" تحطيم العروش و مؤامرة حقوق الانسان "
مقال...... بقلم \ جمال الشرقاوى \
ظهرت فى الاونة الاخيرة الثورات العربية بدات فى تونس الخضراء و مصر ثم ليبيا و سوريا و اليمن و البحرين و فى الطريق الجزائر و المغرب و الاردن و قطر و السعودية و اتمنى ان تسود الثورات الشعبية " ثورات التطهير " العالم العربى كله حتى يبدا عهد جديد بدون طواغيت ولا " الهة مزيفة " و من يرى ما حدث فى كل هذه الثورات الشعبية التى هى فى الحقيقة من نتاج " ظاهرة المظاهرات " التى بدات منذ بضعة سنين حتى تكون الفكر الثورى فى قلوب الجماهير فخرجت غاضبة على حكام ديكتاتوريين و فاسدين و عملاء و اعداء لاوطانهم التى يحكموها و يحتقرون شعوبها فها هو القذر الملوث حسنى مبارك " الصبى الامريكى " كان يحكم بشبع و باستعلاء و ببرود يتناسب مع 83 عاما و عندما خرجت عليه جموع الشعب المصرى الذى كنت انا واحد منهم كان يبرر خروج الناس عليه بان هناك فئات مدسوسة و مدفوعة الاجر و تارة يقول هو و " شوية البلطجية " القوادين اتباعه انها اجندات خارجية و لها اطماع و لما لم يفلح الامر و التدبير الذى اراده هو و شياطينه اعطى الاوامر للجيش ليضرب الشعب بالنار " الرصاص " و باستعمال العنف ضدهم و لما رفض الجيش تنحى فى النهاية و هو ليس تنحى فهو قد انخلع من السلطة عنوة هل هذا المريض المغيب عن الوعى لم يرى كل هذه الجموع خارجة عليه لخلعه و مناهضة لحكمه حتى يظل ثمانية عشرة يوما " 18 " و كان المفروض ان يتنحى من اول يوم او على الاكثر فى اليوم الثانى لكنه مخلوق مجرد من الكرامة و مثله تماما على زين العابدين الرئيس المخلوع من حكم تونس و القذافى رئيس ليبيا المخلوع " مقدما " و على عبدالله صالح رئيس اليمن المخلوع " مقدما " و بشار الاسد رئيس سوريا المخلوع " مقدما" و لماذ اطلق عليهم لقب " المخلوع مقدما " لانهم مخلوعون بالعنف من قلوب شعوبهم منذ فترة طويلة و الان مخلوعون من السلطة ان عاجلا ام اجلا و مع ذلك هم يقولون كلاما لم يقله ابو جهل فى زمانه يقولون ان الثورات المقامة ضدهم اعمال شغب و عنف و دساسئس و مؤامرات و فتن و اجندات خارجية و كلهم نسخ واحدة متكررة من بعضهم البعض و الغريب انهم مغيبون عن الوعى لا ينكسفون و لا يتحرجون و لا يخجلون من جموع الجماهير الغاضبة الخارجة عليهم مضحية بالغالى و الرخيص فلا يرحلون و يتركون الشعب يختار من يحكمه و لا هم يرتبون اوراقهم بفهم سليم للخروج من الموقف الحرج بل على العكس يظهرون فى الاعلام على انهم الحكام الشرعيون للبلاد التى تخلعهم بالثلث و يتكلمون بلا وجل و يكذبون امام الاعلام و يحاولون الظهور على انهم متماسكون و هم فى داخلهم مهزومون جدا و يكابرون و لا يتواضعون لشعوبهم فيأتى " الكلب " من هؤلاء و يعد باصلاحات لم يعملها مثلا منذ عشرين او خمسة عشرة عاما و هو فى السلطة بكامل القوة و الوجاهة و كان الشعب يعرض عليه الاصلاحات و يترجى و لا من مجيب ياتى و هو ذليلا تحت اقدام الجماهير التى لفظته و يعد بالاصلاحات القديمة التى تجاهلها ذاتها و تجاهل الشعب كله معها ذات يوم و كلهم فى السر يأمر الجيوش بضرب الشعوب الثائرة التى ما تواطئت على ظلم لاستحالة هذا العدد من البشر على التواطؤ فى وقت واحد و لهدف واحد و كلهم فى السر يستعين باسياده الاوروبيين و الامريكيين ليثبوا له الامر و يظل حاكما " بالعافية " و لة تنازلوا عن توريث الحكم لابنائهم و كلهم اول ما يفعل فى السر هو الاطمئنان على الثروات التى نهبوها من بلادهم و شعوبهم بغير وجه حق ليروا هل هى فى خزائن الغرب قابعة فى امان ام لا و كلهم بلا استثناء خائف من محاكمة الشعب له بعد خلعه و رد الثروات التى نهبوها هم و حاشيتهم و لماذا يخافون ؟ لانهم غير شرفاء و غير نزهاء و خونة قربوا بلادهم من الاستعمار المعاصر بالسلاح و الاستعمار الاخر الاقوى و هو لىِّ ذراع شعوبهم و اخضاعهم و تركيعهم اقتصاديا و تركهم لخنازير الغرب تنهش لحومهم الطرية عن طريق فتح بلادهم اسواق لمنتجات الغرب و جعل البطالة تسرى فى شعوبهم نتيجة الاستهلاك فقط و لماذا يرضون الغرب على حساب شعوبهم ؟! لانهم يستمدون العون و القوة من الغرب الخارجى و ليس من شعوبهم فى الداخل و تركوا شعوبهم للغرب ليتدخل فى شؤونهم الداخلية و الخارجية بدون وجه حق و يعلمهم الاباحية و يبعدهم عن دينهم و ايضا رضوا بذلك شراذم الحكام المخلوعين المهم هو ان يبقوا حكاما " بالعافية " و فى النهاية و بسببهم ايضا لا يرتضوا ان يتركوا الحكم فى سلام بل لابد ان يكونوا خنازير كما هى عادتهم حتى النهاية يريدون خراب البلاد و هلاك العباد و هم فى السلطة و بعد تركها بتدخل " منظمة حقوق الانسان العالمية " و ورائها تدخل الجيوش الاوروبية و الامريكية باسم " حفظ الامن " و تارة باسم " قوات السلام " مثلما هو حادث فى سوريا و السودان و هو احتلال مقنع و يكون التدخل الاجنبى بصورة اخرى للدفاع عن حق الشعوب المقهورة مثلما تدخلوا الان فى ليبيا و يضربون كما يحلو لهم و هم قوات " الناتو " او " حلف الاطلنطى " و انا لا ادرى لماذا يتدخل الاوروبيون و الامريكان " الروم " فى شؤون عربية خالصة لماذا يتعبون انفسهم بدون داعى و لا دعوة و الشعوب العربية لا تريدهم على الاطلاق و لا تريد تدخلاتهم و هل تدخل منظمة مدنية مثل حقوق الانسان يستدعى تدخل الجيوش ورائها او معها و الجواب هو انما هم يتحججون و يتحينون الفرص للانقضاض على العالم العربى الاسلامى لنهب ثرواته و كنوزه و خاصة ان الطاقة عندهم الى نفاذ فهم مستعدون لعمل اى شيء و لو اجرامى تحت ستار حقوق الانسان و حفظ السلام و هذه الشعارات الكاذبة لنهب الثروات الطبيعية للعالم العربى الاسلامى و لو كانوا يريدون السلام فعلا لحلوا مشكلة الشعب الفلسطينى مع الكيان الصهيونى العدو الاول للعرب و المسلمين و كل هذا من حكام انجاس تسلطوا على الشعوب فاهلكوهم و هم يحكمون و يتركونهم فى بحور من الدماء بعد ان " يغوروا فى داهية " لانهم سيتركون الشعوب بعد ان خلعتهم يناضلون عدوا اخر بالسلاح و المال و هو " الروم " الغرب " امريكا و اوروبا ايها انتبهوا للصراع القادم و استعدوا و هو ان الغرب سيحاول اشعال الفتن فى المنطقة العربية و اللعب على اوتار الدين باثارة الفتن الطائفية و ارجاعكم لعهد الجاهلية فانتبهوا و احذروا و سيكون الفتن التى يشعلونها فى المنطقة العربية تحديدا هى فتنة " محاولة الوقيعة بين السلفيين " او " الوهابيين " و الشيعة و محاولة اذكاء نار الفتنة بين السلفيين " الوهابيين " و الصوفية و هم المارد القادم
كتبت هذا المقال فى القاهرة \ ابريل \ السبت
30 \ 4 \ 2011 م الساعة 15و1
جمال الشرقاوى
[ صحفى \ وكالة انباء مصر