قصيدة \ الاسلام لن يكون ذكريات \
كلمات \ جمال الشرقاوى \
لعنوا
الذين قالوا
الاسلام اين ؟!
فالاسلام لن يكون ذكريات
فالاسلام دين و دنيا
للحياة و للممات
لو فقهناه بحق
ففيه حل المعضلات
لعنوا الذين قالوا
ان الاسلام مات
ان الاسلام
قرأن
كلمات
لعنوا الكافرين
الذين عجزوا عن تحدى الكلمات
لعنوا الذين انكروا
البعث فى كل الدهور
اين هم
اين اجدادهم على مر العصور
اين الذين اذاقهم الله
لباس الجوع و الخوف
اين هم
اين هم و لم تأتى نفخة الصور
يا ويلهم يوم تاتى نفخة الصور
لعنوا الذين انكروا اى نبى
من بين طابور الانبياء
و بنوا فكرا ملحدا
و ادعوا
ان المجد لهم لا للسماء
لعنوا كل الكافرين
لعنوا الذين قالوا
" ان الله فقير و نحن اغنياء "
لعنوا الذين قالوا
" ان الله ثالث ثلاثة "
فاسالوهم كيف التجلى
و الجلوس على العرش و الاستواء
اسالوهم
كيف يكون البشر و الاله سواء
لعنوا الذين قالوا
ان الله هو المسيح بن مريم
يا محمد انت العزاء
لعنوا الذين تعصبوا
و قدسوا مادة الحضارة
لعنوا الذين غيروا
بالكفر مجرى الحضارة
و زيفوا كل تراث الروح
بالحقائق المستعارة
اين الحقيقة فى الهواء
و هل ترون " الهليم "
فى زجاجات الانارة
لكن الله
فلا يعرفون الا شعاره
ادعوا ان له ولدا " سبحانه "
و صاحبة و اناثا " سبحانه "
فكل الذين تجراوا على النار
و كل الذين افتوا بغير علم
قد اشعلوا الفتنة من شرارة
قالوا كذبا و زورا
انا قد قتلنا الله فى مغارة
و ادعوا انه تعب بعد الخلق
فاستراح بداره
تبا لهم
ادعوا انهم قتلوا الله فى مغارة
كذبوا
اثموا
ان الله ما كان بشرا
من ال عمران او زرارة
سبحانك يا حى يا قيوم
لعنوا الذين قالوا
إنا لا نرى الله
و لا نرى آثاره
فى الكون
فى السماء و الافلاك
فى الارض و البحار
فى القلوب المستجارة
فى الاكف الضارعة
و العيون الباكية
و فى دموع الذين يحلمون
بالخلاص و البشارة
لعنوا الذين تغربوا
فى الدين الى حد الجنون
قد اساءوا و السلام
و رجعوا للخلف الاف القرون
لعنوا الذين لا يعرفون
هم على ملة محمد ام عيسى
ام على ملة موسى و هارون
لعنوا الذين اساءوا للاسلام
لعنوا الملحدون
انك لو حاولت
ان تكن مسلما حقيقيا
فكن عالما بذاتك
و الا فلن تكون
كن امة بنفسك
مواجها بالايمان زيف الحضارة
لا تستكين
كن وحدك جيشا لجب
كن مواجها بالفكر
ناب العولمة و الشامتين
كن غواصا فى الارض
فى الفضاء لا فى الدماء
لرد المبشرين
لصد جموع الزاحفين
انك لو حولت
ان تكن مسلما حقيقيا
لابد ان تواجه الحياه
كن فى نفسك من الربانيين
اخرج البشرية الكامنة فيك
اطلق سراح الانسان
ذلك المدفون فى الاعماق من سنين
انك لو حاولت
ان تكن مسلما حقيقيا
كن على علم و كن من العارفين
ليس الامر
جلبابا قصيرا و لحية طويلة
و مسبحة حباتها بضع و تسعين
ليس الامر زهدا كاذبا
و فاقة و قلة حيلة
ليس الايمان ايها المسلم
ان تعبد نصا جامدا
" غض البصر " و " يضربن بخمرهن "
و الختان فما تاويله
ليس الايمان
ان تخنق الايات
ان تئد الحديث
تعدم الدين بسيف النص
تترك المعانى بدمها قتيلة
ليس الايمان
باعتقال الزوجات الجميلة
فهى من اجل ظنونك
قد تخونك
تدوسك بالاقدام غير عابئة
غير باكية عليك و غير عليلة
انها من اجل رؤية النهار
من اجل ان تكون كريمة مسؤولة
لا تطيق القبر
لا تطيق ان تكون ذليلة
يا سيدى المسلم
ان الزوجة الحرة المصونة
لن تسجن كالقطة بين الجدار
ان تكن مسلما حقيقيا فاعلم
ان زوجتك بعناية الله محروسة
و ليس بالمضاجعة و الطعام و طول المزار
ان تكن مسلما حقيقيا
لا تكن ذا قناع
لا تكن من يمين او يسار
لا تكن مسجونا بين فكر المجرمين
بين فكر الملحدين
كن حنيفا
كن شريفا
كن بريئا باقتناع
كن عالما بان الملعونين
و الساخطين المسخوطين
و المنجمين
و القادمين لاتهام الوطن
و محاكمة الوطن
مستعملين
اؤلئك الذين خنقوا الوطن
و حكموا بالاعدام على الوطن
ليسوا مسلمين
ان تكن مسلما حقيقيا
كن متاكدا جدا
بان المبشرين
و المستشرقين
و المستعمرين
وجوه لعملة واحدة
باسم " الجات " و " الكوكبة "
و " خصخصة " املاك الطيبين
متسولين
مجرمين
قادمين لافتراس الوطن
و جرح الوطن
و تدمير الوطن
و اشعال الفتن بين كل المؤمنين
" فاحذروهم "
اؤلئك يا مسلم
ليسوا مسلمين
كن حريصا من كل " فيارس " الذباب
كن حصينا بالفكر من كل الكلاب
لا تنظر خلفك
لا تفتح الابواب
لجائعين الغرب و الذئاب
لا تفتح للهستيريا المادية
و افلام الجنس و هرطقة الكلام
لا تفتح للجدلية المدفونة فى عمق التراب
ان تكن مسلما حقيقيا
لا تفتح البلاد لمارقين
لجواسيس او سارقين
كن بريئا
من مصدرين الفكر و الدين
كن بريئا من كا المنافقين
كن على حذر
كن على يقين
ان كل الوجوه الغريبة
و القلوب الغريبة
الذين يريدون التهام الوطن قطعة واحدة
ليسوا اخوانك المؤمنين
ليسوا اخوانك المؤمنين
ليسوا اخوانك المؤمنين
كتبت هذه القصيدة فى القاهرة \ ديسمبر \ ليلة
الخميس 9 \12 \ 1999 م 1 رمضان
من ديوان " الحسين يقدم للمحاكمة "
جمال الشرقاوى
[ صحفى \ وكالة انباء مصر ]