقع فى الخلط بين هذه المسميات الاربعة او المراحل الاربعة كثير جدا لان الخط الواهى جدا الذى يربط بين هذه المسميات و بعضها واحدا و هو العامل الدينى فهو الجذر و الاساس الوحيد المشترك و خاصة اهم نقطة محورية فى هذا العامل الدينى الاساسى للشيعة هم اهل البيت على و فاطمة و الحسن و الحسين رضى الله عنهم و ارضاهم و الائمة التسعة [9] الذين خرجوا من صلبهم فيصبح العدد اثى عشرة امام [12]
و هم ترتيبا
1 - الامام على بن ابى طالب
2 - الامام الحسن بن على بن ابى طالب
3 - الامام الحسين بن على بن ابى طالب
4 - الامام على " زين العابدين " بن الحسين بن على بن ابى طالب
5 - الامام محمد بن على الباقر
6 - الامام جعفر بن محمد الصادق
7 - الامام موسى بن جعفر الكاظم
8 - الامام على بن موسى الرضا
9 - الامام محمد بن على الجواد
10 - الامام على بن محمد الهادى
11 - الامام الحسن بن على العسكرى
12 - الامام محمد بن الحسن " المهدى المنتظر " عند الشيعة
و من هذا المنطلق ابدأ فى البحث فى الجذور التاريخية للشيعة
[ البحث فى الجذور التاريخية للشيعة ]
و بعد البحث و العناء عن الجذور التاريخية للشيعة فى التراث العربى فما وجدت غير اشياء تتحدث عن الشيعة من حيث هم فرقة متكونة و مذهب قائم له فكره الخاص فمنهم من قال انه بدأ بعبدالله بن سبأ اليهودى و اراح نفسه من عناء البحث و الدراسة عن اصل هذه الشخصية و هذا الرد و هذه الشخصية مرفوضة عندى لاختلاف اهل التاريخ و الاثر و العلم على وجودها
1 - و الذى لفت نظرى فى شخصية عبدالله بن سبأ هذا انه قيل عنه انه يهودى و من اليمن و اليمن كان بها يهودا و نصارى و ان امه من الحبشة و الحبشة كان بها يهودا و نصارى و ادعى الوهية لعلى بن ابى طالب " بغض النظر عن الشخصية ان كانت حقيقية او وهمية "
2 - و البعض ارجعها الى الاعتقاد فى الائمة و الاولياء من الصالحين و زيارة قبورهم و هو عندى من ضمن مذهبهو و اعتقادهم الدينى و ليس من الجذور التاريخية فى شيء و لكن نستفيد من ذلك ان الذى يعتقد فى الائمة و الصالحين و يقدس قبورهم انما هم المتصوفة و الجهال من المسلمين و طوائف الشيعة و الكفار و المشركين و اليهود و النصارى و البوذيين و طوائف اخرى كثيرة لا يعلمها الا الله تعالى
3 - البعض ارجع نشأة التشيع الى العراق و بعد دخول الاسلام و انتشاره و هو راى وجيه و لكنه ليس كل الحقيقة و من المعلوم ان العراق كان به يهودا و نصارى و مجوس يعبدون النار و كفار و مشركين ايضا
4 - و الخلاصة انى ارجع الجذور التاريخية للشيعة الى اليهود و النصارى و الملل الكافرة و المذاهب الهدامة التى بدات على مر التاريخ بغض النظر عن ارجاعها الى شخصية عبد الله بن سبأ اليهودى الذى اختلفوا عليه كما اختلفوا فى وجوده و بعد اختلاف اهل العلم فيه لا استطيع ان اجعله نقطة محورية فى بحث سيعتمد فى حكمه على هذه الشخصية التى شكك فى وجودها البعض و اثبتها البعض الاخر و هذا لا يصح على المستوى العلمى و الدليل على وجاهة هذا الراى الذى رايته هو وجود الخط الواهى الذى تحدثت عنه سابقا و هو الخط الدينى الذى يربط الجذور التاريخية للشيعة بالجذور السياسية بالجذور الاجتماعية بالجذور الدينية موجود فى كل هذه الاسباب او الدلائل السابقة و لا نحتاج لعناء كثير فى اثباتها انها كانت الاساس و الاصل الشيعى القديم الذى انحدر منه التشيع المغالى فيه الى البلاد الاسلامية بدون الرجوع لشخصية بن سبأ هذا
اولا - ان فى كل البيئات التى بها يهودا و نصارى غالت فى المسيح عيسى و جعلوه الها
كما ورد فى انجيل يوحنا 30 \ 10 انا و الآب واحد
كما غالت اليهود فى العزير و جعلوه ابن الله
كما ورد [ و قالت اليهود عزير ابن الله ] \ التوبة - 30 - \
ثانيا - مغالاة النصارى و اليهود فى تقديس قبور انبيائهم
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ ما امرت بتشييد المساجد ] قال بن عباس لتزخرفنها كما زخرفت اليهود و النصارى \ صحيح - سنن ابى داود - \
ثالثا - فى كل البلاد المحيطة بجزيرة العرب عاش اليهود و النصارى و الكفار و المشركين و المجوس بل و فى الجزيرة العربية نفسها عاشت هذه الطوائف بجانب العرب قبل الاسلام و بعده مما ادى الى احتكاك العرب بهم و احتكاكهم بالعرب فانتقلت عاداتهم الى بلاد العرب مع تقادم العهد بالاسلام و طول الجوار و قدم المعاملات و خاصة ان الاسلام فى الوثيقة التى كتبها رسول الله صلى الله عليه و سلم اول ما هاجر للمدينة انه اقر فى هذه الوثيقة بما لكل طائفة ما هى عليه من عقائد و عبادات و معاملات و اعراف و تقاليد
[ و البقية تأتى ]
كتبت هذا المقال فى القاهرة \ ابريل \ ليلة الخميس
14 \ 4 \ 2011 م الساعة 32و3 ليلا
جمال الشرقاوى