اسد الشعر العربى (جمال الشرقاوى) المؤسسة العسكرية تقتل الثورة كتبه \ جمال الشرقاوى \
بعدما انتهت ثورة شعب مصر التى بدأت يوم الثلاثاء فى يناير الماضى 25 \ 11 \ 2011 م و قد خلع الشعب المصرى حسنى مبارك و و أسرته و حاشيته بالقوة الجبرية من حكم مصر بعدما ظلوا ثلاثين عاما يهلكون البلاد و يفتكون بالعباد و تدخلت المؤسسة العسكرية المصرية و أعلنت خلع مبارك و تولى المجلس العسكرى السلطة فى البلاد شكليا أى تدير شئون البلاد و لا تحكم فى هذه الفترة الإنتقالية و تعهد بالرجوع لثكناته بعدما يأتى رئيس جديد يحكم البلاد و يعيد الأمور إلى نصابها و سكت الشعب المصرى عند هذا الحد و اطمئن إلى وجود الجيش بجانبه و لكن كانت الصدمة لمَّا تباطىء الجيش فى إجراءات محاكمة مبارك و التهاون مع الفاسدين و فلول الحزب الوطنى و البلطجية المأجورين و غلاء الأسعار و زيادة الفوضى فى البلاد و محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية !!! و أخيرا يريد المجلس العسكرى أن يظل فى الحكم أطول فترة ممكنة و قد أراد أن يسرق ثورة الشعب المصرى ليجهضها و يحبطها لصالح المخلوع الظالم مبارك و أعوانه الفاسدين و المؤسسة العسكرية لم تعمل على إعادة الأمن للبلاد و لم تهيء البلاد لاستقبال حكم دستورى بل تزايدت الفوضى عند إجراء أول انتخابات دستورية للبلاد فى نوفمبر الجارى 28 \ 11\ 2011 م و بدلا من تسليم السلطة لمجلس منتخب يعمل على اختيار رئيس لهذا البلد تمهيدا لحكمه حكما مدنيا إقترحت المؤسسة العسكرية مبادىء دستورية من شأنها أن تعطى للمؤسسة العسكرية صلاحيات واسعة و لا تخضع فى نفس الوقت لأى سلطة مدنية و تتعامل مع الرئيس مباشرة و بهذا الأمر يكن لهم حصانة من حديد و يصبحون فوق النقد و لا يحق لأى سلطة مدنية عزل قواد المؤسسة العسكرية !!!! و هو صراع الوحوش المفترسة على السلطة بضراوة و تحاول المؤسسة العسكرية أن تعطى نفسها مميزات خاصة و امتيازات و تظل يده مطلقة على الموارد و تظل له الغلبة و النفوذ و القوة و السلطة فى البلاد فيتحكم فى الرئيس أى رئيس و يؤيد هذا و يرفض ذاك و يصبح شوكة قاتلة فى عنق البلاد بدلا من أن يهتم بالأعداء العسكريين فكأن المؤسسة العسكرية تريد تدجين الجيش كله لتصبح مؤسسة سياسية تتدخل فى كل شيء من وراء ستار مثلما هو حادث الآن و قد مضت فترة الخداع و التمويه على الشعب و سقط القناع و الذى أجج نار العداوة بين معسكر المؤسسة العسكرية و الداخلية معا و بين معسكر الشعب أن المؤسسة العسكرية ووزارة الداخلية دفعتا بالجنود ليقتلوا الشعب الثائر على الفساد الطاغى و العجيب فى الأمر أن العسكرى المصرى سواء من الجيش أو الشرطة أغبى و أجهل جندى فى العالم ينفذ الأوامر و لوكانت خاطئة ينفذ الأوامر بقتل من يدافعون فى الأصل عن حقوقه و حقوق أبناءه و أهله و أحفاده يقتل بدون تفكير بإسم الأوامر من يعملون له كرامة و لم يلتفت إلى شعار الثورة المصرية ( إرفع راسك فوق إنت مصرى ) شعار نبع من قلب الثورة و من حناجر الثوار و ليس من قلب و لا من حناجر من أعطوه الأوامر لقتل الثوار... فى النهاية لا يسعنا إلا أن نقول أن المؤسسة العسكرية المصرية فشلت فى إدارة شئون البلاد فى الفترة الإنتقالية المؤقتة و لم تحقق أى شيء للبلاد غير إنقسام البلاد و تفتيت الوحدة السياسية فى البلاد و محاولة التدليس على دخول أكثر من خمسمائة ( 500 ) عضو من أعضاء الحزب الوطنى السابق للإنتخابات القادمة !!!! نقول للمؤسسة العسكرية إتقوا الله سبحانه و تعالى فى شعب مصر لقد صاروا مثل الواصى الذى نهب ثروة اليتيم... لكى الله تعالى يا مصر
القاهرة \ نوفمبر \ الثلاثاء 22 \ 11 \ 2011 م الساعة 6 مساء \ جمال الشرقاوى \ صحفى \ وكالة أنباء مصر \