قصيدة \ نريد جيلا مثلك \
كلمات \ جمال الشرقاوى \
يا سيدى
يا " جدى الحسين "
نريد جيلا مثلك
من الثوار غاضبون
نريد من يعارض بالعلم
اذا ما مسهم الهوان
لا يسكتون
سيدى الحسين يا ثائرا
فالجيل قد صار خائبا
كالبرلمان الان
مملؤ بالحشرات الخائبون
يا حسرة على الشعب
محكومون بالبوليس بالارهاب
طواغيت ذو بسمة صفراء
اشباح ذو انياب زرقاء
لكنهم فى الظلام يضربون و يضربون
محكومون بالضمائر الفاسدة
و الاقلام الفاسدة
تجار سماسرة لا يرحمون
نحن يا " جدى الحسين "
نريد الامن و الامان
نريد الثقافة و الكتاب
فزوار الفجر يدعون زيفا
انهم مسلمون
يهجمون علينا
يقتحمون بيوتنا و يهجمون
يفتشون فى اسرارنا
و فى رفوف مكتباتنا
ينكشون كالعفاريت
غرفة نومنا
يشمشمون كالكلاب فى الصحون
يدسون انوفهم بأخص اشيائنا
ينتهكون كرامتنا باسم القانون
يغتصبون بشريتنا باسم القانون
يلفقون التهم للابرياء
باسم القانون
يضربون بالحديد و النار
باسم الولاء للسلطة
و باسم القانون
شاطرين فى الرفع و النصب و الجر
كأسيادهم الزبانية
و لا يدرى الشعب
اى راية يرفعون
نحن يا " جدى الحسين "
منذ اربع و عشرين سنة
الجهل و الفقر و المرض
فى شعبنا قابعون
و انا يا " جدى الحسين "
مثل اى رجل فى بلدى
منذ اربعة و عشرين عاما
ابحث عن اقتصاد النمور
و عن توشكا الحنون
و عن تخفيف الضريبة
و عن بيئة نظيفة للناس يسكنون
و عن هواء نظيف
ابحث عن نفسى
عن بشر يتنفسون و يحلمون
فلا اجدنى
الا مثل اى مواطن فى بلدى
مطحون فى مطاحن القرون
فأنا يا سيدى و يا " جدى الحسين "
اتحدث باسم سبعين مليونا من الفقراء
منهم مائة و سبعون الفا
ما بين المعتقلات و السجون
فانا اخاف ان يطلبون واحدا ليزيدون
فانا يا " جدى الحسين " اتحدث اليك
باسم سبعين مليونا من الاصفار
منذ اربعة و عشرين عاما
يشدون الحزام يُحرمون
يربطون على بطونهم الف حجر
سبعين مليونا جائعون
غنيُّهم فقير عقله
فقرائهم من الجوع لا يعقلون
كلهم تحت خط الفقر
يُسحقون و يُسحقون
فمنذ اربعة و عشرين عاما
يُداسون بالاقدام اذا ما حدث اشتباه
فى جهنم الكبرى يصرخون و يصرخون
سبعين مليونا يا سيدى يا " جدى الحسين "
اللهم يا ستار
كريشة فى مهب الريح بالليل و النهار
على رصيف الحزن
فى الزمان ينتظرون
دخل الرجل الواحد منهم
اقل من ورقة دولار
اللهم يا ستار
فاين يا " جدى الحسين " يذهبون
فدول الفقر كما وردت
العدد مئة و سبعون
فانا يا " جدى الحسين "
اتحدث اليك باسم دولة
رقمها فى دول الفقر
مئة و اثنان و عشرون
فانا يا " جدى الحسين "
معى سبعون مليونا شارفنا الجنون
ابحث عنك
يا " جدى الحسين "
يا ايها الخبير بالشريعة و الدين
معى سبعون مليونا من البسطاء
ابحث عنك
منذ الاف السنون
قدمت اليك عريضتنا
باسم سبعين مليون مواطنون
فالديمقراطية مزيفة
الراسمالية مزيفة
اغرقونا الساسة
و الان يتبرأون
اين السياسة و الادارة
و الكل باحضان النساء
عرايا يرقصون
باحضان امريكا و اسرائيل يتمرغون
اين الطموح و المستقبل الجميل
لسبعين مليونا بليل لا يَصبحون
قتلوا النهار قبل ان يولد
قتلونا من قبل ان نكون
يا " جدى الحسين "
لجنة السياسات تطاردنا
اطفال الحكم تطاردنا
اعلنوا وفاتنا مجددا
و نحن من قبل ميتون
اعلنوا الحجر على اموالنا
اعلنوا بيع اصولنا
و راحوا ينهبون بيع الديون
اعلنوا علينا الوصاية فى زمان الجات
و ليس هناك من يحزنون
خصخصونا فى زمان العولمة
حولونا من بشر
الى قطيع اليكترون
فالديكتاتور وحده يا " جدى الحسين "
يلتهم وحده
خمسة و ثلاثين مادة من القانون
يلتهم سبعين مليونا
يا " جدى الحسين "
باعونا للصهاينة
باعوا اعراضنا و ارضنا
و ناموا ملء الجفون
عاشت مصر على احسانات الاغنياء
بعنا اطفالنا
تاجرنا باجسادنا
و جفت منابع الدمع بالعيون
قطعوا شفاهنا
اغتصبوا حرية التنفس
و راحوا يشربون على ارواحنا
الانخاب و الكؤوس و يضحكون
يا " جدى الحسين "
فغدا اذا ما ذهبوا الى الله
فماذا فى محكمة الله يقولون
تخنثوا
ما حرية المراة المطلقة
الا فكرة الشيطان و المجون
تجسسوا لحساب الاعور الدجال
فاليهود و الصليب
بنا كالشطرنج يلعبون
كل يوم يبدلون قطعة بقطعة
لماذا يا " جدى الحسين "
حكامنا لا يفهمون
فالتاريخ كل يوم يعود
فهذه العراق و فلسطين
و سوريا و لبنان و السودان
و البوسنة و الهرسك و الشيشان
هيَّجت ذكراهم الشجون
" فهل من مدكر "
ليتهم يا " جدى الحسين "
للقرآن يقرأون
فالقضية يا " جدى الحسين "
تمثيل الدور المرسوم جيدا
و الثمن مدفوع مقدما
كى لا يتجاهلون
القضية
كبراؤنا عملاء عظام
بالمال مأجورون
بارعون فى تغيير الاقنعة بارعون
نمد ايدينا لامريكا
نستمطر الخير و الكساء و الدواء
و نظارات تخفى وجه من يخون
نستمطر الخير من جيراننا العرب
فنحن دولة المؤسسات
و الانفتاح و العاهات
نمد ايدينا للمحسنين
نأخذ معونة الملعونون
ابدا لا نصحوا من ثبات
فماذا لو جاء زمان
غضب علينا المحسنون
ماذا
ماذا يا " جدى الحسين "
بعدما اصبحنا فقراء
اذلاء
شحاذون
بأكذب الاخبار ثرثارون
ماذا يا " جدى الحسين "
سيفعل بنا المجرمون
بعدما صرنا ذات يوم
بعد عز سائلون
متسولون
يا " جدى الحسين "
نريد جيلا مثلك
من الثوار غاضبون
من ديوان " الحسين يُقدم للمحاكمة "
كتبت هذه القصيدة فى القاهرة \ اكتوبر \ ليلة
الجمعة 28 \ 10 \ 2005 م 25 رمضان
جمال الشرقاوى
[ صحفى \ وكالة انباء مصر ]