ظاهرة " المظاهرات" [1] مقال تحليلى بقلم \ جمال الشرقاوى

ظاهرة " المظاهرات"
[1]
مقال تحليلى بقلم \ جمال الشرقاوى

[هذا المقال و ما بعده من مقالات هى بلاغ منى للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود ضد هذه الاسماء التى وردت لان كل هذه التهم و قضايا الفساد المنسوبة لاصحابها لها اصل و دليل فى الواقع عانى منه المصريين والشعب المصرى كله شاهد عليها حتى لو لم يكن لها او عليها دليل او مستند ورقى مكتوب لانه من المستحيل تواطىء الشعب المصرى بكل فئاته و طوائفه على الكذب] " جمال الشرقاوى "


لقد اندلعت فى الفترة الأخيرة و تحديدا من حوالى خمسة أو أربعة سنوات تقريبا و ربما تزيد قليلا و ربما تقل قليلا انتشرت فى المجتمع المصرى ظاهرة أسميها تحديدا ظاهرة " المظاهرات " و هى تشمل مسميات اخرى مثل " المظاهرة " و " الاحتجاج " و " الاعتصام " و كلها مسميات او الفاظ تدل على الخروج على النظام الحاكم تبرما من الظلم الواقع على هؤلاء المتظاهرين او المحتجين او المعتصمين و هذه الظاهرة انتشرت ليس فى جمهورية مصر العربية وحدها و انما فى دول العالم العربى غنيَّه و فقيره و كأنها تشير من طرف خفى إلى شيئين رئيسيين هما الاول حجم الفساد الواقع فى المجتمعات و المشتركة فيه السلطة و الحكام بل و الضالعين فيه باشتراكهم بالنصيب الاكبر بالتمهيد للفساد و الفاسدين و توفير الجو الملائم لانتشاره و توفير الحماية لهم بوسائل مختلفة اهمها استغلال الحصانة على المستوى الاجتماعى المحلى داخل مصر و على المستوى الدولى خارج مصر و الاصل فى هذه الحصانة ان تستعمل تحت قبة البرلمان فقط فإذا ما خرج العضو او النائب من المجلس اصبح مواطنا عاديا بلا اى امتيازات هذا اذا كان الفساد تفوح رائحته من اعضاء مجلس الشعب او الشورى و من طرق اخرى لحماية الفساد بصفة عامة اهمها تقنين القوانين حتى يصبح الفساد مقنن بقانون لكى يهرب الفاسدون او يدافعوا عن انفسهم اذا ما تعرضوا للاستجواب او فى حالة اذا ما وقع عليهم ضرر ما سواء كانوا من رجال السلطة او ما اسميهم " الحزب الواطى البيروقراطى " او محاسيبهم و ما اكثرهم او كانوا من رجال المال و الاعمال اى ما اسميهم " الخنازير السمان " او " لصوص المال و الاعمال " – المهم – انتشرت ظاهرة التظاهر اوظاهرة " المظاهرات " بكافة اشكالها و الفاظها و مدلولاتها الدالة عليها قولا و فعلا فى دول العالم العربى حتى اصبحت مثل الفيروس السرطانى الذى اصاب جزءا من الجسم ثم انتشرت العدوى الى باقى اعضاء الجسم كله و لقد استوقفتنى ثورة شعب تونس طويلا و طرده للاسرة الحاكمة فى تونس و على رأسها زين العابدين بن على الرئيس المخلوع الهارب السابق لتونس فقد وجدت ان ما حدث فى تونس هو " خلاصة الخلاصة " فما بعد تكرار ظاهرة " المظاهرات " فى العالم العربى و عدم استجابة الحكومات للشعوب او فشلها فى حل مشاكل جماهيرها حتما سيؤدى الى ثورة او انقلاب على الحكم و هذه اللحظة آتية لا ريب فيها لعدم جدوى الاصلاح من جانب الحكومات العربية و لتفشى الفساد بشكل كبير و طاغ و ملحوظ فى المجتمعات العربية قاطبة حتى حدث اختناق للشعوب العربية حتى صارت تسأل و الكل يسأل أين الإصلاح ؟! و ما النهاية؟! فما حدث فى الدولة التونسية من المحتمل حدوثه فى اى دولة عربية اخرى و احب ان أتنبأ بأنه نهاية ظاهرة " المظاهرات " السلمية و كذلك نهاية الاحتجاجات و الاعتصامات السلمية التى تأخذ تصريحا من الامن العام و نهاية رفع اللافتات فى وجه من لا يستجيب حتى اصبحت عقيدة الشعوب العربية أن " لا أسوأ من الأسوأ " فى مجتمعات تحتاج للحياه و الحرية و الكرامة بعد طول معاناة بل و تحتاج لكل شيء بعد طول صبر حتى تعيش و تتمكن من مواصلة الحياه اليومية المعتادة و م ظاهرة " المظاهرات " التى حدثت فى مصر العام السابق عام 2010 م ببعيدة عن الاذهان حينما زادت الاحتجاجات و الاعتصامات و التظاهرات بسبب احتقان الشعب المصرى من سياساته الفاسدة و قياداته المتعفنة فاعتصموا عند مجلس الشعب عدة اشهر بتصريح من الامن العام المصرى حتى خلع هؤلاء المتظاهرين " الرجال " القطع العلوية من ملابسهم " التى تغطى صدورهم " و ناموا على الارض ليرى العالم على الفضائيات كيف انتشر البؤس فى مصر كيف انتشر الفقر فى ام الدنيا و حضارة سبعة الاف عام و اختاروا من ذكائهم رصيف مجلس الشعب حتى يراهم اهل العقد او اهل الحل و الربط فى مصر الحضارة حتى اذا ما زاد عددهم بشكل ملحوظ جدا و كان من المتوقع ان يزداد اكثر و احست الحكومة السابقة ذلك و توجست الخوف و ان موقفها حرج جدا داخليا و خارجيا و امام الرأى العام المحلى فى مصر و الرأى العام العالمى فبدات الحكومة باستعمال العنف ضد المحتجين و المتظاهرين و المعتصمين و بالامر " العلوى " " من فوق " انهال الامن المركزى عليهم ضربا بالعصى حتى فرقوهم شيعا و طردوهم عنوة عن بكرة ابيهم و لقد ذهبت بنفسى بعدها مباشرة فلم اجد اثرا للمتظاهرين و لا لأى واحد منهم اللهم الا الشرطة و قوات الامن المركزى بسيارته الضخمة تملأ المكان و بعد ثورة الشعب التونسى اقول بل اؤكد ان الروح قد بلغت الحلقوم عند الشعوب العربية من حكومات لا تعرف معنى الخجل او معنى للحياء فى قاموسها المادى الجشع القذر و لا تعرف الصدق مع شعوب جوعى لا تجد الطعام يعانى اكثر شعوبها من مرض السرطان بانواعه و من مرض فقر الدم دائما تكذب و لا تتالم حينما تقول شيئا و لا تفعله بل و ليس للحاكم " العربى " الظالم الخائن و لحكومات السؤ و بطانات القهر الخونة ذرة من الضمير لتتأنب و لو للحظة بعد استشراء الفساد بشكل مخيف فى كل مناحى الحياه و ربما بعد ثورة شعب تونس سندخل فى طريق جديد لتنتهى ظاهرة " المظاهرات " و سندخل فى مرحلة او بداية عصر الانقلابات و الثورات الشعبية الاجتماعية الاصلاحية او " ثورات التطهير " الشامل ستخرج فيها جموع الشعوب من اجل تغيير المجتمعات و اصلاحها لتطالب بالحرية و العدالة و المساواة و تكافؤ الفرص و العمل و السكن و الكرامة و تغيير الدساتير القديمة العتيقة و المرقعة التى تجلب للحاكم الجاهل سلطة حتى كاد ان يقول للناس باعماله " انا ربكم الاعلى " سلطة ما كان يحلم بها بل يحسده عليها ابليس اللعين و تطالب بتغيير المناهج القديمة التى لا تصلح للعصر المعاصر و غيرها من المطالب الاجتماعية الكثيرة التى يحلم بها الناس فى الدول العربية التى ظلت ترزح تحت حكم الاستعمار الداخلى للبلاد اى حكامها و حكوماتها المستبدة اعواما طويلة بالجزم نعم جاء وقت الصحوة العربية الشعبية و بالقطع انتهت ظاهرة " المظاهرات " لان هذه الظاهرة قد اخذت اطوارها الطبيعية عدة سنوات و اعتادها الناس و الذى زاد الطين بلة ان الحكومات العربية لم تستجيب و لم يهتز لها رمش و لم تطرف لها عين من جراء هذه المظاهرات و تعددها و لم تصعب هذه الشعوب المسكينة المنكسرة على حكامها الشياطين و حكوماتها الشيطانية اولئك العملاء الخونة و سندخل شئنا ام ابينا مرحلة ما بعد ظاهرة " المظاهرات " و انى احذر الحكومة المصرية رغم فوات الاوان و من يوم ستندم حيث لا ينفع الندم من عدم الاستجابة لمطالب الجماهير حتى لا تدخل فى احداث او ثورات او انقلابات ما بعد ظاهرة " المظاهرات "

كتبت هذا المقال فى القاهرة \ يناير \ ليلة الثلاثاء
الموافق 25 \ 1 2011 م الساعة 31و2 ليلا
جمال الشرقاوى

شكرا لكى يا اميرة الجمال و الهوى
يا مديرة المنتدى