ظاهرة " المظاهرات "
[4]
مقال تحليلى بقلم \ جمال الشرقاوى
فى هذا المقال نحاول تحليل تطور ظاهرة " المظاهرات "حتى اصبحت ثورة عارمة لشعب مصر باكمله اطاحت بحكم الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك اكبر عميل و لص سرق مقدرات شعبه كلها و شركاءه اعضاء الحزب الوطنى الفاسد و ذلك النظام الديكتاتورى المنافق البغيض الجاهل العنيد و بالطبع فإن الشعب المصرى من خلال ثلاثين عاما الا ستة شهور كان تحت حكم الرئيس المخلوع حسنى مبارك و كانت هذه الفترة هى الاسوأ فى تاريخ مصرمن حيث الحكم الفاسد و السياسة الفاسدة و الادارة الفاسدة و البطانة الفاسدة حتى الشعب المصرى فسدت اخلاقه و انحلت تماما الا من رحم ربك سبحانه و تعالى لان الشعوب على دين ملوكهم و كذلك اذا فسد الراعى فسدت الرعية و كذلك اذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة اهل البيت الرقص و هذا ما حدث فى مصر المحروسة تماما سرق مبارك و نصب و نهب و اولاده و زوجته اى كل الاسرة كانوا لصوص فاطلق يد الحكومة فى شعب مصر بالباطل فسرقت الحكومة و البطانة و الحاشية فسرق الشعب نفسه بنفسه و نافق و كذب و اخفى الحقائق فكذب و نافق بالتبعية الشعب بعضه على بعض ايضا و كان ظالما و اهمل حقوقا وواجبات عليه و من اختصاصاته فتعلم الشعب منه الاهمال و كان جاهلا فتعلم و شرب منه الشعب الجهل و كان رجلا مجرما خائفا من الشعب فاطلق يد الامن العام و الشرطة و خاصة امن الدولة على الشعب فعذبوه حتى نخاع العظم و الكل يعرف تعذيب امن الدولة جيدا و كان يبيع الهواء للشعب المصرى هو و اذنابه فى الحزب الحاكم و يشترك معه ابنه الهالك الخائب الخاسر المدعو جمال مبارك وكان هذا الطفل الخائب على حد تعبير اللص الطبال احمد عزالذى كان يقدمه فى مؤتمرات الحزب الوطنى على انه " قائد مسيرة التغيير " فى الحزب الوطنى الديمقراطى " الحزب الواطى البيروقراطى " وهم منظومة لصوص و خنازير سمان و عصابة مافيا منظمة هدفها الوحيد تقنين القوانين للسرقة و النهب و الرشوة بلا حدود من وراء الروتين و المال العام بلا رقيب و لا حسيب فتابعهم الشعب المصرى و باع الهواء بنفسه لنفسه و بالجملة كان مبارك و حاشيته و اسرته و بطانته و كلاب الشرطة المسعورة و ديدان المحليات المتفشية و المنتشرة فى كل الجسد المصرى جائعين لا يشبعون و بالتالى جاع الشعب و لم يشبع ففى هذا الحكم الظالم البائد البغيض الهالك فترة حسنى مبارك فترة سقوط و دمار و انهيار مصر لقد احتاج الشعب المصرى فى هذه الفترة لكل شيء فلو قلنا ان الشعب يحتاج لشيء واحد فقط او له عند الحكومة مطلبين اثنين فقط سواء كانا شيئين اساسيين او غير اساسيين لا يؤثران على اسلوب حياته و لا على كرامته فلو كانا مطلبين اساسيين يؤثران على حياته و كرامته و لم تنفذهما الحكومة فلتعدم بصحبة رئيس البلد او تغتال او تضرب بالرصاص فى ميدان عام او تقوم ثورة عارمة تعم البلاد يشترك فيها القاصى و الدانى و يقوم الراى العام الحر برفقة الاحرار و النبلاء فى البلاد و لا يقعدون حنى ينفذا هذا لو كانا مطلبين اساسيين و الادق و الاصح ان يكونا مطلبين غير اساسيين كأن يطالب الشعب او مجموعة من الناس فى مصر برصف بعض الشوارع الجانبية او تقليل مدد الاجازات السنوية حتى يتسنى له " الشعب " العمل و الانتاج مثلا و على سبيل الفرض حتى لو لم تنفذ الحكومة هذين المطلبين على وجه السرعة و لن اقول تقاعست لان التقاعس و الاهمال الحكومى غير مطلوب و غير محبوب و يؤدى فى اى بلد من البلاد الحرة المحترمة التى تحترم فيها الحكومة الشعب و حقوقه و يبادل الشعب الحكومة الاحترام و يعترف لها بحقها اقول التقاعس هنا يؤدى الى اقالة الحكومة فورا و لكن اقول لو ان هذين المطلبين الغير اساسيين كما قلنا و تقاعست الحكومة المصرية فى تنفيذهما مثلا لقلنا ربما صبر الشعب المصرى على مطلبين غير اساسيين و العزاء الوحيد انهما غير اساسيين و لهان الامر على الشعب و لكن الوضع يختلف نهائيا فى ظل حكم حسنى مبارك العميل البغيض فالشعب يريد كل شيء اساسى و كمالى يريد الامن و الامان يريد الخبز و الحرية و الكرامة يريد لطاقات الشباب المعطلة ان تعمل يريد للعوانس من الجنسين شبابا و بناتا ان يتزوجوا يريد تحسين المعاش و اتزان الاسعار و حرية الراى و السفر للخارج و تكافؤ الفرص و امكانية العلاج و تنفس الهواء النظيف و شرب الماء الغير ملوث بمياه المجارى و الصرف الصحى يريد خدمات لن اقول مجانية و ان كانت مطلوبة فى حق الشعب المصرى المنهوك باسعار رخيصة جدا يريد كشعب الغاء الفوارق الطبقية او على الاقل لا يكون هناك تمييزا لغنى على فقير بهذا الشكل الواضح الفاضح بين الغنى المترف الذى يتخم من الشبع و لا يدرى اين يصرف نقوده من كثرتها و بين الفقير المذلول المهان الجوعان الذى لا يجد ما يسد به رمقه و لا يجد ثمن تذكرة الاتوبيس المزدحم و للاسف ثم للاسف حكومة اللص احمد نظيف رئيس الوزراء السابق " شيخ منصر الخنازير السمان و لصوص المال و الاعمال " و الرئيس الديكتاتور المخلوع حسنى مبارك العميل الكبير للغرب لم يصنعوا له اى شيء ابدا و لم يحققوا له اى انجاز على الاطلاق لا على المستوى الداخلى للبلاد و لا على المستوى الخارجى للبلاد و من اهم سمات فشل نظام الحكم المصرى فى فترة حكم حسنى مبارك ان البلاد المصرية كانت عزبة او اقطاعية يتصرفون فيها كما يشاءون لهم حق النهب و السلب و البيع و الشراء و السطو المسلح بالبلطجية او بغيرهم على اى مكان من البلاد ليأخذوه بوضع اليد عنوة فهم جعلوا من انفسهم الشعب و الحكومة و القاضى و الجلاد بدون متهم اذا استدعى الامر فراينا فى النظام السابق البغيض من لا يملك يعطى لمن لا يستحق حتى صارت لن اقول صفة عارضة و لكن دعونى اقول صفة لازمة و حق مشروع و مكتسب و قانونى و طبيعى انتهبته الحكومة و الرئيس المخلوع من الشعب فى ظلام ليل و كانوا يظنون انه بدون فجرا او نهارا و لكن بيتوا امرا و اراد الله امرا و امر الله نافذ " و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين " و ذلك لعلمه و احاطته سبحانه و تعالى " و اذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا " و هذا عين ما حدث تماما فى مصر مع هذه الفرقة الظالمة التى خربت مصر و قدمتها لاعدائها فريسة سهلة على طبق من الماس و فرقوا اهل مصر شيعا و اذاقوا بعضهم باس بعض بسلاح الفقر و الجوع و الجهل و الفتن الطائفية و اللهاث وراء الاسعار و سينما البورنو كليب و فن غرف النوم و اهم ما جلبه علينا من العار ذلك النظام السابق هو اختراق مصر من الشرق قبل الغرب و ذلك بسبب كثرة الجواسيس الذين حاولوا اختراق الاجواء المصرية و محاولات اختراق الامن المصرى و انى احذر من نتيجة هذه الاختراقات للاجواء المصرية سواء على مستوى الامن العام مثل خلية حزب الله الشيعية و احذر من اللعب السياسى للاصابع الايرانية فى المنطقة العربية عامة و مصر على وجه الخصوص و كذلك اختراق الجدار الامنى المصرى عن طريق وزارة السياحة و السائحين المصورين كل سنتيمتر فى مصر و كذلك احذر من الاختراقات المستمرة للامن المصرى من اللعب السعودى و اختراق اصابع الوهابية السعودية فى مصر لنشر الوهابية المذهبية من خلال القنوات الوهابية التى تدعوا الى التشدد مثل الحكمة و الناس و الرحمة و الخليجية و قناة ابن عثيميين فالخطر القادم لمصر خطر تنافس الفكر الشيعى و الفكر الوهابى على عرض زائل من الدنيا من اجل بناء امبراطوريات واسعة و مصر هى درة التاج للفكر الوهابى الذى استفحل خطره حتى فى الازهر نفسه و الفكر الشيعى الذى يبحث عن اصله لبناء دولة المجوس و عباد النار و احذر من دخول الفكر الاقتصادى الراسمالى بشكله الخبيث و هو اليد الطولى للتدخل الاوروبى و الامريكى فى العالم العربى و خاصة مصر و احذر مصر من الفتنة الطائفية القابعة تحت اقدام شعبها المسالم بشقيه مسلمين و مسيحيين فكل ما ذكرته من اختراقات هى من سياسات النظام السابق الذى بيت سرقة الشعب المصرى و ترك امن البلاد و اقتصادها و دينها فى ايدى حفنة مرتزقة البعض باع عرضه من كثرة المال الحرام حتى لو وصل به الامر لبيع اسرته لباعه من الجشع و البعض الاخر يظهر فى الفضائيات ليل نهار و لا يبالى حتى لو اكل و شرب و تبول ثم نام امام المشاهدين حتى لا يغادر الفضائيات اقول كل هذا من رذائل النظام السابق الهالك حتى تعرت بلادنا امام الغرب و الشرق و كانت الحكومة و رئيس البلاد المخلوع و مصر كالاتى مصر صبية جميلة فى ريعان الشباب مكتملة الانوثة فى غرفة نومها على سريرها و الرئيس قواد يبيع لحمها و يقبض الثمن و الحكومة تعمل خدم عند القواد و السائحين العرب و الاجانب على اختلاف اجناسهم و مللهم هم راغبين المتعة الحرام فيأخذونها و يدفعون الثمن و لو كان للقواد عند احد هؤلاء راغبى المتعة المحرمة مصلحة او منفعة يعطيه الصبيَّة مجاملة بدون اجر و من سمات النظام السابق ضياع حقوق الانسان المصرى فى الداخل و الخارج و ضياع كرامته و ارتفاع اسعار السلع اثناء حكومة اللص احمد نظيف بالذات رئيس الوزراء المقال بحجة وصول اسعار السلع فى مصر النامية المعدمة لمستوى السعر العالمى حتى صار الخبز الذى كاد ان يختفى من السوق المصرى تماما عزيزا و له شهداء اسميهم شهداء الخبز و هم الذين تقاتلوا فى طوابير الخبز و كادت بل بالفعل جاعت مصر و كانت فضيحة تضاف الى طوابير الفضائح الذى عانى منه الشعب المصرى داخليا و خارجيا وقتا طويلا و مازالت تعانى و قد انعكس هذا الامر على هيبة الشخصية المصرية التى ضاعت بالداخل و الخارج ايضا و كذلك من سمات النظام السابق الهالك الذى قاده حسنى مبارك و زوجته الهالكة سوزان مبارك ثم قاده ابنه الهالك جمال مبارك ثانيا فى اخر بضع سنين البطالة المنتشرة بشكل ملحوظ و تدنى وضع المراة المصرية حتى وصلت بها الحال ان تكون خادمة فى الخارج على يد هذه الوزيرة الفاشلة خادمة الحكومة الفاشلة السابقة المقالة و المفضوحة بتقبيلها ايدى الهالكة سوزان مبارك الوزيرة عائشة عبد الهادى و كأن الخدمة بالخارج اصبحت فى هذا العهد البغيض فرصة عمل و لم تسلم نساء مصر من محاولات اعتداء على شرفهن لتدنى منزلتهن فى داخل مصر و خارج مصرو التى تأبى الخضوع و بيع شرفها تقتل او تعذب فى الخارج حتى الموت و ما نفعتهن الوزيرة المتدنية الخادمة مقبلة احذية النظام البغيض و ما نفعتهن سوزان مبارك التى تدعى انها تنهض بالمراة المصرية ! و كذلك من اهم سمات النظام الهالك للرئيس المخلوع حسنى مبارك بيع مصر و خصخصتها و بيع الشركات و المصانع و المؤسسات الوطنية و القومية لمستثمرين عرب و اجانب منذ حكومة الهالك الخاسر اللص عاطف عبيد رئيس الوزراء الاسبق الذى اودع من فترة بسيطة جدا فى بنوك سويسرا 70 مليون لا اتذكر حقيقة دولار ام جنيه و على كل حال فالمبلغ كبير و هو حق الشعب المصرى سواء كان بالجنيه او بالدولار وايضا باع شركات مصر الوطنية لاصدقائه و قد اكمل المسيرة اللص الجاهل احمد نظيف باختصار انتشر الجوع و البطالة و العنوسة و السرقة و السرقة بالاكراه و التحرش من الجنسين و الاغتصابات و صار العلاج فاسدا لما استولى لصوص المال و الاعمال على الشركات و منها شركات الادوية و نظروا للمكاسب على حساب صحة الشعب المصرى و فسدت المياه الصالحة للشرب بتلوث البيئة و بالتالى تلوث نهر النيل المصدرالوحيد للشرب فى مصر بل و الادهى محاولة سرقة مياه الشرب من نهر النيل لصالح اسرائيل حتى ضرب الشعب المصرى فى عمق المجاعة المائية و بارت الاراضى الزراعية من سنوات عديدة و كذلك سرقة الغاز المصرى لتصديره لاسرائيل و من الاساس تصديره لاسرايل ذلك الكيان الصهيونى و العدو الاول للعرب و مصر بل و اعداء الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم مرفوض البته و لكنه حتى لم يصدر و انما كان يسرق فى ظروف غامضة عن الشعب و حاول النظام السابق اخفاء الحقيقة اكثر من مرة كلما كان على وشك الفضيحة و لم يفصل الخائن سامح يسرى وزير البترول من الحكومة و ذلك لتواطىء النظام السابق كله فى هذه المسرحية التى كانت تمثل على الشعب المصرى باكمله و هى حلقة فى حلقات الخديعة الكبرى التى مارسها النظام السابق مجتمع و مشترك فى المؤامرة على الشعب المصرى و انتشرت مسالة الطرد من الخدمة او العمل الحكومى تحت مسمى المعاش المبكر و الذى قد زاد من من الطين بلة ان النظام الديكتاتورى المخلوع البغيض قد فرض علينا اغبى رجل فى العالم ليكون وزيرا للمالية و هو الوزير الفاشل يوسف بطرس غالى ليضارب باموال المعاشات فى البورصة و اذكر ان كل العقلاء و الشرفاء تصدوا لهذه القرصنة الظاهرة على اموال الفقراء من الشعب الفقير و كانت محاولة لتركيع الشعب اكثر و سطو على امواله و قد هاجم الشرفاء يوسف بطرس غالى الوزير المجنون بضراوة و على راسهم الرجل الذى احسبه شريفا نظيفا عفيفا و هو للان يدافع عن اموال الشعب و خاصة الفقراء و المحرومين اصحاب المعاشات و هو النائب الوفدى السابق البدرى فرغلى و هو بحق جدير بتتويج كفاحه مع النظام السابق و تعرضه بل دخوله السجن و المعتقل كثيرا من اجل رايه و مواقفه الجريئة ان يكون المسؤول الاول عن المعاشات فى مصر فما احوجنا الى الشرفاء و المناضلين و ما احوج مصر اليهم فى هذه الفترة و كذلك من سمات النظام السابق ان احكمت الشرطة بقيادة الهالك الخاسر المسعور العقور البعيد الظالم " حبيب العادلى " وزير الداخلية السابق قبضتها على المواطنين حتى اصبح الشرطى هو اللص و بالفعل قد سرقوا المواطنين فى شوارع مصر و هذا مما لا يخفى على احد و نظرة واحدة على ما يحدث فى اقسام الشرطة من تعذيب و ضرب و اهانة تدرك مدى المأساة التى كان يعيش فيها المواطن منزوع الحقوق حينما يكون الفتوة مع الحاكم الظالم و نظامه على المواطن المصرى الفقير الذى يبحث عن رغيف الخبز او يأكل من الزبالة و كذلك نظرة واحدة على شرطة المرور او ساعة واحدة فى وحدات المرور المختلفة تجد الرشوة هى الفيصل فى خلاص المواطن من الذل و القهر و اصبح الامن يحمى الهالك حسنى مبارك و لم يغنى عنه شيئا و لن يغنى عنه شيئا لا فى الدنيا و لا فى الاخرة و قد اعتقل الامن العام الناس كلهم عالمهم و جاهلهم من له راى و من ليس له راى المعروف و النكرة و تساوى فى التعذيب و الاعتقال الصغير و الكبير و العجوز و كذلك صرنا نشاهد فى البرمج الفضائية مثل قنوات المحور و الدريم و البدر و البركة كثير من الفقراء و المساكين و اصحاب الحاجات يبكون من الجوع و من المرض و من عدم وجود مسكن ملائم و من لا يعرفون عن ابنهم المسافر شيئا و غيرهم كثير و كثير فهل كل ذلك لا يصل الى اسماع و انظار الرئيس السابق المخلوع حسنى مبارك منه شيئا حتى فى النهاية ضجت الناس و تظاهروا حتى صارت المظاهرات " ظاهرة " فتظاهرت كل الشركات و احتجت كل المصانع و اعتصموا العاملين فى كل المؤسسات و ازدادت الاحوال سؤا حتى اخذت نضجها و قوتها العام السابق عام 2010م عند مجلس الشعب و الرئيس المخلوع حسنى مبارك لا يسمع لهم و لم يعطيهم بالا و بالطبع رئيس وصل حجم غبائه لحجم غباء حسنى مبارك " البقرة الضاحكة " سمع نصيحة مضللة بان يترك المتظاهرين فترة للتظاهر حتى يخرجوا الكبت الكامن داخلهم و حتى يتعبوا من الهتاف فينصرفوا و حتى تصورهم فضائيات العالم و هم يعترضون على النظام و مع ذلك يحميهم النظام و هذا اكبر دليل على الديمقراطية فى مصر و ان صدر الحاكم يتسع لمنتقديه بل و الخارجين عليه و بانه يعطيهم حق من حقوقهم يكفله لهم الدستور و هو حق " النباح " و هنا نلاحظ ان الامن العام حينما ضاق ذرعا بهؤلاء المحتجين عند مجلس الشعب لما طالت فترة مكوسهم و اعتصامهم فى هذه المنطقة الحساسة ليراهم كل مسؤولين البلاد فى كل لحظة على باب مجلس الشعب اخيرا طردوهم و ضربوهم بالعصى و كسروا شوكة المتظاهرين و نفوسهم وقتها و هنا نقف وقفة تأملية هى جوهر تحليلنا و كل ما قدمناه فى البداية كان تمهيدا لما سيقال الان و نبدا بسؤال و هو هل من المفترض ان اى مظاهرة او ثورة تأخذ تصريحا من الامن العام حتى يسمح لها الامن العام بالتظاهر او لا يسمح ؟! و الجواب هو سيقول البعض نعم هناك مواد فى القانون تنص على حق المواطنين فى التظاهر بل و سيقول آخر على سبيل " الفذلكة " و غالبا هو من الحزب الواطى البيروقراطى السابق و ايضا هناك مادة فى القانون تنص على استخراج تصريح بالتظاهر السلمى من الامن العام خوفا من الشغب او خوفا على الاملاك العامة و كذلك تكون فى حماية الامن العام فاقول للكل غلط هذا القانون غلط و لابد ان يلغى تماما لان للانسان الحق عموما بغض النظر عن دينه و جنسيته و لونه و مستواه الاجتماعى حقه الطبيعى فى الثورة او فى التظاهر تلقائيا اذا ما وقع عليه ظلم او اكل حقه و هضم او اهينت كرامته و له حق التظلم و هذا حق طبيعى لا يحتاج لقانون و لا دستور و لان النفس ليس لها قانون يطوعها اذا ما ثارت فربما تكون كالاعاصير و موج البحور و اذا ما رضيت فربما تكون اجود من الريح المرسلة بغير حدود و الدليل هو ان كل الثورات التى غيرت مجرى تاريخ العالم لم تاخذ تصريحا فهل الثورة البلشفية فى روسيا التى اطاحت بحكم القياصرة اخذت تصريح من الامن العام ؟! و هل الثورة الفرنسية التى حولت فرنسا من ملكية الى جمهورية اخذت تصريح من الامن العام ؟!
برغم ما كان من بحور الدماء التى سالت فى هاتين الثورتين لكنهما غيرتا تاريخ العالم بعد ذلك لان الدماء التى سالت و اريقت و المنشآت التى هدمت و المبانى التى احرقت و غيرها من التدمير الذى سياتى بعده التعمير فى اى ثورة فى العالم فى اى زمان و مكان هى وسائل الضغط الذى به و من اجله تقال الحكومات و تنخلع به الزعامات المزيفة مثل مبارك و القذافى و على زين العابدين و غيرهم اتى فى الطريق و هل ثورة شعب تونس عام 2011م اخذت تصريحا من الامن العام و قد اطاحت باللص على زين العابدين ابن على الرئيس التونسى المخلوع برغم ما سالت بها من دماء الشهداء الرجال و كذلك النساء الشريفات و ما ثورة الشعب الليبى عنا ببعيد و لا يخفى على الكل ما يحدث بها من قتل خرافى للشهداء و الثوار و المناضلين و حرق لجثث الاطهار الذين هبوا فى وجه الظلم و حتى لجأ المجنون الخاسر الهالك القذافى الى استئجار قوات افريقية مرتزقة للامعان فى القتل و التنكيل بالثوار الليبيين الابطال الذين يواجهون فى هذه اللحظات التى اكتب فيها المقال الاسلحة الثقيلة من اتباع القذافى فهل هؤلاء الطامحين الى الحرية و التغيير برغم ما حدث من هدم و تدمير و احراق للمبانى و المنشآت العامة و الخاصة هل اخذت هذه الثورة تصريحا من الامن العام الليبى ؟!و كذلك ما يحدث الان من ثورات فى البحرين و الجزائر و اليمن هل اخذت الشعوب الثائرة تصريحا من الامن العام فى بلادهم ؟! و كذلك الثورة التى اعلنوا القيام بها اهل قطر فى 15 مارس 2011 م و الثورة المحتملة القيام بها فى السعودية الان كما أتنبأ لهم و الله تعالى اعلى و اعلم هل سياخذون بها او لها تصريحا من الامن العام ؟! و هل ثورة مصر عام 1952م او الانقلاب الذى لاقى قاعدة شعبية عريضة ساندته حتى وصل الى بر الامان و اصبح ثورة شعبية بيضاء هل اخذ تصريحا من الامن المصرى العام او البوليس السياسى فى ذلك الوقت ؟! و الذى تحول الى امن الدولة بعد ذلك مع الوضع فى الاعتبار ان لا فرق بين ثورة شعبية او انقلاب عسكرى او مظاهرة ففى كل الحالات نجد التأييد المنطقى و التاريخى الذى ينفى اخذ تصريح الامن العام للانطلاق ونأتى بعد ذلك الى الثورة المصرية الرائدة و الرائعة بحق ثورة شعب مصر فى يوم الثلاثاء فى25 يناير الموافق 25 \ 1\ 2011 م انها لم تاخذ تصريحا من الامن المصرى العام لان هذا القانون بصفة عامة أو هذه المادة الدستورية بصفة خاصة ليس قرآنا و ليس كتابا سماويا لا يُبدل و لا يتغير و هو لابد ان يتغير ليتماشى مع الطبيعة البشرية و الواقع و مع النفس الانسانية فى حالة اذا ما وقع عليه ظلم لابد ان يثور اما القانون الذى يفرض على الشعب حتى فى حالة وقوع ظلم عليه ان لا يثور حتى ياخذ تصريح من الامن العام فهذا القانون تدليس فى تدليس و الغرض منه تكتيف الثوار و ليس حمايتهم تكفينهم واقفين بحجة حمايتهم و احكام القبضة الامنية عليهم لخنق الثورة او المظاهرة الوليدة التى تطالب بحق و هذا ما حدث عندنا فى مصر فى فترة ظاهرة " المظاهرات " فكل هذه المظاهرات السابقة قد اخذت تصريحا من الامن العام فى مصر و هى خطة مدبرة اطرافها الحكومة و الامن العام " الشرطة " و وزارة الاعلام و تنفذ كالاتى ان تاخذ المظاهرة تصريحا من الامن العام بالتظاهر فيوافق الامن العام و بالفعل تخرج المظاهرة و تهتف ضد حسنى مبارك بانه ديكتاتور و ظالم و لابد من عزله و من خلال الهتافات تلقى الاتهامات على الحكومة و كشف باطلها و فضح وعودها الكاذبة و كذلك يناهض المتظاهرين الحكم الجائر و هنا تسكت الشرطة و لكنها تسير بجانب المتظاهرين مدججة بالسلاح و لا تسمح لاحد ان يخرج عن حدود معينة مرسومة لهم من قبل وزير الداخلية المدعو حبيب العادلى ثم ياتى دور الاعلام ليصور على الفضائيات المظاهرة بكل ما فيها من الفاظ تدعوا للخروج على النظام حتى يرى العالم كله مدى الحرية " الزائفة " التى تمنحها السلطات للمتظاهرين برغم خروجهم على النظام و ومطالبتهم بتغييره الا ان النظام نفسه هو الذى يحميهم و بعد انتهاء التصوير و ذهاب الفضائيات الى مقار اعمالهم ليذيعوا انباء المظاهرة و فى نفس الوقت ايضا يذيعها العالم الخارجى و يتكلم المحللون و المهرجون السياسيين عن الديمقراطية و الحرية و حق الشعب فى الاحتجاجات السلمية و ان الرئيس صدره متسع لابناء شعبه بل هو الذى امر الامن العام بحماية المتظاهرين و هو الذى امر باعطائهم حقهم فى التظاهر فى نفس الوقت الذى يقال فيه هذا الكلام نجد الشرطة فى الشوارع تنهال ضربا على المتظاهرين و تأخذ من تأخذ منهم و تسجن منهم من تسجن كما يحلو لها بلا ضابط و لا رابط و لا رقيب و نجد امن الدولة ينشط فى القبض على الناشطين السياسيين و المتظاهرين و يأخذوا نصيبهم من العذاب على انضمامهم لمظاهرة عبَّروا فيها عن رأيهم الحقيقى و انضموا الى من أرادوا ان ينضموا اليه طواعية و اختيارا و الدليل على التدليس و الغباء فى هذا القانون ان المعتصمين فى عام 2010 م عند مجلس الشعب المصرى اخذوا تصريحا اجباريا من الامن العام و قبل ان يتظاهروا و يجتمعوا حشدت لهم الشرطة الامن المركزى و امن الدولة و الامن العام و تجهزوا بالاسلحة بعدما اعطوا المتظاهرين تصريح بحق التظاهر و الامان و لما صور العالم كله هذه الاعتصامات على مدار بضعة اشهر جاء الامر بازالة هذا الصداع من عند مجلس الشعب فضربهم الامن المركزى بالعصى و طردهم بحجة الشغب و ما تحرك اى مسؤول لمعرفة مطالب هؤلاء و لا مسح دموعهم الحزينة الا الشرفاء القلائل و اما النظام السابق فهو الاب الشرعى لكل ابناء و رجال و نساء و موظفين و عاطلين و عوانس الشوارع و اسأل هل الثورة تسمى ثورة اذا ما اخذت تصريحا من الامن العام ؟! و الجواب هو لا لانها ما قامت ثورة او مظاهرة الا لتغير وضعا خاطئا او تنصف المظلومين و لكنها اذا ما اخذت تصريحا فلن تكون ايجابية ستكون سلبية لمحاصرة الامن العام لها و لذلك تحولت المظاهرات الى "ظاهرة " و لما لم تفلح تحولت الى ثورة و بها مثل اى ثورة ما اسميه " اعراض جانبية " من هدم و حرق و تدمير و قتل و دماء حتى تؤتى ثمارها و هذا ما يحدث الان فى العالم العربى فالثورات قادمة
كتبت هذا المقال فى القاهرة \ مارس \ الاربعاء
الموافق 2 \ 3 \ 2011 م الساعة 2 ظهرا
جمال الشرقاوى