مالا يعرفه الأبناء عن
التاريخ السرى لوالديهم
[2]
رؤية تحليلية و دراسة
بقلم \ جمال الشرقاوى \
و الحقيقة إن هذا الموضوع الشائك أحب أن أضيفه لعلم الإجتماع لأنه يدخل فى إطار المعاملات الإجتماعية بصفة عامة و العلاقات الإنسانية الخاصة بصفة خاصة و هو غريب على القارىء و المثقف العربى الشرقى بصفة عامة بل و خاصة أيضا لأنه ما اعتاد أن يسمع كلمة " التاريخ السرى " إلا و ارتبطت فى ذهنه كلمتان ثقيلتان على اللسان ترفعان إنسان أو تخسفان به الأرض إمَّا المديح لحد قطع الرقاب و إمَّا الفضيحة لدرجة إخراج الإنسان من دائرة البشرية إلى دائرة الشيطانية و ربما يفهم بعض الجهال و أنصاف المتعلمين و الذين يقفون على هامش الثقافة و يدَّعون العلم و الدين من هذين المقالين موقفا و هو إباحة المنكرات " من وجهة نظرهم " أو يتهموننى بالعلمانية الكفرية لأنهم كأنصاف مثقفين و ربما يكونوا أقل من ذلك لا يعرفون إلا إسم " علم الإجتماع " فقط و لكن أنا أقول لكل العالم أن هناك ما أسمِّيه " التاريخ الإجتماعى السرى " لكل شخص و من وجهة نظرى أن له ثلاث درجات أو مستويات تدور فيها معاملات الإنسان و " التاريخ الإجتماعى السرى " هو يبحث فى معاملات الإنسان الخاصة جدا و الأخص من الخاصة - أولا - بين الشخص و بين مجتمعه الكبير و - ثانيا - بين الشخص و بين أصدقائه و المُقربين منهم و - ثالثا - بين الإنسان و بين نفسه و " التاريخ الإجتماعى السرى " ليس حكايات مدح أو فضائح بقدر ما هى إلقاء بؤرة الضوء على جانب مهم من حياة الإنسان الماضية التى يعرفها بعض من عاصروا الشخص فى الماضى و لا يعرفها معاصروه فى الحاضر و منها على سبيل المثال لا الحصر و لن أتكلم عن الغربيين لأن لهم وضعا خاصا فى مسائل مثل زواج و طلاق الأم و الأب و ما يحدث بعد موت الأم أو الأب المهم أن يكن أحدهما حيَّا ليكن " التاريخ الإجتماعى السرى " له أهمية و إلا بموت الأشخاص فيكون عديم الفائدة و هذه الجزئية بالذات يشترك فيها الغربيين و الشرقيين و لكن وجه الإختلاف أن فى مجتمعاتنا الشرقية تأخذ الكرامة و الشرف حدا لا سبيل معه للنقاش و ربما يؤدى للقتل لذلك سيكون الحديث بالأخص عن المجتمع الشرقى العربى الإسلامى مع المقارنة بوضع المجتمع الغربى و أحب أن أنبِّه أن " التاريخ الإجتماعى السرى " لا يصنعه الفرد طواعية و اختيارا و إن كان له دخل فى بعض صناعته و شيء من إرادة سار بها فى مواقفه المختلفة و إنما تصنعه الأقدار و ظروف الحياة و تمليه على الشخص فيسير فى طريق لم يرسمها الإنسان لنفسه إمَّا طواعية و إمَّا اختيارا و بالنسبة للمجتمع الغربى استغل اليهود و الماسون أخبث أهل الأرض أسرار شخصية على بعض ذوى النفوذ أو حتى من الأشخاص غير ذوى النفوذ و لكن باستطاعتهم أن يؤدوا لليهود و الماسونيين أى خدمات من أى نوع فيجندونهم اليهود و الماسون و لكن التجنيد يبدأ باستقطاب الشخص المُعَيَّن رجلا أو امرأة و استدراجه إلى أى رزيلة سواء سرقة أو رشوة فيأخذون عليه دليل أو مستند مكتوب فيذلونه بهذه الوثيقة أو المستند المكتوب و تظل وصمة عار عليه مدى حياته أو يصورون الشخص المُعَيَّن سواء رجلا أو امرأة فى حالة تلبس جنسى فاضحة أو فى حالة لواطة جنسية بين الرجل
المُعَيَّن و بين رجل أخر من جنسه أو يصورون امرأة فى حالة مزرية مع أنثى مثلها بممارسة السُحاق و يذلون بها الأشخاص المُعَيَّنين الذين سيجندونهم لخدمة أغراض يهودية شيوعية صهيونية ماسونية بصناعة " تاريخ إجتماعى سرى " أسْوَد حتى يظل الشخص عبدا لهم و لخدمة أغراضهم و من هنا نفهم أن هذه الفئة الخبيثة اليهودية الصهيونية الماسونية الشيوعية تصنع " تاريخ اجتماعى سرى " لأشخاص سواء فى الغرب أو الشرق كما فى البروتوكول الثامن من " بروتكولات حكماء صهيون " " فسوف نعهد بهذه المناصب الخطيرة إلى القوم الذين ساءت صحائفهم و أخلاقهم كى تقف مخازيهم فاصلا بين الأمة و بينهم و كذلك سوف نعهد بهذه المناصب الخطيرة إلى القوم الذين إذا عصوا أوامرنا توقعوا المحاكمة و السجن و الغرض من كل هذا أنهم سيدافعون عن مصالحنا حتى النفس الأخير الذى تنفث صدورهم به " و الدليل الكبير على هذا الأمر من كتابهم المقدس فى سفر الأمثال العدد - 3 - [ لأن شفتى المرأة الأجنبية تقطران عسلا و حنكها أنعم من الزيت ] فهم تفننوا فى أساليب المكر و الخداع ليجندوا الغير فى حبائلهم ليصنعوا له " تاريخ اجتماعى سرى " لخدمة أغراضهم الفاسدة فى تدمير المجتمعات و السؤال... هل من وقع فى الخطأ الفاحش يستطيع أن يواجه المجتمع بتاريخه السرى ؟ و الجواب لا... نأتى للمجتمع الشرقى و نؤكد أن هناك من كان لص أو قاطع طريق أو مجرما لا يراعى إلا و لا ذمة فى الناس ثم تاب و صار شيخا فتاب و ذهب إلى مكان جديد لا يعرفه فيه أحد بل و صار يحترمونه الناس جدا و يوقرونه و هم يرون جلبابه الأبيض و لحيته المتدلاه على صدره و المسبحة فى يده... هل يستطيع أن يقول لأحد و هو بهذه الهيئة المحترمة أنه كان لصا ذات يوم أو تاجر مخدرات أو ديوث ؟ و الجواب لا... فهذا شكل من أشكال " التاريخ الإجتماعى السرى " للأشخاص و هل تستطيع المرأة الراقصة و الزانية التى تابت و أصبحت لها أهلية الإحترام فى المجتمع أن تواجه من لا يعرفونها بالوجه الأخر بماضى الرقص و الزنى و الخمور و الليالى الحمراء و الأحضان الدافئة ؟ و الجواب لا... و كذلك الأم التى كانت فى شبابها تحب ذاك و تعشق هذا و إن لم تكن لعوب فهى شبه لعوب لا تستقر على حال فاليوم تعرف ذلك الشاب و غدا تتعرف إلى غيره ثم تزوجت و أصبح لها ابناء يعاملونها بكل احترام ...هل تستطيع مصارحة أولادها بتاريخها السرى ؟ و الجواب أبدا... بل و لا يتخيل الأولاد أن أبيهم المحترم له تاريخ سرى كأن كان مرتشيا أو سارقا !!! و لا يتخيلون أن أمهم الوقورة الفاضلة كانت ذات يوم زانية او راقصة أو لعوب !!! و هل المرأة التى تجلس على الأنترنت و الفيس بوك و الشات و الدردشة و تتغنج مع هذا و ذاك و تسمع أحط الكلام من هذا و ذاك و يتقلب قلبها كل لحظة مع رجل غير الأخر...هل تستطيع أن تواجه أولادها بهذا الأمر ؟ و الجواب لا... و أتحدى أن يستطيع إنسان له مخازى و " تاريخ اجتماعى سرى " أن يواجه أولاده أو أحدا لا يعرفه بهذا التاريخ إلا مجنونا غير عاقل و لن يجد القوة ليفعل....و هل تستطيع امرأة أن تواجه أولادها بعد موت زوجها بأنها تتمنى أحضان رجل فى كل لحظة أو تمارس العادة السرية مضطرة لذلك ؟ و الجواب استحالة الإستطاعة و لا حتى الرجل يستطيع أن يواجه أولاده بشيء من تاريخه السرى الخاص به سواء أن ماتت زوجته أو كان مطلقا لها... و هنا يبرز لنا سؤال... لماذا يصبح هذا التاريخ الإجتماعى السرى فى مسائل الزواج و الطلاق أو فى حالة موت الأب أو الأم فى المجتمعات الشرقية عبئا ثقيلا على الفرد و المجتمع ؟! و لماذا هناك فجوة متسعة بين الفرد و المجتمع فى هذا الأمر ؟ هذا ما سنناقشه فى المقال القادم إن شاء الله تعالى
كتبت هذا المقال فى القاهرة \ اكتوبر \ الأحد 2 \ 10 \ 2011 م الساعة 8 صباحا \ جمال الشرقاى
صحفى \ وكالة انباء مصر