الرد على المجرمين كيف نكون مسلمين
[ 2]
مقال تحليلى بقلم الداعية الاسلامى
جمال الشرقاوى
ان الحمد لله تعالى و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم.... ان الوهابيين السلفيين يقولون ان النقاب فريضة و انه من الدين و نقول لهم ليس فريضة و لا هو من الدين فى شيء و بداية نقول فهناك من العلماء من قال ان الحجاب ليس منصوصا عليه بشكله الحالى لا فى القران و لا فى السنة و سوف نناقش كل الاراء و الاتجاهات فى مقالات اتية و سواء صح هذا الكلام ام لم يصح فانا احب الحجاب لنسائى و لنساء المسلمين لان الحجاب معتدل ليس بالنقاب المتطرف الغير شرعى و ليس بالسفور الذى يُذهب بمرؤة العالم الاسلامى كله و يجعله فى الحضيض و الذى دفعنى الى هذا المقال هو الرد على السلفيين الوهابيين الذين قالوا ان النقاب من الدين و الرد على كل من اتبعهم على ضلالة و بدعة و هم قد ابتدعوا و شرعوا من عند انفسهم و قالوا من كلام العلماء القدامى الذى اختلفوا فيه مع بعضهم البعض و فى النهاية هو نتاج عقل بشرى و لكن السلفيين الوهابيين اخذوا ما ناسب هواهم و اهوائهم و قالوا انه الحق – من وجهة نظرهم – و لم يقولوا للناس انه مختلف عليه بين العلماء بل اظهروا ارائهم التى هى فى الاصل من كتب محمد بن عبد الوهاب على انها الدين الذى لا اختلاف عليه فقبله الناس بدون علم و السلفيين الوهابيين كذبوا و اثموا و خانوا الدين و خانوا الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم لان حمل العلم امانة و من لم تشم انفه رائحة اختلاف العلماء فليس بعالم و لا فقيه لان اختلاف العلماء و الفقهاء العدول ليس لمجرد الاختلاف او لابراز العضلات الفكرية و الثقافية و انما هو لاظهار الحق فاين هؤلاء المرتزقة الذين يفرضون ارائهم و افكارهم الخبيثة المتشددة المتطرفة لتظل لهم الدنيا و الغلبة و ليظل لهم الدرهم و الديناراين اقزام الفضائيات الان من ايمان الصحابة رضى الله تعالى عنهم و ارضاهم و من صدقهم و نقائهم و طهارتهم و عدم تكلفهم و طيبة قلوبهم و قولهم للحق و تبليغهم للناس علم الشريعة الاسلامية و علمهم الذى علموه للدنيا ليعين الناس على الحياه و ليس ليصد الناس عن الحياه و هذا هو مثل واحد منهم " حدثنا ابو مروان العثمانى محمد بن عثمان حدثنا ابراهيم بن سعد عن الزهرى عن عبد الرحمن بن هرمز الاعرج انه سمع ابا هريرة يقول – و الله لولا ايتان فى كتاب الله تعالى ما حدثت عنه يعنى النبى صلى الله عليه و سلم شيئا ابدا لولا قول الله { ان الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب } " الى اخر الايتين.. قال الشيخ الالبانى صحيح سند الحديث \ سنن ابن ماجة \ هذا هو النموذج الفريد الذى يجب ان يأتسى به المسلم اما هؤلاء السلفيين الوهابيين فكذابين و قد اكل العالم الاسلامى نفسه بسببهم و اكلته الامم بسببهم و بسبب عدم قولهم الحق و كما تناقضت اقوالهم مع الفطرة تناقضت افعال المسلمين الذين اتبعوهم ايضا فى الحياه بسبب تعصب المتبوعين الوهابيين السلفيين فهذا حرموه و هو جائز مثل سفر المراة للحج بدون محرم و هذا اوجبوه و هو مندوب او جائز مثل اللحية و الجلباب القصير حتى كثر الجدل و تقاتل المسلمين كل يعتقد بأنه على الحق بسبب هؤلاء الوهابيين السلفيين الغير متخصصين الذين اخذوا الدين من افواه متعصبين مالوا عن الحق و الاعتدال او درسوا الدين الاسلامى فى جامعات و معاهد وهابية سلفية فسرت النصوص الدينية بتطرف و مغالاة و لوى عنق النص و بالتالى رضع العالم الاسلامى لبان تطرفهم و مغالاتهم و محاولة تجميدهم للنص الدينى قرأن و سنة فضاع الحق و الرحمة و العدل بين المسلمين و ضاع " لا ابالى ان ظهر الحق على لسانى او على لسان خصمى " كلمات الشافعى رضى الله عنه و ضاع " رايك صواب يحتمل الخطأ و رأى خطأ يحتمل الصواب " ايضا من كلمات الشافعى رضى الله عنه و اكبر آفة جنى بها علينا هؤلاء الوهابيين السلفيين الجهلة العبث فى قواعد اصول الفقه المهمة جدا مثل قاعدة " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب " لقد توسعوا فيها حتى ضيعوا المسلمين من خلال منشوراتهم و كتبهم و كتيباتهم و برامجهم الفضائية و افكارهم المسمومة فجعلوا المقيد او الخاص من النصوص عام او مطلق اى الذى نزل فى مناسبة معينة لشيء محدد ليعالج وضع معين فى مكان معين و فى زمن معين فاذا تغير المكان و الزمن تغير الحكم و بمعنى نزول حكم لضرورة معينة فاذا انتفت الضرورة زال الحكم و انتهت معه صلاحيته التى نزل من اجلها او جاء الامر بسببها مثل " الختان " الذى لو قرر الطبيب اجراء الختان فبها و نعمت و ان راى عدم اجرا عملية ختان اليس هذا زوال لسبب الختان و قد كان الوهابيون السلفيون المجرمون يزعمون ان الختان واجب للذكر و الانثى فإذا هو واجب فى حق الذكر مكرمة الانثى و غير واجب فى حقها و كذلك توسعوا فى التحدث باحاديث ضعيفة و يعملون بما فيها تحت مسمى " فضائل الاعمال " فهناك بلا شك قاعدة العمل بفضائل الاعمال و لا ننكرها و انما التوسع بدون داعى ضيع المسلمين و جعل الاعمال كثيرة و مرهقة حتى تعب المسلمين من كثرة التكليفات التى كلفوهم بها الوهابيون السلفيون تحت مسمى فضائل الاعمال و تجاهلوا الحديث " حدثنا ابوبكر حدثنا زيد بن الحباب اخبرنى معاوية بن صالح اخبرنى عمرو بن قيس الكندى عن عبد الله بن بسر ان اعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم ان شرائع الاسلام قد كثرت على فأنبئنى منها بشيء اتشبث به قال : لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز و جل " قال الشيخ الالبانى صحيح سند الحديث \ سنن ابن ماجة \ فالتخفيف على الناس اجمل و باصول الشريعة ايضا و ليس بالابتعاد عنها كما فى هذا الحديث الشريف الصحيح لم يقل رسول الله صلى الله عليه و سلم للاعرابى استزيد من فضائل الاعمال مثلا و انما ارشده لما يناسبه حتى لا يفتر او يمل او يكره الدين و يتقاعس عن واجباته و لكنها مبتدعات الوهابية السلفية المخرفة المنحرفة هم يشتمون فقط و لا يناقشون و هذا هو دأبهم مع كل من يدعوا الى الوسطية يتهموه بالرفض و المغالاة و التعصب و العلمانية و الافتراء على الدين تمهيدا لطرده من دائرة المسلمين هكذا يتكالبون كالذئاب الجائعة على من يدعوا لاخراج الفقه من مرقده و تنشيطه لكى يتفاعل مع الناس من خلال حياتهم المعاصرة و تجديده و احيائه بجانب تجديد و احياء الخطاب الدينى هل هؤلاء على علم او على ادب او على فقه او على دين يشتمون من اجل ارائهم بكل جهل ووقاحة و هم الذين يُحدثون فى الدين و يبتدعون و الدليل انهم يتزيدون فى الدين ما ليس منه تحت فضائل الاعمال حسبة من عند انفسهم لله تعالى و حسبة لرسوله صلى الله تعالى عليه و سلم و أسال ما الفرق بينهم و بين من وضع الاحاديث من عنده حسبة لله تعالى و لرسوله صلى الله عليه و سلم لما راى الناس ينصرفون عن القران فوضع احاديث كاذبة فى فضائل القران اليس الذى وضع الحديث حسبة كان يحب الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم و من هنا اثموا جميعا و هلكوا لانهم ابتدعوا و اتوا بدعة و ضلالة كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم!!!! " حدثنا عبدالله بن احمد بن بشير بن ذكوان الدمشقى حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الله بن العلاء يعنى بن زبر حدثنى يحى بن ابى المطاع قال سمعت العرباض بن سارية يقول قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فوعظنا موعظة بليغة وجلت منها القلوب و ذرفت منها العيون فقيل يا رسول الله وعظتنا موعظة مودع فاعهد الينا بعهد قال عليكم بتقوى الله و السمع و الطاعة و ان عبدا حبشيا و سترون من بعدى اختلافا شديدا فعليكم بسنتى و سنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ و اياكم و الامور المحدثات فان كل بدعة ضلالة " قال الشيخ الالبانى صحيح سند الحديث \ سنن ابن ماجة \ و لو سألت الوهابيين السلفيين ما هى سنة الخلفاء الراشدين لقالوا اتباع السنة و كفى!! دون ان يذكروا اجتهاد عمربن الخطاب رضى الله تعالى عنه و ارضاه فى قطع شجرة الرضوان والتى تمت تحت ظلها بيعة الرضوان و التى ذكرت فى القران فى سورة الفتح { ان الذين يبايعونك تحت الشجرة } و لم يقطعها خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم الاول ابو بكر الصديق رضى الله عنه اجتهد عمر بن الخطاب و قطعها لئلا يُفتن المسلمون بها و لم يذكروا اجتهاد عثمان بن عفان رضى الله عنه فى جمع المصحف و توحيد القراءة بين المسلمين و لم يذكروا اجتهاد ابى بكر فى قتاله المرتدين فى حروب الردة و هم قد شهدوا ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله .... لماذا ؟! لانهم ضلال احرقوا المسلمين بنار الاختلاف و انهكوا افكارهم فى مناظرات عقيمة من اجل النقاب و الحجاب و اللحية و الختان و الجلباب القصير و ما الى ذلك من توافه الامور فإذا كان فى الامة انحراف و تقصير فهم السبب فيه لانهم لم يرفعوا على اكتاف المسلمين ما يستطيعون ان يحملونه بل حملوهم فوق طاقتهم و كل بضاعتهم كلام فى كلام يحمسون الناس بكلام صعب التنفيذ و قال احد كبارهم فى قناة وهابية منذ ايام " نحن نريد شبابا يسف التراب و يأكل ورق الشجر " !! انا لا ادرى هل يريد ارهابيين مثلا ؟! ام متعصبين مجانين بدون علم و فقه و حجة فيقتلون من يخالفهم مثلا ؟! ام ماذا يريد ؟! فهم منذ ثلاثين سنة و اكثر يهرجون و يتقيئون كلاما فارغا و كان الحكم فى مصر مستبدا فهل هم الذين غيروا الوضع ؟ هل هم نزلوا لميدان التحرير و اخذوا الرصاص فى صدورهم لينالوا الشهادة؟! كلا ناموا فى بيوتهم و جنبوا اولادهم المشاكل و امن الدولة و كانت الشرارة المنطلقة من شباب العصر المعاصر المحملين بالافكار الثورية و ربما الافكارالغربية و ربما منهم كثيرون لا يعرفون عن الاسلام الا اسمه و لا يحفظون من المصحف الا رسمه و ربما اكثرهم من غير المصلين فلماذا يكابر الوهابيون السلفيون و يقولون للناس مالا يستطيعون ان ينفذوه بل و لا يستطيعون هم ان ينفذوه !! و نسوا قول الله تبارك و تعالى { لا يكلف الله نفسا الا وسعها }[ البقرة -286 - ] و اتهموا غيرهم بالعلمانية لمجرد انه يريد ان ينهض بالدين فى هذا العصر الصعب و ليس لدينا الا طريقين اما ان نعطى الدعة الحقيقيين اجور تعينهم على الحياة الكريمة و ان ننهض باسلوب عصرى معاصر و نرصد المليارات للدعوة و نتسلح باقوى نظريات و قوانين العلم الحديث و المعاصر و كذلك تعليم الدعاة الكمبيوتر و الانترنت و اللغات حتى يستطيع ان يدير دفة الحوار مع العرب و غيرهم و ان يتواصل معهم بحق و بتجديد الفقه الدينى و احيائه من تراكمات التفاسير القديمة و الالفاظ المعجمية المثقوبة التى لا يفهمها الناس فى عصرنا و بتجديد الخطاب الدينى و لغته حتى نكون اقوياء فهذا طريق و اما الطريق الاخر و هو ان يظل الوضع على ما هو عليه من الجهل و التخلف و المرض الفكرى و الجوع و الانيميا الفكرية بدون الاخذ بسلاح العلم فى الدعوة الا لفظا بلا تنفيذ و يظل الفقه ميتا مدفونا فى كتب قديمة و الخطاب الدينى محصور فى عدة كلمات من امثال يجوز و لا يجوز و كافر و مبتدع و يظل محصورا فى عدة مناسبات يحفظها الناس حتى ملوا من الكلام فيها و ملوا من سماعها و انا لا ادرى كيف يدين شخص بدين لا يعرفه و لا يفهمه ؟! و قد كاد لا يحبه و لو عرفه اكثر لعشقه بدون تعصب فالانسان المسلم المعاصر لو احب الدين على طريقة مرتزقة الفضائيات لصار متعصبا كارها للمجتمع ممقوتا من المجتمع و لو احبه و عرفه بسهولته و يسره لعشقه بلا حدود و صار محبوبا من المجتمع و محبا له
كتبت هذا المقال فى القاهرة \ يونيه \ الثلاثاء
21 \ 6 \ 2011 م الساعة 20و7 مساءا
جمال الشرقاوى
[ صحفى \ وكالة انباء مصر \ ]