أولا ـ [ مقدمة و إهداء ]
[[ إننى فى هذا اليوم أقدم وردة جميلة و مصفحا و كتب السُنة النبوية هدية لكل أم و أقبِّل جبينها الغالى و أبدأ بأمى أطال الله تعالى فى عمرها و أواسى كل مجروح و أمسح دموع كل باكى و أصلى لله تعالى من أجل الكل عملا بقول الله تعالى { و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة و قل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا } [ الإسراء ـ 24 ـ ] و عملا بقول نبينا و مولانا و سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهىَ [ جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتى قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أبوك ثم أدناك فأدناك ] ( حديث صحيح فى ـ تخريج مشكلة الفقر ـ ) ]]
ثانيا ـ [ إعتراضات على عيد الأم ]
لقد قرأت لبعض الفضلاء على موقع التواصل الإجتماعى ( الفيس بوك ) كلاما أنا أعلم جيدا أنه كلام قديم للسلفيين الوهابيين أن حكم الإحتفال بعيد الأم حرام أو على أقل تقدير غير جائز و غير مستحب و بعضهم أورد كلاما للداعية الإسلامى السلفى المشهور فضيلة الشيخ وحيد عبد السلام بالى قرأت فيه ( ما معناه ) أن من يحتفل بعيد الأم و يفرح بأمه و يسعد بها و يقدم لها هدية ( عيد الأم ) فإنه فى نفس الوقت ينسىَ أن هناك من فقد أمه و يشتاق لها و يبكى لفراقها و يحزن جدا و تأخذه الشجون من الذكريات حينما يجد من يقدم لأمه هدية و مثله أيضا المرأة التى لم يُرد لها الله تبارك و تعالى أن ترزق بأولاد يأخذها الحزن و البكاء لمَّا تجد الأولاد كبارا و صغارا يقدمون الهدايا لأمهاتهم فى يوم 21 مارس من كل عام و هو يوم ( عيد الأم ) و أضيف إلى كلام الشيخ وحيد عبد السلام بالى و كلام الإخوة و الأخوات الفضلاء و الفاضلات أيضا فأقول و المرأة التى فقدت أولادها يأخذها الحزن أكثر من كل هؤلاء و هذا أقسى أنواع الحزن فى هذه المناسبة و أيضا تحزن الأم التى لها أولادا عُصاة لا يهتمون بها أو يتركونها هملا متوزعة متوجعة بين الوحدة و المرض و عطف الآخرين من الغرباء عليها و ربما قال البعض الآخر أن الإحتفال بيوم ( عيد الأم ) من ابتكار الغربيين أو الكفار مثلا و هو عيدا ما أنزل الله تعالى له من سلطان و أعتقد أن هذه هى كل ما يمكن أن يُقال من اعتراضات شرعية أخروية أو دنيوية عقلية على هذه المناسبة و لكننا بالله تبارك و تعالى سننصر الإسلام من القرآن الكريم و السُنة النبوية الشريفة ردا على الشيخ وحيد عبد السلام بالى و على الأصدقاء الكرام الذين تكلموا فى هذا الأمر بدون ( زعل ) و لن تأخذنا فى الله تعالى لومة لائم
ثالثا ـ ( قالوا أنه بدعة )
لقد كان أهم اعتراض هو أن ( عيد الأم ) ليس عيدا شرعيا و هو بدعة و تأسيا بأهل الكفر و استدلوا بحديث [ من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ] أى مردود عليه غير مقبول عند الله تعالى قال هذا الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله تعالى كما قال لا يوجد عند المسلمين إلا ثلاثة أعياد عيد الفطر و الأضحى و عيد الأسبوع و هو يوم الجمعة و استشهد لقول الله تبارك و تعالى { اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتى و رضيت لكم الإسلام دينا } و قالوا فمن زاد فقد ابتدع
............................................
رابعا ـ [ الرد على المعترضين ]
إن السلفيين الوهابيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و جمهورهم المتخلف الذى يأخذ كلامهم على إنه مقدس لا رجعة فيه أولئك الذين تشددوا فى الدين إلى حد الجنون لو كانوا يريدون حقا أن يبحثوا عن الحقيقة لكانوا بحثوا فى القرآن الكريم عن قول الحق تبارك و تعالى ( التخفيف عن الناس و رفع الحرج لا إعنات الناس بإسم الدين ) و أفضل لهم لو أنهم بحثوا عن { و جاهدوا فى الدين حق جهاده هو اجتباكم و ما جعل عليكم فى الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل و فى هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم و تكونا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة و آتوا الزكاة و اعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى و نعم النصير } [ الحج ـ 78 ـ ] فهل الذين أفتوا بهذه الفتاوىَ الغبية ينصرون الدين الإسلامى ؟! و الجواب ... لا ... فهم فقط يمنعون مناسبة لها أصل فى الدين ( الإحسان ) للوالدين و الدليل هو { و قضى ربك ألا تعبدوا إلا إيَّاه و بالوالدين إحسانا إمَّا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ و لا تنهرهما و قل لهما قولا كريما } [ الإسراء ـ 23 ـ ] أليس من حق الوالدين و خاصة الأم التى جعل الله تعالى لها هذه المنزلة العظيمة أن نحتفل بها إحتفالا عالميا ألا تستحق ذلك و قد أوصىَ بها الله سبحانه و تعالى !!! بالقطع إنها تستحق ذلك و لكنهم أرادوا أن ينافقوا الناس على شاشات الفضائيات و يُظهرون لهم أنهم حرَّاس الدين و حُمَاة العقيدة و أنهم كلما تشددوا كانوا فى أعين الناس شيوخا و علماءا و فقهاءا كبارا و لهم من الشأن ما لهم !!! و نسوا قول رسول الله صلى الله عليه و سلم فى ( هلاك المتشددين فى الدين ) فى الحديث الشريف [ حدثنا مسدد حدثنا يحىَ عن بن جريج قال حدثنى سليمان يعنى بن عتيق عن طلق بن حبيب عن الأحنف بن قيس عن عبد الله بن مسعود عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : ألا هلك المتنطعون ثلاث مرات ] ( حديث صحيح فى سنن أبى داود ) و قال الشيخ الألبانى صحيح سند الحديث .... قلتُ و هذا الحديث صحيح فى " صحيح و ضعيف الجامع الصغير " و " صحيح فى مشكاة المصابيح " و " صحيح فى المسح على الجوربين " و " صحيح فى غاية المرام "
خامسا ـ [ وجوب الإحتفال بالأم من القرآن و السُنة ]
فهىَ لها من الحب و الإحترام و التقدير مالها و قد رفع الله تبارك و تعالى شأنها عاليا حتى جعل من يغضبها أو يغضب والديه ملعون [ لعن الله من لعن والديه و لعن الله من ذبح لغير الله و لعن الله من آوىَ محدثا و لعن الله من غيَّر منار الأرض ] ( حديث صحيح فى صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) تخريج السيوطى ( حم م ن ) عن على ... تحقيق الألبانى صحيح فى صحيح الجامع ... ألا تستحق الأم أن نبتدع لها ( بدعة حسنة ) هى يوم ( عيد الأم ) !!! و أيضا بسب الوالدين كلاهما أو الأم خاصة لا يدخل الإنسان الجنة [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : رغم أنفه رغم أنفه رغم أنفه قيل من يا رسول الله قال من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة ] ( حديث صحيح رواه مسلم ) و صحيح فى مشكاة المصابيح ... ألا تستحق أن يُحتفىَ بها حتى ندخل الجنة ؟! بالطبع تستحق ... فمن ذا الذى يحرم الإنسان من دخول الجنة ؟! هل السلفيين الوهابيين هم الذين يصدون الناس عن بر الأم و الإحتفال بها بتعصبهم الشديد ؟! فإنهم تناسوا قول الحق تبارك و تعالى { ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق و المغرب و لكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتاب و النبيين و آتىَ المال على حبه ذوى القربىَ و اليتامى و المساكين و ابن السبيل و السائلين و فى الرقاب و أقام الصلاة و آتىَ الزكاة و الموفون بعهدهم إذا عاهدوا و الصابرين فى البأساء و الضراء و حين البأس أولئك الذين صدقوا و أولئك هم المتقون } [ البقرة ـ 177 ـ ] إنظروا لقول الله تبارك و تعالى { ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق و المغرب } أى فى الصلاة و نزلت هذه الآية ردا على اليهود و النصارى حينما زعموا ذلك ... و لكن ما هو البر ؟ البر هو كلمة جامعة لكل أنواع الخير هو { و آتىَ المال على حبه ذوى القربىَ } من هم أقرب الأقرباء ؟ أليس هم الوالدين و منهما ( الأم ) أليس من البر أن نحتفل بها ؟! و الجواب هو نعم لابد من ذلك و لا مانع و الذى يؤيد ذلك الإستنباط أو الحكم من الآية الكريمة على حل و جواز الإحتفال بعيد الأم على رغم أنف السلفيين الوهابيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و جمهورهم الغبىِّ المتخلف هو هذا الحديث الشريف [ عن زرارة بن أبى أوفىَ عن رجل من قومه يُقال له مالك أو بن مالك سمع النبى صلى الله عليه و سلم يقول : من ضمَّ يتيما بين مسلمين فى طعامه و شرابه حتى يستغنى عنه وجبت له الجنة ألبتة و من أدرك والديه أو أحدهما ثم لم يبرهما دخل النار فأبعده الله و أيّما مسلم أعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار ] ( حديث صحيح فى صحيح الترغيب و الترهيب ) ( صحيح لغيره ) رواه أبو يعلى و الطبرانى و أحمد مختصرا بإسناد حسن ... أليس تستحق الأم أن نعمل لها ( عيد الأم ) كل عام على مستوى العالم للبر بها و العطف عليها بجانب وصية الله تعالى و رسول الله صلى الله عليه و سلم بها ؟! نعم تستحق ذلك ... فما بال هؤلاء المتنطعون المنفرون يضيِّقون على الناس فى هذا الأمر ألم يستمعوا لقول الله عز و جل { يسألونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس و الحج و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها و لكن البر من اتقىَ و أتوا البيوت من أبوابها و اتقوا الله لعلكم تفلحون } [ البقرة ـ 189 ـ ] إنظروا لقول الله تعالى { ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها } و لكن كما قال المولى سبحانه و تعالى { و لكن البر من اتقىَ } و التقوىَ شرط للبر فهل من التقوىَ نكران حقها و جحود فضلها بحُجة أن ( عيد الأم ) بدعة أو بحُجة أن كل أيام السنة للأم عيدا !!!! فهذا هراء و سنوضحه بإذن الله تعالى و أيضا ألم يستمعوا لقول الحق تبارك و تعالى { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مِمَّا تحبون و ما تنفقا من شيء فإن الله به عليم } [ آل عمران ـ 92 ـ ] و أفضل نفقة ننال بها البر هى على الوالدين أو على الأم و أنا لا أقصد أن لا ننفق عليها طوال العام إلا فى هذا اليوم فقط و لكن أقصد أن فى هذا اليوم ننفق كثيرا جدا و ربما بلا حساب لإرضائها و لن أقول لهؤلاء المتنطعون غير قول الرسول صلى الله عليه و سلم لهم [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها ستكون عليكم بعدى أمراء يشغلهم أشياء عن الصلاة لوقتها حتى يذهب وقتها قال رجل إن أدركتها معهم أصلى معهم ؟ قال نعم إن شئت ] ( حديث صحيح فى صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) تخريج السيوطى ( حم د الضياء ) عن عبادة بن الصامت ... تحقيق الألبانى صحيح فى صحيح الجامع ... هؤلاء هم السلفيين الذين يؤخرون الصلاة { فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما و قعودا و على جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا } [ النساء ـ 103 ـ ] و هى فرض واجب مفروضا لوقته أليس تأخيرها بدعة مكفرة ثم هم يحرِّمون بدعة حسنة مثل ( عيد الأم ) ؟؟؟!!! فلن نقل لهم إلا قول الحق تبارك و تعالى { يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فى تتناجوا بالإثم و العدوان و معصية الرسول و تناجوا بالبر و التقوىَ و اتقوا الله الذى إليه تحشرون } [ المجادلة ـ 9 ـ ]
سادسا ـ [ الرد على قولهم أن لنا عيدان الفطر و الأضحى و عيد الأسبوع يوم الجمعة ]
و هذا كلاما ثابتا بنص القرآن الكريم و السُنة النبوية الشريفة و لا جدال فيه و إنما الجدال الذى أثاره الوهابيون السلفيون و أتباعهم مرتزقة الفضائيات و جمهورهم الغبىِّ أنهم وضعوا شرع الله تبارك و تعالى فى كفة واحدة مع التشريعات الأرضية أى القوانين التى سنها أو وضعها البشر لشؤون حياتهم و هو جائز أن يضع الإنسان لنفسه قانونا أو يسن سُنة تساعده على مواصلة حياته و هو ليس عيبا و لكن شريطة او بشروط مثلا أن لا تخالف القرآن الكريم و لا السُنة النبوية الشريفة و لا تصادمهما و لا تناقضهما و هنا أسأل الوهابيين السلفيين و أتباعهم مرتزقة الفضائيات و جمهورهم الغبىِّ هل ( عيد الأم ) فى كل عام مناف للقرآن الكريم ؟! و الجواب ... لا ... لأنهم أى الوهابيين السلفيين و أتباعهم مرتزقة الفضائيات و جمهورهم الغبىِّ لو قالوا ... نعم تناقض القرآن الكريم فسنقول لهم أنتم جعلتم من البشر آلهة يشرِّعون شرعا مثل تشريع السماء و هنا ينطبق عليهم قول الحق جل و علا { قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذى العرش سبيلا } [ الإسراء ـ 42 ـ ] و أيضا ينطبق عليهم قول البارى جل و علا { هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بيِّن فمن أظلم مِمَّن افترى على الله كذبا } [ الكهف ـ 15 ـ ] و أيضا نرد على هؤلاء المتنطعون أنها بدعة حسنة بما لها فى النفس من عطف على الوالدين فى هذا اليوم العالمى من أجل الأم كما أنها لها أصل فى القرآن الكريم لقول النبى صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهىَ [ حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا زيد بن الحباب حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزنى حدثنى أبى عن جدى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من أحيا سنة من سُنتى فعمل بها الناس كان له مثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا و من ابتدع بدعة فعمل بها كان عليه أوزار من عمل بها لا ينقص من أوزار من عمل بها شيئا ] ( حديث صحيح فى سنن ابن ماجة ) و قال الشيخ الألبانى صحيح لغيره سند الحديث ... و طاعة الوالدين و إسعادهما و إدخال السرور على قلبيهما من البر الذى أمرنا فى الشريعة الإسلامية و هو واجب متفق عليه فى القرآن الكريم و السُنة فما الضرر الذى يحدث من جرَّاء الإحتفال العالمى ( بعيد الأم ) ؟! لا ندرى من ورائه ضررا إلا من هذه الفئة المشئومة المُسمَّاة الوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات الذين أثروا على قطاع كبير من أغبياء المسلمين الذى قال فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم [ إنه سيلى أموركم من بعدى رجال يطفئون السُنة و يحدثون بدعة و يؤخرون الصلاة عن مواقيتها قال بن مسعود كيف بى إذا أدركتهم قال ليس ـ يا ابن أم عبد ـ طاعة لمن عصىَ الله قالها ثلاثا ] ( حديث صحيح فى السلسلة الصحيحة ) فهؤلاء الذين زعموا أنها بدعة بزعمهم هذا هم المبتدعون ليس المحتفلون ( بعيد الأم ) هم الذين ابتدعوا لأنهم ينكرون السُنة النبوية الشريفة و أوامر القرآن الكريم بالإحتفاء و الإحتفال بالأم فى يوم يكرِّمها كل العالم و يدَّعون أنهم أبرار متسامحون ؟! و نسوا أن هذا اليوم ( عيد الأم ) يذكرهم بفضل الأم و جميلها و الإحسان إليها و يقربهم من العمل بالقرآن الكريم و السُنة النبوية الشريفة كما قال الله تعالى { و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين } [ الذاريات ـ 55 ـ ] أو قوله تعالى { أو يذكر فتنفعه الذكرى } [ عبس ـ 4 ـ ] أو قوله تعالى { فذكر إن نفعت الذكرى } [ الأعلىَ ـ 9 ـ ] و هناك قاعدة شرعية تقول ( ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ) و الواجب هنا يتم بالذكرى و بناءً عليه فالتذكر واجب و هو ( الإحتفال بعيد الأم ) و هل قال الناس أو المسلمين على مستوىَ العالم أجمع نحن اتخذنا هذا العيد ( عيد الأم ) بديلا عن عيد الفطر أو عيد الأضحى أو العيد الأسبوعى ( يوم الجمعة ) مثلا ؟! أبدا لم يقل مسلمٌ واحدٌ ذلك أبدا و أيضا لم يؤثر هذا اليوم أو الإحتفال ( بعيد الأم ) على المسلمين فى شيء من دينهم إطلاقا إذن ما وجه الضرر و الإبتداع هنا ؟! و الجواب هو ... وجه الضرر و الإبتداع إن وجد فهو فى الخيال المريض للوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و جمهورهم الغبىِّ و لكن شبهة الابتداع لم تكن موجودة فى الواقع و لم يبتدعها مسلمٌ أبدا إنما ( عيد الأم ) فكرة غربية و تناولها المسلمون لأنها بدعة حسنة و الدليل على ذلك ما يحدث فى هذا اليوم من بر للأم و تبادل الود بينها و بين أبنائها و إحضار الهدايا لها ترويحا عن نفسها مِمَّا يجعل الرضا مُتبادل بين الطرفين الأم و أبنائها فهى مناسبة جميلة تجمع شمل الأسرة لا غير بدون قصد التشبه بالكفار من اليهود و لا النصارى
سابعا ـ [ الرد على أدلة من قال بحُرمة عيد الأم ]
فقد أوردوا حديث [ من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ] و هو حديث صحيح ... و هو العمدة عندهم و من الممكن أن يأتوا بآيات التشبه بكفار اليهود و النصارى من القرآن الكريم و السُنة النبوية الشريفة و لكننا نقول لهم ما أقسام البدعة ؟! فسيقولون قسمين بدعة حسنة أو محمودة و بدعة سيئة أو مكفرة ... و هنا سنقول لهم بُناءً على استدلالكم من القرآن الكريم بآية { اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتى و رضيت لكم الإسلام دينا } و الحديث السابق المذكور [ من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ] و حديث [ شر الأمور محدثاتها و كل بدعة ضلالة ] و فى روايات أخرى [ و كل ضلالة فى النار ] فهل ( الإحتفال بعيد الأم ) تعارض مع الآية الكريمة التى ذكرتموها فى اكتمال الدين ؟! فستقولون نعم لأن ( عيد الأم ) ما أنزل الله تعالى به من سلطان و لكنى سأرد عليكم حُجتكم بأن هذه الآية تتكلم عن اكتمال الدين على يد الرسول صلى الله عليه و سلم و يشهد الله تبارك و تعالى ضمنيا لرسوله صلى الله عليه و سلم أنه ما خان الأمانة و ما أخفىَ شيئا من الدين و أنه وصل للناس كاملا غير منقوصا أى ليس للبشر حُجة إذا تزيّدوا فى الدين أو انتقصوا منه و الإحتفال ( بعيد الأم ) ليس تزيدا فى الدين و لا انتقاصا منه و إنما ( بدعة حسنة ـ محمودة ) تذكرنا بالأم فقط و لا تمس الدين لا من بعيد و لا من قريب فالكل من المسلمين يعترف أن ( عيد الأم ) ليست مناسبة دينية و إنما فكرة دنيوية جميلة لا تتعارض مع الدين الإسلامى فى شيء و لكنها على وجه الحقيقة لها أصل فى الدين الإسلامى كما بيَّنا سابقا ..... و أمَّا قولكم الحديث [ من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ] و المقصود به ( البدعة السيئة ـ المكفرة ) مثل التزيّد فى الآذان أو إلغاء آية من المصحف الشريف أو إنكار حديث نبوىِّ صحيحا يؤخذ منه حكما أو الإدعاء بأن موالاة اليهود و النصارى مباحة للمسلم أو شُرب السجائر أو تقبيل النساء الأجنبيات فى صيام نهار رمضان حلال أو جائز فكل هذه المنكرات هى المقصودة فى الحديث الشريف لأن الإبقاء على هذه المنكرات هدم للدين الإسلامى فهذه هى البدعة المكفرة بعينها و ليس ( الإحتفال بعيد الأم ) و قولنا فى هذا الحديث ينطبق على الحديث الآخر الذى ورد بهذه الصيغة أيضا [ إن شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة فى النار ] أقول إن ( الإحتفال بعيد الأم ) ليس بدعة مكفرة و لا بدعة سيئة و لا ضلالة فى حد ذاته و لا لمجرد أنها فكرة غربية ظهرت عند اليهود و النصارى !!! بل إنها أيضا فكرة لو اهتم بها المسلم لكان هو أحق بها من اليهود و النصارى و اهتمام المسلم ( بعيد الأم ) يؤخذ بالنوايا و الضمائر التى هى من اختصاص ربنا سبحانه و تعالى و ليس من اختصاص البشر كما ورد فى الحديث الشريف [ حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان حدثنى يحى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمى عن علقمة بن وقاص الليثى قال سمعت عمر بن الخطاب يقول ـ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امريء ما نوىَ فمن كانت هجرته إلى الله و رسوله فهجرته إلى الله و رسوله و من كانت هجرته لدنيا يُصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ] ( حديث صحيح فى سنن أبى داود ) ... و قال الشيخ الألبانى صحيح سند الحديث ...
ثامنا ـ [ متى نشأ عيد الأم ]
( تعود فكرة عيد الأم فى العالم الغربى و ليس العربى للسيدة حنة جارويس فى مدينة فيلادليفيا فى ولاية بنسلفانيا فى الولايات المتحدة الأمريكية فقد دعت عام 1905 م أصدقائها و أقاربها للإحتفال فى ذكرى والدتها و فى الإحتفال تبلورت فكرة تخصيص يوم للأم بدأت السيدة حنة جارويس الكفاح فى سبيل تحقيق فكرتها و فى العاشر من شهر آيار لعام 1913 م أقر الكونجرس الأمريكى تخصيص يوم للأم و فى التاسع من آيار 1914 م أصدر الرئيس الأمريكى ويدرو ويلسون مرسوما يعلن فيه عن تخصيص يوم ليكون عيدا رسميا للأم و تم تحديده فى الأول من شهر آيار من كل عام ) ... ( عيد الأم لمحة تاريخية ـ محمد على سعيد ) ثم بعد ذلك انتشرت فكرة عيد الأم فى أرجاء العالم و هكذا ولدت الفكرة بعيدة عن الإتجاهات الطائفية و النزاعات الدينية و العرقية و المذهبية فلا داعى أن يتوسع الوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و جمهورهم الغبىِّ فى الحديث عن المبتدعات و إلا سيهلك المسلمون الذين تغيرت حياتهم بالكلية عن الأزمنة القديمة و تعقدت و أخذوا أشياء من الغرب أى من اليهود و النصارى لم تكن فى بيئتهم العربية فلو فتحنا باب التوسع فى نشر المبتدعات و الحديث عنها سيصل الأمر إلى تكفير كل المسلمين بعضهم بعضا !!!!
تاسعا ـ [ المسلمون فى عالم متغيِّر ]
( الأنترنت و الفضائيات و العولمة )
واقع المسلمين كما هو معروف و شائع تغيَّر عن أيام الرسول صلى الله عليه و سلم و عن زمان الصحابة الكرام رضى الله عنهم و أرضاهم و قد تنبأ الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم بما سيحدث من اتباع المسلمين لليهود و النصارى [ لتركبن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم و حتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه ] ( حديث صحيح فى صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) تخريج السيوطى ( ك ) عن ابن عباس ... تحقيق الألبانى صحيح فى صحيح الجامع ... و بالطبع مع تحول الحياة من نمط عربى إسلامى خالص إلى نمط تسود فيه حضارة غربية خالصة هى ملك خالص لليهود و النصارى و من لا يؤمنون بأىِّ دين على الإطلاق من الطبيعى أن يكون لهيمنة مثل هذه الحياة أثر قوى على المجتمع المسلم و سلوكه و أفكاره و بلا مبالغة هذا ما حدث فلماذا المكابرة و محاولة الرجوع للوراء لزمن الرسالة المحمدية الجميل فهذا للأسف لم يحدث و لن يحدث فلابد من النظر للأمام و محاولة خلق واقع إسلامى معاصر و خطاب دينى معاصر و فقه معاصر يناسب ذلك الواقع الكئيب المرير الذى التف حول أعناقنا ولا نستطيع الفكاك منه فلا نحن مسلمين خلص و لا نحن يهودا أو نصارى نحن أمة مفككة و ممسوخة الهوية و الرجوع للوراء لن يعطينا شيئا فسنخسر الكثير و الكثير بدون العلم و الأخلاق و الإيمان و مواجهة الواقع الصعب لقد تركنا العالم يتقدم و نحن مازلنا نتكلم عن ... هل عيد الأم حلال أم حرام ؟! سنة أم بدعة ؟! و الحقيقة فكم من أم فى هذا اليوم محرومة يتذكرها أولادها و الناس و أهل الخير و كم من دموع تجف من الأمهات فى هذا اليوم و كم من المخاصمات و النزاعات تنفض و تنهتى فى مثل هذا اليوم فلا داعى للتوسع فى أمور تهدم الدين و تعمل على تفرقة المسلمين أكثر مِمَّا هم متفرقين و التى ليس لها أولادا أو التى مات أولادها و باتت وحيدة فهناك الله سبحانه و تعالى يسخر لهم من يمسح دموعهم و يعطف عليهم و يواسيهم فى محنتهم .... و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم
القاهرة \ مارس \ السبت 24 \ 3 \ 2012 م الساعة 20و4 فجرا \ جمال الشرقاوى \ كاتب صحفى \